يُتوقع العلماء أن يواصل معدل دوران الأرض التسارع الذي بدأه تدريجيًا منذ عام 2020، ليسجل أعلى مستوياته منذ أن بدأ تسجيلها في عام 1973، لنشهد كل عام يومًا أقصر من العام السابق.
العام الماضي، سجل العلماء أقصر يوم في 5 يوليو/تموز، ومن المتوقع أن يكون أقصر الأيام مدة على الأرض مرة أخرى إما في أو قرابة أيام 9 يوليو/تموز، و22 يوليو/تموز، و5 أغسطس/آب، وفقًا لموقع Timeanddate.com.
لا يعرف العلماء السبب الدقيق خلف تسارع دوران الأرض منذ عام 2020، إذ على الأرجح تلعب عوامل مختلفة دورًا في ذلك، بما في ذلك حركة نواة الأرض، وتحول الكتلة بسبب ذوبان الصفائح الجليدية والأنهار الجليدية، والاختلافات في التيارات المحيطية وحركة الهواء. كل هذه العوامل تؤثر على طول اليوم بأجزاء من الثانية. وقد يُعزى ذلك أيضًا إلى "تذبذب تشاندلر" (أي حركة أقطاب الأرض الجغرافية على سطحها).
قد يبدو الأمر تافهاً، لكن حقيقة أن الأرض تدور بشكل أسرع في عام 2025، مما يؤدي إلى توفير أجزاء من الثانية من اليوم، أمر بالغ الأهمية لأنه يؤثر على دقة الوقت في جميع أنحاء العالم. يُعدّ الحفاظ على التوافق بين توقيت الأرض والتوقيت الذري أمرًا بالغ الأهمية لنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) والملاحة عبر الأقمار الصناعية، والأنظمة المالية التي تعتمد على الدقة الزمنية، ومزامنة الشبكات حول العالم.
هل ما زال اليوم يحتوي على 24 ساعة؟
تقريبًا. على الرغم من أن الساعات غالبًا ما تمر دون ملاحظة، إلا أن اليوم نادرًا ما يصل إلى الـ 24 ساعة بالضبط، حيث يتسارع دوران الأرض ويتباطأ بمرور العقود والفصول، بل بتعاقب الأيام، ما يُقلل أو يُضيف نحو ملي ثانية إلى عدد ساعات اليوم الـ 24، وفقًا لمجلة Scientific American التي تأسست عام 1845.
نشرت المجلة في أغسطس/آب العام الماضي أن هذه الاختلافات في طول اليوم تتأثر بالصفائح الجليدية القديمة والرياح القوية وديناميكيات نواة الكوكب. وعليه يكون طول بعض الأيام أكثر من غيرها مثل يوم 29 يونيو/حزيران 2022، الذيبلغ طوله أقل من 24 ساعة بحوالي 1.6 ملي ثانية، ما يجعله أقصر يوم تم تسجيله على الإطلاق.
الأرض تسرد قصتها من خلال مبدأ فيزيائي
لم يكن الأمر مفاجئًا بالنسبة لألئك المطلعين على الأمر، فلأكثر من نصف قرن، كان متوسط دوران الأرض يتسارع تدريجيًا، مختزلًا أجزاءً من الثانية من أيامنا.
لقد ساهم تجمع العوامل من اختزال الثواني من طول اليوم، إضافة إلى التأثيرات الموسمية على دوران الأرض، وتأثيرات المناخ اليومية البسيطة مثل تغيرات الرياح، في جعل يوم 29 يونيو/حزيران يومًا قياسيًا - كل ذلك بفضل قانون الحفاظ على الزخم الزاوي، الذي يتألف من ثلاثة مكونات هي كتلة الجسم الدوار، والسرعة التي يتحرك بها، والمسافة التي يفصله عن النقطة التي يدور حولها.
تخضع الأرض لهذه القواعد أثناء دورانها حول الشمس، حيث تعيد الصخور الصلبة والمحيطات والغلاف الجوي توزيع كتلتها وزخمها الزاوي باستمرار، مما يعني أن معدل دوران الأرض وطول النهار يتغيران بالتبعية.
يشرح جيانلي تشين، عالم الجيوديسيا من جامعة هونغ كونغ للفنون التطبيقية، المبدأ قائلًا: "يعد طول النهار مقياسًا للأرض بأكملها، إنه ليس مجرد رقم، بل هو معيار يسرد العديد من القصص خلفه".