ابناؤها الخمسة مؤبدات أحدهم استشهد في معتقلات الاحتلال وابنها السادس استشهد عام 1994...!
في فلسطين في كل بيت قصة وفي كل عائلة حكاية، ولكن قصص فلسطين وحكاياتها كل واحدة منها تحكي النكبة الفلسطينية منذ بداياتها، وكل واحدة منها تحكي حكاية الوطن الفلسطينيي، بل كل حكاية منها بحجم الوطن الفلسطيني، وفي فلسطين ملاحم وبطولات لا حصر لها، ابطالها رجال ونساء واطفال ، ولكن للمرأة الفلسطيني حضور مميز في المشهد البطولي الفلسطيني...وهناك عشرات بل ومئات النساء الفلسطينيات كل واحدة منهن خنساء فلسطينية بما قدمته من تضحيات كبيرة وعظيمة، ومن بين النساء الفلسطينيات تبرز حكاية السيّدة لطيفة محمد ناجي أبو حميد -ام ناصر- والملقبة بـ"خنساء فلسطين، او "سنديانة فلسطين"، فقد عانت أم ناصر مثل بقية النساء المضحيات بكل شيء من أجل أن يبقى الوطن، فأصبحت رمزاً وعنواناً للتضحية والفداء بعد أن قارع أبناؤها جميعاً الاحتلال الإسرائيلي في مدينتهم، ليسقط من بينهم شهيد "عبد المنعم أبو حميد" ويذهب خمسة منهم إلى سجون الاحتلال وتهدم بلدوزرات الاحتلال بيتها خمس مرات، وليستشهد الاخ الاكبر ناصر-50- في سجون الاحتلال يوم الثلاثاء 2022/12/20، بينما من المبرمج ان يتحرر أبناؤها نصر وشريف ومحمد أبو حميد، عدا إسلام الذي لم يرد اسمه "حسب العائلة".
الجميع في الوطن المحتل هناك يعرفها ويعرف حكاية ابنائها المناضلين، والجميع في خارج الوطن سمع عنها وعن ابنائها أو قرأ عنهم خلال السنوات الماضية، ونحن نستحضر حكاية ام ناصر ابو حميد اليوم لنذكر بان هناك في فلسطين قصص حكايات لا يجوز ان تنسى ابدا، ومناسبة استحضارها ان ثلاثة من ابنائها الذين دخلوا عامهم الرابع والعشرين في سجون الاحتلال سوف يتحررون من معتقلات الاحتلال.
وجاء في بيان لنادي الأسير الفلسطيني إن الأسير ناصر (50 عاماً) -وقد استشهد في الاعتقال-قضى ما مجموعه 31 عاماً في سجون الاحتلال، وذلك منذ أن تعرض للاعتقال للمرة الأولى، وكان يبلغ من العمر 13 عاماً، وكذلك شقيقه نصر (46 عاماً) الذي قضى ما مجموعه 28 عاماً، وذلك منذ أن كان طفلاً، وشريف (44 عاماً) الذي تعرض للاعتقال منذ أن كان يبلغ من العمر 14 عاماً، حيث قضى في حينها وقبل اعتقاله الأخير العام 2002، تسع سنوات. ويشار هنا إلى أن الأسير ناصر المحكوم بالسّجن سبعة مؤبدات و50 عاماً، تعرض لمحاولات اغتيال عديدة، وعانى من إصابات بليغة خلال عملية اعتقاله العام 2002، ومكث في المستشفى عدة أشهر، ولا يزال يُعاني من مشاكل صحية جرّاء الإصابات التي تعرض لها. أما شقيقه الأسير نصر فهو محكوم بالسّجن لخمسة مؤبدات، وتعرض لعمليات اعتقال منذ طفولته، وهو متزوج وله ثلاثة أبناء، أحدهم معتقل في سجون الاحتلال وهو رائد الذي اعتقل قبل قرابة عشرة أشهر، فيما يقضي شريف حُكماً بالسّجن المؤبد لأربع مرات.
ويذكر ايضا أن للأشقاء الثلاثة، شقيقين آخرين يقضيان أحكاماً بالسّجن المؤبد وشقيقا آخر شهيدا وهم: محمد (37 عاماً) المحكوم بالسّجن المؤبد مرتين و30 عاماً، وإسلام (34 عاماً) المعتقل منذ العام 2018، والمحكوم بالسجن المؤبد و8 سنوات والذي قضى سابقاً قبل اعتقاله العام 2018، خمس سنوات ونصف السنة، وشقيق آخر شهيد وهو عبد المنعم أبو حميد الذي قتله الاحتلال العام 1994.
ويوثق في سجل هذه العائلة المناضلة المكافحة الصامدة المضحية أن الاحتلال اعتقل على مدار العقود الماضية جميع أبناء العائلة إضافة إلى والدهم، كما هدم الاحتلال منزلهم خمس مرات، كان آخرها العام 2019، كما حرم والدتهم من زيارتهم لسنوات، كانت أطول مدة منع استمرت خمس سنوات متواصلة.
ننحني احتراما واجلالا لهذه العائلة المناضلة، وللوالدة ام ناصر التي نقول عنها دائما انها: سيدة بحجم الوطن الفلسطيني.