قال النائب السابق الدكتور طارق سامي خوري إن وقف إطلاق النار، في حال ثبت رسميًا، يشكّل بداية مرحلة جديدة تتطلب مراجعة دقيقة للواقع السياسي والميداني، بعيدًا عن الخطابات والمبالغات، مشيرًا إلى أن "كل طرف خرج بجزء من المكاسب، لكنّ توازن القوى تغيّر".
وفي مقال تحليلي له، اعتبر خوري أن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب حقق مكاسب داخلية، عبر قصف منشأة نووية إيرانية، ثم وقف التصعيد في لحظة حاسمة، مما منحه صورة "الزعيم الحاسم" أمام جمهوره.
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي مارس أقصى درجات العنف والتدمير، لكنه فشل في تحقيق الردع، مشيرًا إلى أن "آلة القتل لم تعد تُرهب، بل أصبحت حافزًا إضافيًا لمحور المقاومة".
وحول إيران، أشار خوري إلى أنها، رغم الخسائر، أثبتت أنها قوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، مبرزًا أن محور المقاومة – الذي يضم حزب الله، وحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وأنصار الله في اليمن – "دخل في مرحلة جديدة من إعادة البناء وخلق توازن ردع جديد".
وفي انتقاد مباشر لحلفاء إيران، قال خوري إن الرهان على روسيا والصين ثبت فشله، لأن هذه الدول "لا تقاتل من أجل أحد، ولا تضحّي بمصالحها لأجل حلفائها".
وفي الشأن العربي، وجّه خوري انتقادًا حادًا إلى دول التطبيع، قائلًا إنها "انكشفت على حقيقتها، ولم تنجح حتى في إدخال شاحنة غذاء إلى غزة، رغم كل علاقاتها الاستثنائية"، متسائلًا: "فكيف تزعم هذه الدول قدرتها على تحقيق سلام عادل؟".
وختم خوري بالقول إن المعركة الحقيقية باتت داخلية، داعيًا إيران إلى "استئصال الخونة والجواسيس الذين هددوا أمن البلاد من الداخل"، ومؤكدًا أن من يواجه المشروع الصهيوني بصدق هم "إيران ومحورها، حزب الله، أنصار الله، المقاومة الفلسطينية، وبعض الدول الصادقة في مواقفها".
وأضاف: "في هذه الحرب، الحرّ حرّ وإن خسر جولة… والمتخاذل عبد، وإن أدار مؤتمرات سلام".