هل حقا أن الحرب على قطاع غزة هي بداية إقامة مشروع ” إسرائيل الكبرى”؟!
تبدو لي هذه المقاربة غير دقيقة وبعيدا تماما عن الواقع، لأنه ربما تكون غزة هي العقبة الوحيدة حاليا، وربما الأخيرة في وجه المشروع الصهيوني الاستيطاني الاستعماري التوسعي.
وقد لفت نظري ما كتبه الكاتب اليهودي المناهض للصهيونية ألون مزراحي على صفحته في منصة ” أكس” حين طرح فكرة مدهشة تبدو لنا وكأنها حقيقة غفل عنها العالم طيلة 100 عام وأكثر، تقول :”على الأرجح، لم تكن الصهيونية يوما هدفا لاستعمار اليهود الأشكناز(الغربيين) لفلسطين. فلسطين صغيرة جدا وضئيلة جدا بالنسبة لهذه المجموعة الطموحة جدا من الناس”.
الحقيقة الصادمة والصاعقة أن الصهيونية أنتجت من قبل اليهود الأشكناز لاستعمار الولايات المتحدة الأمريكية وبقية الغرب، أوروبا واستراليا ونيوزلندا وكندا، لأن في هذه البلاد يتركز المال والسلطة والإعلام والثقافة والنفوذ للسيطرة على باقي العالم، وآلية وماكينة تنفيذ استعمار بقية العالم .
مرزاحي يرى أن "فلسطين ليست سوى رافعة. آلية مسرحية لصرف الانتباه عما يحدث بالفعل. تبرير زائف لا نهاية له. سحرٌ مُنوم”.
وبعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كشفت لنا غزة كل ذلك وأزاحت الستار عن أعين العالم الذي بدأ يكتشف متأخرا الحقيقة الصادمة أن الغرب رهينة لدى تل أبيب، والآن، يمكنك أن ترى ذلك أيضا: لقد تم استعمار الولايات المتحدة والغرب بالكامل، مع تغليف هذا الاستعمار بأكذوبة زائفة مستمدة من التاريخ القديم الزائف "وعد الرب” لليهود بأرض فلسطين، وهو وعد لم يكن يوما سوى وهم اخترعته الصهيونية، العلمانية الملحدة أصلا والتي لا تؤمن بالدين، لكنها لبست عباءة ” وعد الرب” لتحقيق حلم استعماري إحلالي عنصري.
أمريكا والغرب أدوات بيد الصهيونية العالمية تحركها كيفما تشاء وبأي اتجاه، لذلك لا يوجد تفسير لموقف الغرب المنافق والعنصري والشريك في حرب الإبادة بغزة سوى أن هذا الغرب لعبة ودمية بيد الصهيونية واللوبي اليهودي العالمي.
غزة هي العقبة أمام أخذ هذا المشروع شكله النهائي، لذلك يجب أن تباد وتختفي هي وسكانها عن خارطة العالم الذي يبدو في عجلة من أمره لحسم المعركة الأخيرة، والبدء في عصر العبودية الكامل والشامل للصهيونية العالمية.




