مع استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ السابع من اكتوبر الماضي على التوالي وإدانت هذه الانتهاكات من المجتمع الدولي وعلى الرغم من التحذيرات الدولية والعربية، ما زالت تتوغل الدبابات الإسرائيلية في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع وشرق رفح، ومسيرات تستهدف النازحين، ولم يكن ذلك كافيا لردع اسرائيل عن الاستمرار في جريمتها التي لم يسبق وشهد التاريخ مثلها، بل وتريد حكومة نتن ياهو المتطرفة إيقاع المزيد من الضحايا والجرحى وقتل الأطفال مسببة كارثة إنسانية أمام مرأى العالم.
ويعني استمرار آلة الحرب الإسرائيلية في عدوانها وخرقها للقوانين والأعراف الدولية كافة دون مبالاة، في ظل غياب تفعيل آليات المحاسبة الدولية، فقد فاقم من حجم الكارثة الإنسانية، كما اضعفت تلك الانتهاكات الإسرائيلية مصداقية قواعد النظام الدولي ومؤسساته، وأظهرت العجز التام للمؤسسات الدولية في صون السلم والأمن الدوليين.
وعمل الأردن منذ بدء الاعتداءات غير المسبوقة على الشعب الفلسطيني الأعزل، بالتعاون مع الدول الشقيقة والصديقة على بذل كافة الجهود لحشد الدعم الدولي من أجل وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي، والحد من تداعيات الأزمة واتساع نطاقها دوليا.
كذلك لعب الأردن دورا رئيسا في عرقلة المخططات الاسرئيلية التوسعية والأستيطانية وفرملتها لأقصى حد بالمشاركة في القمة العربية الإسلامية الاستثنائية، وشاركت في لجنة المتابعة الوزارية التي جابت معظم العواصم المؤثرة والمنظمات الدولية من أجل نقل موقف موحد يدعم الشعب الفلسطيني واستضافة مؤتمر لدعم غزة في البحر الميت فضلا عن مشوارها المتواصل ومسيرها نحو العالم والقوى المؤثرة لايقاف هذه الحرب الوحشية ضد اشقائنا الفلسطينين وعدت توسعها على حساب المنطقة والجغرافيا العربية، ومد جسر جوي لاغاثة الغزيين وما بذلته وتبذله المملكة بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني دون كلل او ملل لوقف نزيف الدم الفلسطنيني.
كما تترافق هذه الجهود الاردنية مع تلويح إسرائيلي باجتياح جنوب لبنان، في قضية أثارت رفضاً عربياً شاملا، وموقفاً موحداً شاجباً لهذا الغزو.