يخاطب سموترتش وزير مالية حكومة المستعمرة، ووزير دفاع مشارك، من حزب الصهيونية الدينية المتطرف، حليف الليكود، يخاطب قوات المستعمرة بقوله: «توقفوا عن الكلام، وواصلوا الحرب والقتل» وهو بذلك يُلخص موقف المستعمرة وسياساتها وتوجهاتها البائنة في مواصلة عملية القتل للمدنيين الفلسطينيين، وتدمير ممتلكاتهم، بهدف تصفية الوجود العربي الفلسطيني، أو على الأقل تقليص أعدادهم بالقتل أو بالتشريد، ما أمكن ذلك.
كتب ريتشارد روبنشتاين، أحد الأكاديميين الأميركيين اليهود عن «الصهيونية نهاية وهم»، أن والده كان من قيادات الحركة الصهيونية، ولعب دوراً في نقل يهود أوروبا إلى فلسطين، وتزويد منظمة «الهاغاناة» بالسلاح المهرب لمواجهة سكان البلاد الأصليين من الفلسطينيين، ويستعرض حرب 1948، بقوله: «شردتِ القوات والمليشيات الإسرائيلية نحو 750 ألف فلسطيني –إلى خارج وطنهم-، ودمرت أكثر من 500 قرية، وبحجة أن اللاجئين الفلسطينيين غادروا أراضيهم طواعية، رفضت الدولة الجديدة –المستعمرة الإسرائيلية- قبول عودتهم أو تعويضهم عن خسارتهم» لبيوتهم وممتلكاتهم.
ويصف روبنشتاين والد نتنياهو أنه كان سكرتيراً لجابوتنسكي أكثر الشخصيات تطرفاً في قيادة الحركة الصهيونية، والذي ورث أفكاره حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو الذي شكل «حكومة يمينية الأكثر تطرفاً في تاريخ إسرائيل»، وأنه وفريقه الحكومي يعاملون الفلسطينيين باعتبارهم «ليسوا شعباً» يعيش على أرض وطنه، وليسوا بشراً لهم حقوق.
ويخلص ريتشارد روبنشتاين إلى نتيجة هامة مفادها بقوله: «إن كل يوم تستمر فيه المذبحة في غزة يوضح أن الصهيونية لا يمكن أبداً أن تحظى مرة أخرى بولاء اليهود المكرسين للسلام والعدالة، أو أي واحد آخر مُلتزم بتطوير مجتمع إنساني» ويقول: «لقد حان الوقت لأن يتخلص اليهود الأميركيين من الأعلام الإسرائيلية التي كثيراً ما يتم وضعها على منصات كُنسهم ومعابدهم».
المحلل السياسي في صحيفة يديعوت أحرونوت، ناحوم برنياع، يصف نتنياهو على أنه: «المسؤول عن أكبر إخفاقات إسرائيل –المستعمرة- منذ ولادتها، وهو المسؤول عن أنه بعد عشرة أشهر لم يتم حل أي واحد من المشاكل التي نزلت علينا منذ 7 أكتوبر 2023».
وعن خطابه أمام الكونغرس يوم 24 تموز يوليو 2024 يكشف برنياع على أن «التصفيق العاصف –من قبل النواب والشيوخ- يجب ألا يُضللنا» كما قال وأن «المقاعد الخالية في قاعة الكونغرس كانت رسالة ليست أقل أهمية من المقاعد المليئة» كاشفاً أضاليل نتنياهو بقوله: «لم تكن هناك بين ما قاله، وبين ما يفعله كرئيس حكومة، لا في جبهة غزة، ولا في جبهة الشمال، وبالأساس ليس في صفقة المخطوفين –الأسرى».
السيناتور الديمقراطي بيرني ساندرز، شخصية يهودية مرموقة، لعب دوراً في مقاطعة النواب والشيوخ لخطاب نتنياهو في الكونغرس، ووصفه أنه «مجرم حرب».
شخصيات يهودية متعددة مختلفة، تتباهى بيهوديتها، ولكنها ترفض الصهيونية والمستعمرة الإسرائيلية، وهذا تطور جديد مهم، يُسجل استراتيجياً لصالح الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته، على طريق الانتصار وهزيمة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.