كشفت صحيفة هآرتس الإسرائيلية، عن وجود شبكة يقودها إسرائيلي تعمل على إخراج مواطنين فلسطينيين من قطاع غزة عبر ترتيبات غير رسمية، وسط استغلال مباشر للظروف الإنسانية القاسية التي يعيشها أهالي القطاع منذ العدوان الإسرائيلي.
وقالت "هآرتس" في تحقيق لها، إنه يقف في قلب هذه الشبكة جمعية تدعى "المجد" التي قدمت نفسها كمنظمة إنسانية تعمل في "إغاثة المجتمعات المسلمة من مناطق النزاعات"، لكنها في الواقع ليست سوى واجهة لشركة استشارات أُسست في إستونيا ويديرها شخص يحمل جنسيتين إسرائيلية وإستونية يدعى تومر يانار ليند.
وكانت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، قد حذرت الشركات والجهات التي تغرر بالفلسطينيين، وتحرضهم على الترحيل، والتهجير، أو تلك التي تمارس الاتجار بالبشر، وتستغل الظروف المأساوية والإنسانية الكارثية، بأنها ستتحمل التبعات القانونية لممارساتها غير القانونية وستكون عرضة للملاحقة والمحاسبة.
التحقيق أوضح أنه منذ أيار الماضي، خرجت ثلاث رحلات جوية على الأقل من مطار رامون قرب إيلات، نقلت مئات الغزيين إلى وجهات مختلفة في العالم.
كانت الرحلة الأخيرة هي الأكثر إثارة للجدل حين هبطت طائرة مستأجرة تحمل 153 فلسطينيا في مطار جوهانسبرغ بجنوب إفريقيا، بعد أن نقل ركابها أولا إلى نيروبي عاصمة كينيا، ومنها إلى جنوب إفريقيا، دون علمهم المسبق بوجهتهم النهائية، ولدى وصولهم، احتجزتهم السلطات داخل الطائرة أكثر من 12 ساعة، وسط حرارة شديدة، ومن دون ماء أو طعام، بسبب غياب الوثائق الرسمية، وعدم وجود أي ختم خروج على جوازاتهم يشير إلى مغادرتهم عبر معبر رسمي، ولم تسمح لهم بدخول البلاد إلا بعد تدخل السفارة الفلسطينية ومكتب الهجرة ومنظمة Gift of the Giversالتي تكفلت لاحقا بإيوائهم.