كل ما يخرج من دولة الاحتلال الصهيوني، من تصريحات إعلامية وأفعال سياسية وعسكرية يؤكد حقيقة واضحة وضوح شمس الظهيرة، حقيقة أصبح لها مؤيدون على نطاق واسع في العالم، وهي أننا أمام مجموعة من البلطجية والزعران، عصابة من المجرمين الخطرين، مافيا وظيفتها الأولى ابتزاز كل من يخالفها الرأي أو يقف ضد سياساتها.
وحتى لا نضيع في التفاصيل التي يكمن فيها الشيطان، لنأخذ مثالين يتعلقان بمن تسلموا موقع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
المدعية العامة السابقة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودا التي فرض عليها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات، تعرضت لابتزاز إسرائيلي رخيص، أكدته صحيفة "الغارديان" البريطانية، في تقرير لها حين كشفت أن رئيس الموساد الإسرائيلي السابق، يوسي كوهين، هدد ، وحاول الضغط عليها، واستمالتها، من أجل وقف التحقيق في جرائم حرب إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية. بعد ان المحكمة في عام 2021، فتح تحقيق رسمي في جرائم حرب إسرائيلية محتملة وقعت على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
كوهين كان يتواصل مع بنسودا بعلم نتنياهو، أي أنه كان بمثابة مبعوث غير رسمي.
وإلى جانب التهديدات، حاول كوهين استمالة المدعية العامة السابقة، و"تجنيدها لصالح إسرائيل"، لكن الأخيرة أطلعت مجموعة من مسؤولي المحكمة الجنائية الدولية على محاولاته للتأثير عليها.
وأشارت الصحيفة أيضا إلى أن الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية جوزيف كابيلا ساعد الموساد في محاولته للتأثير على بنسودا. بعد أن استخدم كوهين "تكتيكات خسيسة"، ووصل الأمر إلى تهديد أمنها، وأمن عائلتها.
وقال كوهين لـ بنسودا: "ساعدينا وسوف نعتني بك".
وحصل الموساد على تسجيلات سرية لزوج بنسودا، وحاول استخدامها لتشويه سمعة المدعية العامة السابقة.
ونفس الأمر حدث مع المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان الذي تسلم مهمة بنسودا حيث كشف بأنه لن يرضخ لنفوذ "أقوياء" هذا العالم، في إشارة إلى تهديدات تستهدفه في قضايا مرتبطة بحربي أوكرانيا وغزة.
وكشف كريم خان أن أحد السياسيين الغربيين قال له إن هذه المحكمة "أنشأت من أجل إفريقيا ومن أجل السفاحين مثل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين"، بحسب تعبيره.
خان تلقى تهديدات من الولايات المتحدة، ومن أعضاء بالكونغرس، وأغلبهم من الجمهوريين، وذلك عبر رسالة جاء فيها "استهدفوا إسرائيل وسنستهدفكم. إذا مضيتم قدما في الإجراءات، فسنتحرك لإنهاء كل الدعم الأمريكي للمحكمة الجنائية الدولية، ومعاقبة موظفيكم وشركائكم، وحظركم وعائلاتكم من الولايات المتحدة. لقد تم تحذيرك".
العصابة المارقة في تل أبيب ترفع مستوى التهديد لكل من يرفض جرائمها وتواجهه بالتهمة المعلبة التي لم تعد تثير مخاوف أحد، وباتت رخيصة وصفيقة، وهي "معاداة السامية".
عصابة تحتقر المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية وترى نفسها وصية على السياسية الخارجية لدول أخرى مثل أيرلندا وإسبانيا والنرويج، وتهدد هذه الدول، بل أن بعض أعضاء حكومة العصابة هدد الرئيس الأمريكي جو بايدن نفسه بعد أن انتقد العلمية العسكرية في غزة.
كل من يخالفهم هو "معاد للسامية" وكاره لليهود ، وداعم لحماس.
يبدو أن العالم سيصل إلى قناعة أن الحل الأخير لكل ما يجري هو التخلص من هذه الدولة المنبوذة التي تشعل الحرائق والفتن والمؤامرات في كل مكان تصل إليه، وإنهاء هذا المشروع الشاذ والناشز.