زياد الرفاتي
أبقى مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي باجتماعاته الثمانية السابقة على معدلات الفائدة دون تغيير لتستقر ضمن نطاق 5،25 % - 5،5% .
وكان يشير في كل اجتماع أنه من غير المرجح خفض معدل الفائدة قبل الثقة من تباطؤ التشخم نحو المستهدف 2% و ليس لديه الثقة في خفض الفائدة ولا تحريك لمعدلات الفائدة قبل الثقة بعودة التضخم نحو المستهدف ويحتاج الى المزيد من البيانات الجيدة لتعزيزالثقة في التضخم .
وفي اجتماع " جاكسون هول " وهو مؤتمر سنوي لمحافظي البنوك المركزية العالمية يشمل الفيدرالي والمركزي الأوروبي وبنك انجلترا وتؤثر تلك الاجتماعات على الأسواق العالمية والخليجية ويشهد تصريحات مهمة من محافظي البنوك المركزية بشأن الاقتصاد العالمي والسياسة النقدية يقام في ولاية وايومنغ الأميركية وقد عقد الجمعة الماضية ، فقد ركز على أسواق العمل واعادة تقييم فعالية السياسة النقدية وتوقعاتها وتقييم للمسار الاقتصادي الأميركي وحمل ترقب حول توقيت خفض الفائدة .
وسبق الاجتماعصدور تصريحات مسؤولين لفروع الفيدرالي المنتشرة في الولايات يحذرون من الاستمرار بتشديد السياسة النقدية لفترة طويلة بسبب احتمالات ضعف سوق العمل وارتفاع الفائدة قد تلحق الضرر بالوظائفمع ارتفاع عدد الباحثين عن عمل فيأميركا لأعلى مستوى منذ اذار 2014 واعلان شركة جنرال موتورز أنها تعتزم تسريح 1000 مهندس برمجيات لخفض التكاليف وقرار شركة ماستر كارد تسريح 3% من قوتها العاملة عالميا لترشيد النفقات ، وأنه من المناسب مناقشة خفض الفائدة الأميركية في اجتماع الثاني عشر من أيلول المقبل ( الاجتماع الأخير قبل موعد الانتخابات ) وحان الوقت للنظر في تعديل معدلات الفائدة الأميركية ، ورد الفعل المبالغ فيه ( المقصود ما حدث بالأسواق العالمية مؤخرا ) تجاه بيانات معينة قد يعرض التقدم المحرز بخصوص التضخم للخطر والتضخم يجب أن يستمر في الانخفاض تحت السياسة الحالية واذا استمر التضخم في التراجع نحو هدف الفيدرالي البالغ 2% فسيكون من المناسب خفض سعر الفائدة تدريجيا .
وفي كلمته في الاجتماع أعلن رئيس الفيدرالي أنه حان الوقت لتعديل السياسة النقدية وخفض الفائدة وأن ثقته زادت في أن التضخم على مسار ثابت نحو العودة الى 2% ، مما أدى الى ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية والأوروبية والنفط والذهب وتحقيق مكاسب وتسجيل الدولار أكبر خسارة أسبوعية منذ تشرين الثاني 2023 أمام سلة من العملات الرئيسية ويهبط مقابل الين وبحوم قرب أدنى مستوى في عامين ونصف أمام الجنيه الاسترليني .
ويتوقع بنك الاستثمار العالمي " غولدمان ساكس " ثلاث تخفيضات للفائدة قبل نهاية العام الحالي ويشير الى أن بيانات الوظائف الأميركية التي ستصدر في نهاية شهر أب ستحدد اتجاه الفائدة ، وخفض توقعاته لسعر برميل النفط الى 77 دولارا في 2025 نزولا من 82 دولارا .
وتترقب الأسواق المالية نتائج شركة أنفيديا الأميركية للربع الثاني 2024 التي تعمل في مجال التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ومقرها الرئيسيولاية كاليفورنيا ويعمل بها نحو 30 ألف موظف ، بعد أن حققت ايرادات بمبلغ 26 مليار دولار دون التوقعات في الربع الأول أثرت على تراجع الأسواق وتوقعات بتضاعف الايرادات في الربع الثاني ، وتفوق نتائج الشركة في أهميتها كلمة رئيس الفيدرالي في مؤتمر " جاكسون هول " لما لها من أثر في تحريك الأسواق الأميركية والعالميةصعودا في حال تحقيقها نتائج تفوق التوقعات أو هبوطا في حال كانت النتائج دون التوقعات .
وفي خضم تصريحات المرشحين للرئاسة الأميركية ، فقد صرح ترمب أنه سلم الرئيس بايدن ونائبته أعظم اقتصاد والان نشهد أكبر تضخم ، وكان ترمب قد طلب من الفيدرالي في وقت سابق عدم خفض الفائدة قبل موعد الانتخابات في الخامس من تشرين الثاني المقبل ومحذرا الاثنين من أننا نتجه الى حرب عالمية ثالثة نووية اذا فازت هاريس بسبب التصعيد في المنطقة ورد الكرملين بأن هذه المخاوف أمرواقعي ومفهوم لنا ، واعلان وزير الخارجية البريطاني من أن الأيام القادمة يمكن أن تحدد مستقبل الشرق الأوسط .
