برعاية وزير العمل الدكتور خالد البكار، نظّمت كلية العلوم التربوية في جامعة جدارا ندوة بعنوان "نحو مجتمع شامل"، بحضور رئيس هيئة المديرين الدكتور شكري المراشدة، ورئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حابس الزبون، وعميدة الكلية الدكتورة شروق معابرة، وجمع من أعضاء الهيئة التدريسية وطلبة الجامعة.
وأكد الدكتور البكار في كلمته خلال الندوة أن دعم الأشخاص ذوي الإعاقة لا يجب أن يُختزل في مفاهيم الرعاية أو الشفقة، بل ينبغي أن يتجسد في التمكين الحقيقي والمشاركة الفاعلة في بناء الوطن، مشددًا على أن تحقيق العدالة لا يكتمل إلا بإتاحة الفرص المتكافئة لكافة فئات المجتمع.
وأوضح أن وزارة العمل، بالتنسيق مع المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، تعمل على صياغة رؤية شاملة ترتكز على التمكين الاقتصادي والاجتماعي وإزالة الحواجز التي تحول دون دمج ذوي الإعاقة، لاسيما فئة الشباب، في سوق العمل.
وأشار إلى أن الوزارة أولت اهتمامًا خاصًا ببناء المهارات وتعزيز التدريب المهني والتقني لذوي الإعاقة، إذ تم إطلاق برامج تدريبية متخصصة في المهارات الرقمية والمهن الحديثة، استفاد منها أكثر من 1500 شاب وشابة. كما تعمل الوزارة على إدماج مفهوم "التوظيف مع التمكين" عبر دعم ريادة الأعمال وتوفير بيئات عمل مهيأة وآمنة.
وأعلن البكار عن توجه الوزارة لإطلاق منصة وطنية إلكترونية تربط بين الشباب من ذوي الإعاقة وأصحاب العمل، وتقدم موارد تدريبية تسهم في بناء مسارات مهنية مستدامة.
من جانبه، أكد رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور حابس الزبون التزام جامعة جدارا بقيم العدالة والمساواة، مشيرًا إلى أن الجامعة تتبنى سياسات واضحة لضمان إدماج الأشخاص ذوي الإعاقة، تنفيذًا للرؤية الملكية السامية. ولفت إلى أن الجامعة وفّرت بنية تحتية متكاملة شملت قاعات ومختبرات ومرافق مزوّدة بممرات ومنحدرات ومصاعد كهربائية لتلبية احتياجات الطلبة من ذوي الإعاقة.
وفي كلمتها، شددت عميدة كلية العلوم التربوية الدكتورة شروق معابرة على أهمية التربية في ترسيخ مفاهيم الشمولية، مؤكدةً أن التميز المهني لا يرتبط بوجود إعاقة بل بمدى توفر بيئة داعمة وعادلة، مشيدة بعزيمة ذوي الإعاقة وقدرتهم على الإبداع وتجاوز التحديات.
وأضافت أن الكلية تتبنى نهجًا استباقيًا في إعداد كوادر تعليمية مؤهلة، من خلال إدراج مساقات متخصصة في التربية الخاصة وتكييف المناهج ضمن الخطط الدراسية.
وتحدث الأستاذ الدكتور محمد مهيدات عن أهمية التعليم العالي في تعزيز الشمولية، مشيرًا إلى دور الجامعة في تطوير برامج تعليمية تلبي احتياجات متنوعة، بينما ركّز الأستاذ الدكتور إيسار مزاهرة على أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتحقيق التكامل وتوفير فرص متكافئة.
واختتمت الندوة بجلسة نقاشية ثرية حول آليات تفعيل الشمولية في المؤسسات الأكاديمية، وسط تفاعل لافت من الطلبة وأعضاء هيئة التدريس.