حزب الله ..ربما

حزب الله ..ربما
وليد عبد الحي
أخبار البلد -  
عرف حزب الله مراحل ثلاث منذ تأسيسه عام 1982، مرحلة أولى قادها عباس الموسوي حتى عام 1992(ولم اتوقف عند مرحلة صبحي الطفيلي التي لم تدم سوى عامين)، وتتسم مرحلة  الموسوي بمحاولة تخليص لبنان من الوجود العسكري الاجنبي (الاسرائيلي الامريكي الفرنسي ) والمليشيات اللبنانية العاملة في الجنوب بالتعاون مع اسرائيل، وحققت هذه المرحلة قدرا من النتائج لا يجوز الاستهانة بها بخاصة زعزعة الوجود الامريكي بعد مهاجمة مقر اقامة القوات الامريكية والفرنسية عام 1983، ناهيك عن انهاك جيش جنوب لبنان الذي شكلته اسرائيل عام 1976 وانتهى عمليا عام 2000 تحت ضربات حزب الله بشكل رئيسي. اما المرحلة الثانية التي امتدت من 1992(اغتيال عباس الموسوي زعيم حزب الله حينها) فهي المرحلة الاطول تحت زعامة حسن نصرالله(امتدت 32 عاما من 1992-2024) حيث كانت المواجهات الكبرى مع اسرائيل بمئات العمليات ، واصبح حزب الله في كل الادبيات الاسرائيلية احد مصادر القلق الكبير لاسرائيل بفعل تنظيمه المحكم ،ودقة عملياته، وصلاته مع ايران، وذكاء وقدرة ادارية قادها نصر الله، وفي هذه المرحلة كان هناك تزايدا في الدور العسكري لحزب الله ضد اسرائيل( وهو امر اولته النخب الاسرائيلية اهتماما كبيرا)، وهو الذي اتضح خلال الشهور الاولى من معركة طوفان الاقصى، واهم ما في ذلك هو اتخاذ الحزب سلسلة من الالتزامات المعلنة رسميا والقاطعة اهمها : مساندة غزة عسكريا الى حين وقف اطلاق النار هناك، لا نقاش حول الانسحاب من جنوب الليطاني، سلاح المقاومة مقدس، التطبيع مع اسرائيل حرام تماما، دعم متواصل لمحور المقاومة وتعزيزه.وبقيت هذه التوجهات سارية المفعول الى حين اغتيال نصر الله.
تأتي المرحلة الحالية الثالثة، والتي كشفت خرقا امنيا في ذلك الجسد السياسي الذي ظنناه عصيا على الاختراق،ولعل موضوع البيجرز واغتيال سلسلة من قيادات الصف الاول من العسكريين والسياسيين وعلى رأسهم نصر الله ومن كان المرشح الاقوى لخلافته وهو صفي الدين...والقائد شُكر..الخ مؤشرات كبرى وفاضحة على عمق الاختراق ، لتنتهي القيادة ليد نعيم قاسم .
ومنذ ان تولى نعيم قاسم بدأت تلوح تغيرات في العمق في استراتيجيات الحزب الكبرى، فلم يتم الكشف عن طبيعة الخروق الامنية،واقتصر الامر على " مجرد وعود" بكشف الحقيقة وراء الخرق، وكأن الامر ليس بتلك الخطورة (ويذكرني ذلك بوعود رئيس سلطة التنسيق الامني بالكشف عن تسميم ياسر عرفات) ، ويبدو ان هناك رهانا على دور النسيان لما جرى في ظل تزاحم التحولات الاخرى، ثم تم الانسحاب من جنوب الليطاني (رغم الطرفة المتداولة زمن نصر الله بان اقناع نهر الليطاني بالانسحاب من الجنوب اهون من اقناع حزب الله بالانسحاب )، ثم ترك الحزب انفاقه وعتاده "للجيش اللبناني" في الجنوب، وطوت القيادة الجديدة الالتزام باستمرار المساندة العسكرية الميدانية لغزة . لكن الامر ذهب ابعد من ذلك، وهو التزام الحزب عمليا (ولا يهم التهديد النظري) بعدم الرد على مئات الخروقات والاغتيالات لعناصر الحزب حتى في الضاحية ذاتها في قلب بيروت، وهو امر من الضروري ان اربطه بملاحظة لم اتوقعها، فخلال تحليلي لمضمون الاخبار في قناة المنار (وهي ضمن دراسة في طور الاعداد عن فلسطين في نشرات الأخبار في القنوات العربية او الناطقة بالعربية) ان نسبة الموضوع الفلسطيني يتراجع في نشرات قناة المنار وبرامجها..فهل ذلك صدفة؟ ان ربط الامور ببعضها في التحليل السياسي ، ولجم التفكير الرغائبي والانحياز العاطفي ضرورات لا يجوز التخلي عنها.
