يحاول العلماء تفسير سبب قضاء الكثير من الوقت في النوم، فالإنسان يقضي من حياته 26 عاماً تقريباً في النوم، وأظهرت الأبحاث الحديثة فوائد رئيسية للنوم تتعلق بالصحة العقلية والنفسية.
الدماغ المحروم من النوم أسوأ في تعلم الجديد وأقل قدرة على تنظيم العواطف
أولى هذه الفوائد، بحسب "مديكال إكسبريس"، أن الدماغ يعيد تشغيل الذكريات أثناء النوم، وأن هذه الطريقة تحسن الذاكرة نفسها.
الفائدة الثانية أظهرتها دراسات تم فيها تصوير الدماغ التي تعاني من الحرمان من النوم، حيث كشفت أن قلة النوم تعطل بشدة الاتصال بين شبكات الدماغ المختلفة.
وتتضمن هذه التغييرات انهيار الاتصال بين مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم المعرفي، وتضخيم تلك المشاركة في التهديد والمعالجة العاطفية.
والنتيجة المترتبة على ذلك هي أن الدماغ المحروم من النوم أسوأ في تعلم المعلومات الجديدة، وأقل قدرة على تنظيم العواطف، وغير قادر على قمع الأفكار المتطفلة.
الخرف
وتتزايد الأدلة التي تشير إلى أن مشاكل النوم في وقت مبكر من الحياة تزيد من خطر الإصابة بالخرف.
ويعد تراكم بيتا أميلويد، وهو أحد منتجات النفايات الأيضية، إحدى الآليات الكامنة وراء مرض الزهايمر، وهو أكثر أشكال الخرف شيوعاً.
ومؤخراً، أصبح من الواضح للعلماء أن النوم العميق غير المضطرب مفيد لطرد هذه السموم من الدماغ، بينما يؤدي الحرمان من النوم إلى زيادة معدل تراكم بيتا أميلويد في أجزاء من الدماغ، وبالتالي تزايد خطر الخرف.
أما الفائدة الأخيرة، فقد أثبتتها مجموعة من التجارب السريرية للعلاج السلوكي للأرق، حيث تبين أن تحسين النوم عن طريق هذا العلاج يقلل من أعراض الاكتئاب والقلق والتوتر.