ما تعنيه هزيمة أوكرانيا

ما تعنيه هزيمة أوكرانيا
مدى الفاتح
أخبار البلد -   بدا خلال أيام أن الوضع في ساحة الحرب الأوكرانية قد تغير بشكل درامي. أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن زيلينسكي، الذي كان يرفض التفاوض قبل أن يقدّم الروس ضماناتٍ كافية، قَبِل أخيراً العودة إلى طاولة المفاوضات من دون شروط. ويمثّل هذا خبراً جيّداً لفريق ترامب، الذي كان وعد بإغلاق ملفّ الحرب الأوكرانية، وإنهاء الصراع الذي استنفد المليارات من الخزينة الأميركية. في المقابل، فإن تسوية الملفّ بشكل يوحي بانتصار روسيا كان ممّا يثير حفيظة الأوروبيين، الذين استثمروا كثيراً من الموارد في سبيل الوقوف خلف أوكرانيا وصدّ الخطر الروسي، ودفعوا في سبيل ذلك فواتيرَ سياسيةً واقتصاديةً كبيرة.

بنظر الأوروبيين، هزيمة أوكرانيا في مقابل مشروع التمدّد الروسي أكبر من مجرّد هزيمة عسكرية. هي هزيمة لما يسمّونها "الديمقراطيات الغربية" أمام معسكر الاستبداد، وانكسار لمجموعة القيم الأوروبية وتيّارات اليسار الجديد، إزاء معسكر اليمين والقيم الدينية. المشكلة هنا أن الولايات المتحدة، التي كانت تظهر بمظهر المنافس لروسيا، منذ أيام الحرب الباردة، تبدو اليوم، مع تصدّر اليمين الترامبي، أقربَ إلى المشروع الروسي المحافظ من المشاريع الليبرالية الأوروبية، فيبدو الرئيسان ترامب وبوتين أقرب للاتفاق عندما يتعلّق الأمر بقيم العائلة والموقف من الهُويَّة الدينية.

مقلقٌ تصوير الأمر وكأنّه انتصار روسي، لكنّ الأكثر إقلاقاً للأوروبيين حدوث انقلاب في العلاقات الدولية عبر الوصول إلى صيغة تقارب روسي أميركي، وهو ما يمكن القول إنه بدأ التأسيس له بالفعل عبر اللقاء الذي جمع مسؤولين من الجانبين في 18 الشهر الماضي (فبراير/ شباط)، في الرياض، الذي لم يحضره أيّ ممثّل أوكراني أو أوروبي. ويعني هذا التقارب إنهاء جهود أوروبية استمرّت منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات، وهدفت إلى عزل الرئيس الروسي بوتين، وتصويره مجرمَ حرب. مدّت الولايات المتحدة يدها مجدّداً لزعيم الكرملين، مثلما رشح من اتفاق محتمل حول التعاون الاقتصادي، يعني منح بلاده فرصاً جديدة للانتعاش، ما يجعل أوروبا هي الخاسر الوحيد في هذه القصة كلّها.

لن يتمكّن زيلينسكي من الاعتماد على الأوروبيين في حالة خسارته الولايات المتحدة

كانت الصورة التي ظهر بها الرئيس الأوكراني زيلينسكي مع ترامب في البيت الأبيض، والأخير يتعمّد إحراجه وإذلاله، والمنّ عليه بما قُدّم خلال الأعوام الماضية من أموال ومساعدات، نقطةً فاصلةً في تاريخ العلاقة بين شقّي الأطلسي. فيما كان الرئيس ترامب يسعى لفرض مخطّطه لوقف إطلاق النار، كان زيلينسكي يحاول القول إنهم لا يحتاجون سوى إلى تعهّدات وضمانات بوقف التهديد العسكري الروسي. لم يمنع ذلك الرئيس ترامب من أن يواصل هجومه على زيلينسكي، واتهاماته بأنه من أطال أمد الحرب، بتعنّته ورفضه التفاوض.

لم تكن خطّة ترامب تقتصر على منح الرئيس الروسي أراضيَ أوكرانية من أجل إرضائه، وإنما منها أيضاً مطلبه باستعادة 500 مليار دولار، يدّعي أنها مجمل ما أُنفق على الحرب، ولاستعادة هذا المبلغ، يجب وقف الحرب والسماح للشركات الأميركية بالحصول على عقود إعادة إعمار مجزية، هذا بجانب اتفاق مثير للجدل يتعلّق بالانتفاع بالمعادن الأوكرانية.

شعر زيلينسكي بالإهانة، فلجأ مجدّداً لأصدقائه الأوروبيين بحثاً عن تعاطف. وبالفعل، احتُضِن بالمعنى العاطفي، لكنْ الذي لا يجسّد مادّياً على نحو ما كان يجده خلال الأعوام السابقة. الواضح أن زيلينسكي فهم أنه لن يتمكّن من الاعتماد على الأوروبيين في حالة خسارته الولايات المتحدة، بل إن أوروبا نفسها لن تستطيع الاحتفاظ بمكانتها الدولية في حال أنها أصرّت على تحدّي الأميركيين، وهو ما أدّى في نهاية المطاف لإذعانه للخطّة الأميركية.

