تصدَّر فيلم «ولاد رزق... القاضية» قائمة الإيرادات التاريخية للسينما المصرية بعد 10 أيام فقط من طرحه، بإيرادات وصلت إلى أكثر من 147 مليون جنيه حتى الجمعة 21 يونيو (حزيران) الحالي، (الدولار يعادل 47.6 جنيه في البنوك المصرية)، مُنتزعاً المركز الأول من فيلم «بيت الروبي» بطولة كريم عبد العزيز، الذي حقّق أكثر من 130 مليون جنيه بعد 23 أسبوع عرض العام الماضي.
ومنذ انطلاق الجزء الثالث للفيلم وهو يحقّق أرقاماً قياسية، بدأت برصد ميزانية 12 مليون دولار له، فيما حقّق أعلى إيراد يومي بـ23 مليون جنيه في ثالث أيام عيد الأضحى، وأصبح أسرع فيلم يصل إلى إيرادات 100 مليون جنيه خلال أقل من أسبوع.
أحمد عز قائد «ولاد رزق» (برومو الفيلم)
«ولاد رزق... القاضية»، من بطولة أحمد عز، وعمرو يوسف، وكريم قاسم، وآسر ياسين، وعلي صبحي، مع نسرين أمين، وأسماء أبو اليزيد، وسيد رجب، ومشاركة متميّزة من الملاكم البريطاني تايسون فيوري، وكتابة صلاح الجهيني، وإخراج طارق العريان الذي صوَّر عدداً كبيراً من المَشاهد الرئيسية للأحداث في الرياض.
واعتمدت فكرة الجزء الجديد على استئناف «ولاد رزق» عمليات السرقة بعد سنوات من التوقُّف بهدف سرقة ساعة يرتديها الملاكم البريطاني خلال مشاركته في «موسم الرياض»، لتنطلق الأحداث حاملةً مَشاهد الأكشن والمطاردات التي صُوِّرت غالبيتها في «البوليفار»، بالإضافة إلى شوارع العاصمة السعودية.
ورأى رئيس «الهيئة العامة للترفيه» المستشار تركي آل الشيخ، أنّ «الإقبال غير المسبوق على السينما بعد غيابٍ أمرٌ في مصلحة المُشاهد والصناعة»، مشيراً إلى أنّ الفيلم حقّق في 9 أيام أكثر من 6 ملايين دولار، مع تلقّي عرض لبيعه «ديجيتال» بمبلغ مليونَي دولار لـ6 أشهر، مما يعني جَمْعه أكثر من 70 في المائة من تكلفته مع حساب دخله فقط في مصر والخليج.
آسر ياسين في لقطة من الفيلم (الشركة المنتجة)
ووعد بتكرار التجربة قريباً في أعمال أخرى لتحقيق المتعة للمشاهد العربي، مؤكداً أنّ «موسم الرياض» تعامل مع «ولاد رزق... القاضية» بوصفه دعاية له، وليس كونه مُنتجاً رابحاً، مع أنه سيعود بالربح على منتجيه مع دعم الموسم لـ70 في المائة من إنتاج الفيلم.
«القصة والإنتاج وتوقيت العرض»، ثلاثية عدَّها الناقد المصري خالد محمود من الأسباب الرئيسية لرواج الفيلم بشكل كبير في فترة زمنية قصيرة، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنّ «صُنّاعه كانوا أذكياء في التعامل مع مفردات السوق المختلفة، سواءً من خلال الأبطال الذين يتمتّعون بشعبية كبيرة، مروراً بالتقنيات المُستخدمة في تنفيذ مَشاهد المطاردات التي تستهوي الفئة العمرية الأكثر تردُّداً على الصالات، مع تقديمها بشكل يضاهي الأفلام العالمية، وصولاً إلى الكتابة المُحكمة والمفاجآت».
رئيس «هيئة الترفيه» مع صُنّاع الفيلم ونجومه خلال العرض بالرياض (حساب الهيئة في «فيسبوك»)
وأضاف أنّ موسم العيد من المواسم التي تحظى بإقبال جماهيري معتاد على هذه النوعية من الأفلام، لكن التوليفة المُقدَّمة في «ولاد رزق... القاضية» تجعله الأكثر نجاحاً، خصوصاً مع توظيف الإنتاج السخيّ بالشراكة مع «موسم الرياض» لتقديم فيلم تجاري بمعايير عالمية يمكن أن يُعيد السينما المصرية للحضور خارج حدود المنطقة العربية.
رأيٌ يدعمه الناقد المصري أحمد سعد الدين الذي يؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنّ الاستثمار المصري السعودي المشترك بالفيلم قدَّم تجربة كان من الصعب خروجها للنور بهذه الميزانية الكبيرة، ومع توفير عناصر الإبهار التي وجدت تفاعلاً هائلاً من الجمهور.
ويشير إلى أنّ الفيلم استفاد من الدعاية الكبيرة التي صاحبت إطلاق عرضه، ووجود عدد كبير من النجوم أصحاب الجماهيرية، بالإضافة إلى ضعف الأفلام التي تنافست معه في موسم عيد الأضحى.
لقطة من العمل (برومو الفيلم)
وبجانب «ولاد رزق 3»، شهد موسم عيد الأضحى السينمائي عرض 3 أفلام أخرى، هي: «عصابة الماكس» من بطولة أحمد فهمي، و«اللعب مع العيال» من بطولة محمد إمام، و«أهل الكهف» من بطولة خالد النبوي.
يؤكد سعد الدين أنّ إيرادات الفيلم والنجاح الاستثنائي الذي حقّقه أمران من الصعب تكرارهما بأكثر من عمل على مدار العام، لافتاً إلى أنّ الفيلم سيشجّع صُنّاع السينما على زيادة ميزانية الأعمال التي يقدّمونها بما ينعكس على جودتها فنّياً.
وهنا يشير خالد محمود إلى غياب السخرية التي كانت تحدُث عادةً عند مُشاهدة مَشاهد الأكشن في الأفلام المصرية، ومقارنتها بنظيرتها في السينما العالمية، مؤكداً أنّ «ولاد رزق... القاضية» شهد تنفيذها بالأسلوب عينه تقريباً، وبشكل ظهر على الشاشة بواقعية شديدة.