كشفت شبكة "بي بي سي" البريطانية عن قصة إنسانية مؤثرة لامرأة كورية جنوبية عثرت على ابنتها بعد مرور 44 عامًا من اختفائها، في قضية تسلط الضوء مجددًا على تجاوزات برنامج التبني الخارجي في كوريا الجنوبية.
في العام 1975، كانت هان تاي-سون تودّع ابنتها الصغيرة كيونغ-ها التي فضّلت اللعب مع أصدقائها على مرافقة والدتها إلى السوق. لكن عندما عادت الأم، اختفت الطفلة تمامًا.
وعلى مدى أربعة عقود، لم تكفّ الأم المكلومة عن البحث عنها، متنقلة بين مراكز الشرطة ودور الأيتام، حتى أنهكت جسدها وروحها.
وبحسب "بي بي سي"، فإن كيونغ-ها كانت ضحية عملية اختطاف، حيث تم نقلها إلى دار أيتام ثم تبنيها بشكل غير قانوني من قبل عائلة أمريكية، لتكبر هناك باسم "لوري بندر".
وتم الكشف عن القضية العام 2019 بعد أن أظهرت فحوص الحمض النووي التي أجرتها منظمة "325 كامرا" أن لوري هي ابنة هان.
التقت الأم وابنتها في مطار سيول بعد فراق دام أكثر من أربعة عقود، في لحظة مؤثرة وثقتها عدسات الصحافة.
وأعربت لوري عن شعورها بالاكتمال بعد اللقاء، مؤكدة أن حياتها السابقة بُنيت على "كذبة مؤلمة".
وتأتي هذه القصة في ظل نتائج تحقيق رسمي في كوريا الجنوبية كشف عن انتهاكات جسيمة ضمن برنامج التبني الدولي، الذي تسبب في إرسال آلاف الأطفال إلى الخارج منذ خمسينيات القرن الماضي.
وتخوض هان حاليًا معركة قانونية ضد الحكومة، مطالبة بتحمل مسؤوليتها عن إهمالها الذي أدى إلى فقدان ابنتها.
وتعد هذه القضية من أبرز الملفات التي قد تمهد لمزيد من الدعاوى القضائية ضد الحكومة الكورية الجنوبية، في محاولة لاستعادة العدالة لعائلات فرقتها سياسات التبني الدولية لعقود.