الضغط في سبيل استسلام أوكرانيا، والهجوم المباشر على القادة الأوروبيين الذي يقوم به وزير الدفاع، وأشخاص آخرون مقرّبون من ترامب (كالملياردير إيلون ماسك)، كان فيهما رسالة على أن هناك عالماً جديداً بقوانين جديدة قيد التشكّل.

بنظر الأوروبيين، هزيمة أوكرانيا انكسار لمجموعة القيم الأوروبية وتيّارات اليسار الجديد

نحن في هذا العالم الجديد بالفعل، إذ تنحاز الولايات المتحدة في الأمم المتحدة لكلّ من روسيا وكوريا الشمالية ضدّ أوكرانيا وأوروبا. حلفاءُ أميركا الجدد لن يكونوا الدول الغربية "الديمقراطية" بالمطلق، وإنما الدول والأنظمة "المفيدة"، التي لديها ما تقدّمه للرئيس، الذي لا ينكر أنه ينظر إلى العلاقات الدولية بمنظور الربح والصفقة. الأمر خطير لدرجة أنه، في هذا العالم الجديد، ستتغيّر حدودٌ كثيراً، فلن يقتصر الأمر على أوكرانيا، بل قد يشمل آسيا، المهدّدة بتمدّد صيني، ومنطقتنا التي يعاد تشكيلها منذ أحداث غزّة. في هذا العالم، لن يكون هناك معنى لحلف شمال الأطلسي، الذي توقّع المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز، الذي بدأ فترته بانتقاد الإدارة الأميركية التي لا تهتمّ لمصير أوروبا، أن يموت قريباً.

كان العالم منذ القدم مكاناً للأقوياء، لكن خلال المئة عام الأخيرة، ومن خلال الاتفاق على بعض المعاني، التي جرى التبشير بها بعد الحروب العالمية، فإن مبدأ أكل القوي للضعيف تراجع قليلاً لصالح مفاهيم جديدة كـ"الشرعية الدولية". صحيح أن هذا المفهوم كان في كثير من الأحيان فارغ المحتوى وغير قادر على وقف تعديات الدول الكبرى، خاصّة الولايات المتحدة، إلا أن ما سيحدث في الفترة المقبلة سيكون أدهى، لدرجة ربّما تدفع كثيرين ممّن ينتقدون النظام الدولي اليوم إلى القول إن نظاماً متعثّراً ومليئاً بالخروق، كالذي كنّا نعرفه في السابق، هو أفضل بكثير من حالة الفوضى.

لإقناع زيلينسكي بالاستسلام، قال ترامب إن بوتين يملك القوة ويضع يديه على الأرض، ما يعني أنه يمتلك "الورق"، في المقابل، فإن أوكرانيا أو رئيسها ليس لديهم أوراق بحوزتهم، ما يجعلهم في موضع الخاسر. هذا التشبيه الساخر لا يقتصر على أوكرانيا، بل على جميع اللاعبين الدوليين.
شريط الأخبار امانة عمان تسحب "حاويات" عقاباً للجيران "والزبالة" تملأ شارع المهدي بمنطقة الشميساني.. صور وزيرة النقل وأمين عمان يطلقان التشغيل التجريبي للمرحلة الأولى من مشروع النقل بين عمان ومراكز المحافظات الحاج رشيد "محمد خير " شقير في ذمة الله توفيق قعوار.. "وزارة اقتصاد" .. الحاضر الغائب وجذر الأرض لن يتحول إلى فعل ماض توقيع أول اتفاقية تنفيذية لاستغلال خامات النحاس الأردني لمدة 30 عاماً تحذير شديد اللهجة من نقابة الصحفيين الى هؤلاء.. نهاية حزيران اخر مهلة لكم حازم الرحاحلة مديراً عاماً لغرفة صناعة الأردن حسان يزور مركز وزارة التربية ويوجه بدعم المعلم "حماية المستهلك" توجه نصائح للمواطنيين المقبلين لشراء الاضاحي القائمة النهائية لنتائج انتخابات نقابة المحامين لكافة المرشحين الجيش يفتح باب التجنيد لذكور من حملة توجيهي ناجح عرض تقدمه قوات الأمن الخاصة المشاركة في حماية أمن الحجيج .. فيديو وزير الاوقاف يعلن عن خدمات جديدة وهذه ابرزها بدء التشغيل التجريبي لمشروع النقل بين العاصمة ومراكز المحافظات اليوم "المنارة الإسلامية للتأمين" تكرم مديرها السابق وليد القططي في حفل مهيب .. صور دراسة يابانية تكشف السر العلمي للاستيقاظ النشيط صباحا وفيات الأردن اليوم الأحد 1-6-2025 بعد إهانة تل أبيب لوزراء الخارجية العرب.. اجتماع تشاوري في عمّان طقس معتدل ولطيف الحرارة في أغلب المناطق حتى الأربعاء حين تتحول الشائعات إلى سلاح... كيف يُستهدف وعي الأردنيين رقمياً؟