الميثانول (CH₃OH) هو كحول صناعي يُستخدم في الصناعات الكيميائية كمذيب، وفي صناعة الوقود، ومضادات التجمد، وبعض مستحضرات التنظيف، لكنه غير صالح للاستهلاك البشري إطلاقًا، ويختلف عن الإيثانول، وهو الكحول المستخدم في المشروبات الروحية، من حيث التركيب الكيميائي والتأثير الحيوي. حيث يؤدي تناول الميثانول حتى بكميات ضئيلة إلى تسمم قد يكون قاتلاً.
آلية التأثير السُمي
عند دخول الميثانول إلى الجسم، يتم استقلابه في الكبد بواسطة إنزيم "ألكحول ديهيدروجيناز"، ما ينتج عنه الفورمالديهايد وحمض الفورميك، وهما مادتان شديدتا السمية تؤديان إلى:
- تلف دائم في العصب البصري قد يفضي إلى العمى.
- فشل تنفسي حاد نتيجة التأثير على الجهاز العصبي المركزي.
- حموضة مفرطة في الدم (metabolic acidosis)
- الوفاة خلال ساعات أو أيام إذا لم يتم التدخل الطبي العاجل.
الاستخدامات القانونية والمخاطر الاجتماعية
يُستخدم الميثانول في بعض الصناعات المرخصة، لكنه يُعد مادة خاضعة للرقابة في أغلب الدول، ويُشترط التعامل معه بموجب تراخيص خاصة. في بعض الحالات، يقوم أفراد أو جهات غير مرخصة بخلطه أو بيعه على أنه "مشروب كحولي محلي الصنع"، في محاولة لتقليد الكحول الإيثيلي، وهو ما يُعتبر جريمة مزدوجة تتعلق بالغش والقتل غير العمد أو العمد حسب النتائج.
غياب الوعي والرقابة: فجوة قاتلة
تكشف هذه الحادثة عن إشكاليتين متداخلتين:
1. قصور في الوعي المجتمعي بخطورة هذه المادة، خصوصًا في أوساط بعض الفئات التي تلجأ إلى بدائل غير آمنة للكحول نتيجة لأسباب اقتصادية أو اجتماعية.
2. نقص في الرقابة على تداول المواد الكيميائية الصناعية، خاصة تلك التي يُمكن تهريبها أو خلطها بشكل غير مشروع دون تتبع.
توصيات أولية
في ضوء ما سبق، تبرز الحاجة إلى:
- إطلاق حملات توعية وطنية شاملة عن خطورة الميثانول وأي مشروب غير مرخص.
- تغليظ العقوبات على مروّجي المواد السامة أو الذين يخلطون الميثانول بغرض بيعه كمشروب كحولي.
- تعزيز إجراءات ضبط سوق المواد الكيميائية الصناعية ومنع تسريبها إلى غير المختصين.
- دعم جهود الطب الشرعي والأمن العام في تتبع هذه القضايا كجرائم ضد السلامة العامة.