بينما تعنزم هاريس زيادة معدل ضريبة الشركات الى 28% من 21% و اقرار تخفيض ضريبي لدعم الطبقة المتوسطة اذا أصبحت رئيسة وتتطلغ الى مستقبل أفضل مع طبقة وسطى قوية ومتناسبة لأن الطبقة الوسطى القوية كانت دائما أمرا بالغ الأهمية لنجاح أميركا ، وستجمع بين أصحاب الأعمال الصغيرة ورجال الأعمال والشركات الأميركية لخلق فرص العمل وتنمية الاقتصاد وخفض تكلفة الاحتياجات اليوميةمثل الرعاية الصحية والاسكان ومحلات البقالة ، وستوفر الوصول الى رأس المال لأصحاب الأعمال الصغيرة ورجال الأعمال والمؤسسين وستنهي نقص المساكن في أميركا وحماية الأمن الاجتماعي والرعاية الصحية .
وفي استطلاع أجرته " أبسوس " ، فان 43% من الناخبين يفضلون سياسة ترمب الاقتصادية مقابل 40% لهاريس .
وقد دعمت توقعات خفض الفائدة والتوترات الجيوسياسية التي تعتبر المؤئر الرئيسي أسعار الذهب ، وازداد لمعانا مع مستويات قياسية جديدة فوق 2520 دولارا للأونصة ولا زالت البنوك المركزية تواصل شراء الذهب وارتفعت مكاسب أسعاره الى 22% منذ بداية تعاملات العام الحالي وهو أفضل الأصول أداء هذا العام مع توقعات ببلوغه 2700 دولارا مع بدء الفيدرالي في خفض الفائدة وتحديد حجم التخفيض سيحدد اتجاه الذهب ، ومعنويات مستثمري الذهب مهيأة للاتجاه الصعودي لتضل الأسعار الى 3000 دولارا بحلول منتصف 2025 ، وسيبقى الذهب هو البيئة الايجابية الحالية مع عدم توفير الدولار الكثير من الالهام فيما رفعت صناديق التحوطرهانها على الذهب لأعلى مستوى في أربع سنوات .
وتتذبذب عملات الدول الناشئة على وقع التوترات الجيوسياسية واتتظار الفيدرالي لقرار خفض الفائدة ، وقد هبطت الليرة التركية أمام الدولار الى مستوى قياسي جديد الأربعاء عند 34 ليرة لتواصل الهبوط التدريجي من 28 ليرة في بداية العام الحالي ، بينما ثبت المركزي التركي معدل الفائدة عند 50% وبمستوى تضخم 65% .
وأوضح صندوق النقد الدولي الاثنين أن السياسة النقدية بالبنوك المركزية تدار بعرض النقود عبر شراء الأوراق المالية أو بيغها مما يؤثر على أسعار الفائدة ورفع الفائدة يعني أن السياسة النقدية متشددة وخفضها يعني أن سياسة البنوك المركزية هي سياسة نقدية تيسييرية ، وأن الأزمات العالمية غالبا ما تدفع البنوك المركزية لتيسير اجراءاتها النقدية وعلى رأسها خفض الفائدة كما حدث في الأزمة المالية العالمية عام 2008 وجائحة كورونا ، وقد لجأت بعض البنوك المركزية قبل سنوات لخطط شراء الأصول لدفع التضخم نحو المستهدف ..
وفي بؤيطانيا ، فان مؤشر ثقة المستهلكين في البلاد يشير الى توفعات بتحسن الوضع الشخصي والعام للمستهلكين بمقدار ثلاث نقاط العام المقبل ، وارتفع الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 0،9% على أساس سنوي بالربع القاني 2024 وتتوافق مع التوقعات على أساس فصلي وسنوي ، ونمت مبيغات التحزئة بنسبة 1،4% على أساس سنوي في تموز .
ويعزو المحللون ذلك ، الى حكومة عمالية قوية والثقة بها ولديها رؤية اقتصادية وتضع نصب عينيها الاستثمارات من الخارج وشركاء تجاريين من أميركا وكندا والصين في سبيل التحفيز والوصول الى مستهدفات النمو الاقتصادي ، مع تحذير رئيس الوزراء البريطاني من أن الموازنة البريطانية للسنة المالية التي ستبدأ في تشرين الأول المقبل ستكون صعبة وأن اقتصاد المملكة المتحدة سيشهد وضعا صعبا . .
وفيالقارة الأوروبية ، أشارت أوكسفورد ايكونوميكس الى ظهور علامات ضعف في اقتصاد منطقة اليورو خلال الربع الثاني 2024 وتتوقع انتعاش الاقتصاد بالنصف الثاني بوتيرة أقل من التوقعات السابقة وسوق العمل ما زال مرنا مع ارتفاع التوظيف بالربع الثاني ..
وفي اليابان تسارع التضخم الى 2،7% في تموز على أساس سنوي وقوة الين تضغط على شركات التصدير ، وأعلن محافظ بنك اليابان أنه اذا تحرك الاقتصاد الياباني بما يتماشى مع التوقعات فقد نستمر برفع الفائدة ويحذر من أن الأسواق العالمية لا تزال " غير مستقرة " .
وفي الصين ، أبقى المركزي الصيني على الفائدة متوسطة الأجل دون تغيير عند 2،3% وتراجعت صفقات الاستثمار بسبب التوترات الجيوسياسية والرقابة المشددة على الأعمال التجارية وتراجع حماسة المستثمرين الأجانب تجاه الصين .