يأسرك التجرد للمبدأ والرسالة دون التفات لمنطق التجار في الربح والخسارة، وتبهرك الجدية والتصميم على ضرورة تحقيق الإصلاح الشامل ولا تلهيهم المطلبيات على ضرورتها. وتجد مكان الاقتداء بهم واسعا في الإصرار على وحدة العمل والشورى، ويفرحك حتما مدى الانسجام بينهم وتوافقهم على كيفية إدارة المشروع على تنوع أفكارهم واتجاهاتهم وهي عريقة وقديمة في الطفيلة، لا كما يتوهّم البعض. ويدهشك مستوى الوضوح وتبيّن أبعاد الطريق لديهم وكيفية التعبير عن الذات.
وقد يرى البعض مبالغة فيما أقول بسبب الأجواء التي تحيط به، ولا غرابة، ولكن كل المطلوب منه أن يزور الطفيلة ليؤكد قناعات أو يغيّرها، ولن يخسر شيئا، فزيارة الطفيلة حتى الآن متاحة!
أنت في الطفيلة، الأقل سكانا بين المحافظات والمتميّزة في الفقر والبطالة ونقصان الاحتياجات الضرورية، وإن كانوا لا يركّزون على خصوصيتهم، بل يتحدّثون عن مصالح الشمال والوسط والوطن كله.
لكنه فقر في اليد فقط، لم يتسلل للنفوس الكبيرة، فهم يصرّون على قرى ضيوفهم ولو كانوا بالمئات، وهذه حقيقة، فلو كنت ضيف المساء المتأخر لاستضافوك عنوة حتى لو استدانوا قراك.
والجديد عندهم وفيهم اليوم أنّهم في الربيع العربي، بل وقبله بثلاث وعشرين عاما، أحرجوا النظام وقوى الشد العكسي والمطالبين بالإصلاح على حد سواء، فقد تعوّدوا على أخذ الكتاب بقوة وعزيمة دون تلجلج وما لانت لهم قناة.
ولو كان في أرضنا عدالة وفي الضمائر حياة، ولو كان في القيم متسع وفي العقول نباهة لأصغى النظام لحديث الطفيلة وقدّر أهلها وأكرمهم وكفّ عن ملاحقتهم.
ولو رتّبت الأولويات لتوجّه الأردنيين والإصلاحيين على وجه الخصوص، إلى الطفيلة طلبا للعلم في مدرسة الوضوح والإصرار والجدية والسلمية.
مررت بمدرستهم وعنوانها لا يخفى على الطراق، خيمة متواضعة الشكل عظيمة الدلالة والمحتوى عامرة برجالها ونسائها وشيبها وشبابها، وليست هندية مشرعة كخيام نواب المجلس العتيد في عمان التي كان يستمتع الفقراء برؤيتها حتى وإن كانوا غير مسجّلين في العاصمة.
وحذار أن يغريك بعض مظاهر عمارها المستهدفين، فهم يخفون وعيا وبلاغة وتصميما ووضوحا لا تجده في بورصات السياسيين في عمان، الذين يضنون على الوطن بساعة في الأسبوع أو كلمة جريئة أو موقف جريء، إلاّ من رحم ربك.
وستتلعثم حتى وإن كنت خطيبا، وستهمس وإن كنت صيتا، وستتواضع مرغما ولو كنت عاملا بسبب ما ترى وتشهد وتسمع, والأولى أن توفّر وقتك لتستمع إليهم فقط، وتحاول أن تأخذ وصفتهم لمعالجة أدواء كثيرة نخرت أجسادنا.
لقد أتعبوا من بعدهم من الأردنيين, وأحرجوا النظام الذي لا زال يصغي لقوى الشد العكسي ويتجاهل الصادقين الأوفياء لوطنهم وشعبهم، وإنّ الوعود والوعيد لا تقعدهم والتشويه والتضليل لن يفلح بإقناع الناس ضدهم لأسباب عديدة، ذكرت بعضها لبعضهم، إنّهم يسيرون بقوة الدفع الذاتي المدروسة والطبيعية الخاصة بهم، ولم يحرّكهم أحد ولم يحفّزهم أحد, والدليل على ذلك أنّه لم يستطع أن يسكتهم أحد، حتى مع محاولة استخدام الأمن الخشن معهم, وكذلك لسلامتهم من امتلاك حطام الدنيا المثقلة والمقعدة لغيرهم، ويحمدون الذي لا يحمد على مكروه سواه.
إنّ خيمة الطفيلة المهددة بالإزالة على طهرها وسلميتها هي خيمة الأردنيين جميعا دون استثناء، وهي التي لم تغفل القدس والأقصى حتى في غمرة المطالبة بالإصلاح قبل شهور، وهي خيمة الإصلاح الأردني الشامل الذي ينشده الأردن والأردنيون، ومحاولة خلع أعمدتها من الشباب الصابر وهدم أعمدتها هدم لمقدس في الوطن وتاريخه. وليحذر الذين يفكّرون بمحاربة الأفكار بالهراوات والسجون، وعليهم قراءة التاريخ.