وفي هذا الاطار ،لا بد من التوقف عند تمرير نعيم قاسم في خطاباته بعض التوجهات، فمثلا ايكاله الرد على الخروقات الاسرائيلية للدولة اللبنانية حصرا، يستدعي التساؤل عن ما هو دور الحزب وسلاحه إذا كان الرد على الخرق الاسرائيلي ليس ضمن مهام الحزب؟ ثم توجه آخر ، فبعد ان كان موضوع سلاح حزب الله –زمن نصر الله-  خارج اي نقاش، مرر نعيم قاسم مسألة " لمن يتم تسليم السلاح :لاسرائيل ام الدولة اللبنانية"،اي ان التسليم مفروغ منه ،ولكن الخلاف هو لمن يتم التسليم، واكد ان تسليمه لاسرائيل مستحيل، وفي تقديري ان المقصود هو جعل تسليم السلاح موضوعا مطروحا بغض النظر لمن يتم التسليم، وهي تطبيق لدبلوماسية الحب عند احمد شوقي:نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء، فطبقا لمنظور نعيم قاسم فان التسليم مفروغ منه، ولكن الخلاف هو :لمن التسليم؟
ان المرحلة الثالثة من مشروع حزب الله بدأت نتيجة لهزيمة عسكرية للحزب (مع كل الاحترام والتقدير لدوره السابق في مواجهة اسرائيل)، ثم فقدانه الرئة الوحيدة للامداد عبر الاراضي السورية بعد سيطرة خصوم الحزب هناك، كما ان موقف الحشد الشعبي العراقي بقي دون ان يقدم النموذج المحرج للحزب على غرار دور انصار الله الذين التزموا بوعد المساندة لغزة مع الاقرار بتباين ظروف كل من الطرفين، ثم المراجعات الايرانية الحالية  لكل ما مضى لبلورة تصورات جديدة او قديمة.
أخيرا:
لقد شكل حزب الله ظاهرة جديرة بالاحترام والتقدير في اطار الصراع العربي الصهيوني،وان اخطأ في بعض التصرفات فهل هناك تنظيم في عالم السياسة المربك جدا لا يخطئ التقدير؟ ولكني لن أقبل الشقاء بحسن الظن بخاصة في السياسة، فعندما تسلم انور السادات سدة الحكم في مصر، كان يردد باستمرار انه يسير على نهج عبد الناصر(بغض النظر عن سياسات عبدالناصر فهي ليست موضوعي هنا)، وكان السادات هو الاضعف بين شخصيات النظام ، ومع ذلك طوى كل الشخصيات الاخرى، وانتقل من اشتراكية عبد الناصر الى الانفتاح، ومن حظر الاخوان المسلمين الى فتح كل البوابات لهم في البداية ،وموه سياساته وصولا لاستراحة كامب ديفيد ، ثم تبين لنا أن كامب ديفيد "تفتح عمل الشيطان".
لم يكن نعيم قاسم هو الابرز في شخصيات الحزب القيادية ، وكانت مهامه داخل الحزب بيروقراطية محضة، ناهيك عن انه يفتقد للكاريزما التي كانت لسابقه ، فهل خبرته في الظل طويلا أهلته للبزوغ الهادئ وتبني الاستراتيجية الجديدة بكل ما حولها من نواياي السيئة ؟..ربما.
شريط الأخبار "إدارة الأزمات" تحذر من مخاطر عدم الاستقرار الجوي خلال الـ48 ساعة القادمة "النقل البري": إلزام سائقي التطبيقات الذكية بالضمان الاجتماعي قيد الدراسة (43 %) من متقاعدي الضمان تقل رواتبهم عن 300 دينار استقالة عكروش من رئاسة الجامعة الأمريكية في مأدبا غوغل تكشف أبرز مواضيع بحث الأردنيين في 2025 استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد مراسم الاستقبال الرسمي لبوتين أمام القصر الرئاسي في نيودلهي (فيديو) حفل سحب قرعة كأس العالم 2026 اليوم أجواء لطيفة اليوم وغير مستقرة غداً وفيات الأردن اليوم الجمعة 5/12/2025 "شيطان يطاردني منذ 7 أكتوبر.. فعلت أشياء لا تغتفر": ضابط إسرائيلي في لواء غفعاتي ينتحر بعد اجتماع ديسمبر.. الفدرالي الأميركي يستعد لثمانية اجتماعات حاسمة في 2026! وزير العمل: شبهات اتجار بالبشر واستغلال منظم للعمالة المنزلية الهاربة اتفاق أردني سوري لإنعاش الأحواض الشمالية قريبا هيئة النزاهة: استعادة 100 مليون دينار سنويا عبر التحقيقات وملاحقة قضايا الفساد حماس: نتوقع حدوث محاولة اغتيال في دولة غير عربية انخفاض سعر صرف الدولار إلى ما دون 76 روبلا للمرة الأولى منذ 12 مايو 2023 آخر موعد للتقديم على المنح والقروض من "التعليم العالي" وزارة اردنية الافضل عربيا من هي ؟ العراق يتراجع عن إدراج حزب الله والحوثيين على قوائم الإرهاب