وإن تراخى المتحدثون عن الإصلاح بكل اتجاهاتهم عن المحافظة على خيمة الحرية قائمة، فعليهم أن يراجعوا مواقفهم، فمصداقيتهم على المحك أمام الله والناس, وليعمدوا إلى تصويب المسيرة والبحث عن مكامن الضغف وأصول الداء لوضع القاطرة على سكة الإصلاح الشامل.
وقد يرى البعض مبالغة فيما أقول بسبب الأجواء التي تحيط به، ولا غرابة، ولكن كل المطلوب منه أن يزور الطفيلة ليؤكد قناعات أو يغيّرها، ولن يخسر شيئا، فزيارة الطفيلة حتى الآن متاحة!
أنت في الطفيلة، الأقل سكانا بين المحافظات والمتميّزة في الفقر والبطالة ونقصان الاحتياجات الضرورية، وإن كانوا لا يركّزون على خصوصيتهم، بل يتحدّثون عن مصالح الشمال والوسط والوطن كله.
لكنه فقر في اليد فقط، لم يتسلل للنفوس الكبيرة، فهم يصرّون على قرى ضيوفهم ولو كانوا بالمئات، وهذه حقيقة، فلو كنت ضيف المساء المتأخر لاستضافوك عنوة حتى لو استدانوا قراك.
والجديد عندهم وفيهم اليوم أنّهم في الربيع العربي، بل وقبله بثلاث وعشرين عاما، أحرجوا النظام وقوى الشد العكسي والمطالبين بالإصلاح على حد سواء، فقد تعوّدوا على أخذ الكتاب بقوة وعزيمة دون تلجلج وما لانت لهم قناة.
ولو كان في أرضنا عدالة وفي الضمائر حياة، ولو كان في القيم متسع وفي العقول نباهة لأصغى النظام لحديث الطفيلة وقدّر أهلها وأكرمهم وكفّ عن ملاحقتهم.
ولو رتّبت الأولويات لتوجّه الأردنيين والإصلاحيين على وجه الخصوص، إلى الطفيلة طلبا للعلم في مدرسة الوضوح والإصرار والجدية والسلمية.
مررت بمدرستهم وعنوانها لا يخفى على الطراق، خيمة متواضعة الشكل عظيمة الدلالة والمحتوى عامرة برجالها ونسائها وشيبها وشبابها، وليست هندية مشرعة كخيام نواب المجلس العتيد في عمان التي كان يستمتع الفقراء برؤيتها حتى وإن كانوا غير مسجّلين في العاصمة.
وحذار أن يغريك بعض مظاهر عمارها المستهدفين، فهم يخفون وعيا وبلاغة وتصميما ووضوحا لا تجده في بورصات السياسيين في عمان، الذين يضنون على الوطن بساعة في الأسبوع أو كلمة جريئة أو موقف جريء، إلاّ من رحم ربك.
وستتلعثم حتى وإن كنت خطيبا، وستهمس وإن كنت صيتا، وستتواضع مرغما ولو كنت عاملا بسبب ما ترى وتشهد وتسمع, والأولى أن توفّر وقتك لتستمع إليهم فقط، وتحاول أن تأخذ وصفتهم لمعالجة أدواء كثيرة نخرت أجسادنا.
لقد أتعبوا من بعدهم من الأردنيين, وأحرجوا النظام الذي لا زال يصغي لقوى الشد العكسي ويتجاهل الصادقين الأوفياء لوطنهم وشعبهم، وإنّ الوعود والوعيد لا تقعدهم والتشويه والتضليل لن يفلح بإقناع الناس ضدهم لأسباب عديدة، ذكرت بعضها لبعضهم، إنّهم يسيرون بقوة الدفع الذاتي المدروسة والطبيعية الخاصة بهم، ولم يحرّكهم أحد ولم يحفّزهم أحد, والدليل على ذلك أنّه لم يستطع أن يسكتهم أحد، حتى مع محاولة استخدام الأمن الخشن معهم, وكذلك لسلامتهم من امتلاك حطام الدنيا المثقلة والمقعدة لغيرهم، ويحمدون الذي لا يحمد على مكروه سواه.
إنّ خيمة الطفيلة المهددة بالإزالة على طهرها وسلميتها هي خيمة الأردنيين جميعا دون استثناء، وهي التي لم تغفل القدس والأقصى حتى في غمرة المطالبة بالإصلاح قبل شهور، وهي خيمة الإصلاح الأردني الشامل الذي ينشده الأردن والأردنيون، ومحاولة خلع أعمدتها من الشباب الصابر وهدم أعمدتها هدم لمقدس في الوطن وتاريخه. وليحذر الذين يفكّرون بمحاربة الأفكار بالهراوات والسجون، وعليهم قراءة التاريخ.
وإن تراخى المتحدثون عن الإصلاح بكل اتجاهاتهم عن المحافظة على خيمة الحرية قائمة، فعليهم أن يراجعوا مواقفهم، فمصداقيتهم على المحك أمام الله والناس, وليعمدوا إلى تصويب المسيرة والبحث عن مكامن الضغف وأصول الداء لوضع القاطرة على سكة الإصلاح الشامل.