نجيب الرشدان بين النكران وبين النسيان

نجيب الرشدان بين النكران وبين النسيان
أخبار البلد -  
ثلاثة وخمسون عاما من العمل في خدمة القضاء والعدالة.. وهذا أبسط ما يمكن قوله في المرحوم نجيب الرشدان الذي أبتدأ حياته العملية-بعد حصوله على ليسانس الحقوق من جامعة دمشق-كاتبا في محكمة بداية الكرك في العام 1936 الى أن أنهى حياته الوظيفية رئيسا لمحكمة التمييز ورئيسا للمجلس القضائي عام 1989.
لم يحصل المرحوم أبو محمد على لقب معالي وقد حصل ويحصل عليه شباب في مقتبل العمر, ولم يحصل نجيب الرشدان على لقب باشا وقد حصد اللقب الاف الرجال في المملكة الفتية, بقي أسمه من العام 1936 وحتى انتقاله الى الرفيق الاعلى هذا الشهر، (القاضي نجيب بك الرشدان)..
ليست المسألة مسألة القاب وانما مسألة أوزان، ومن يعرف نجيب الرشدان يدرك جيدا أن كثيرين ممن حازوا ألقاباً لن يكونوا بوزن نجيب الرشدان حتى لو اجتمعوا في كفة واحدة، ولا بوزن أي من رفاقه الأوائل علي مسمار وموسى الساكت وعبد الرحيم الواكد وغيرهم من كبار القضاة المتقاعدين الذين ما زالوا على قيد الحياة وبينهم من نعرف أنه بالكاد يستطيع تدبير ثمن الدواء!
المسألة مسألة أوزان، فحين حمل رجال نعش نجيب الرشدان إلى مثواه الاخير وجدوه خفيفا بعد أن أخذ المرض من جسده ما أخذ ولم يبق غير رقيق العظم والجلد، ولكنهم كانوا يعرفون أنهم يحملون سفرا ضخما من تاريخ الأردن القضائي الى مكتبة التاريخ.. سفر تعجز عن كتابته الألقاب والنياشين.
يالله كم هي إدارات الدولة وفية لتاريخ الكبار من أبناء الأردن فحين توفي الرشدان قبل أيام قدم نائب محافظ اربد العزاء باسم الدولة الاردنية.. المحافظ لم يكن موجودا - كما فهمنا - ورجال الدولة في السلطة كانوا متفرغين لمحاربة الفساد وتسليمه الى القضاء، وهذه مهمة جليلة ولو قدر للرشدان أن يعود الى الحياة ساعة لأعذرهم عن المشاركة فالعدالة عنده أهم من التكريم وأهم من مشاعر العزاء والمواساة.
خمس سنوات قضاها المرحوم الرشدان على فراش المرض الى حين وفاته، ولم يزره مسؤول حكومي واحد للسؤال والاطمئنان، وقد طافوا جميعا رؤساء وزارات ووزراء على قدماء الفنانين بالتكريم والتوقير.
وحين ذهبت في السبعينات لدراسة القانون كنت أعتقد أنني سأدرس القانون تلك الآلة شجية العزف فاذا بي في كلية الحقوق أدرس علم القانون تذكرت ذلك الان وقلت ليتني درست العزف على آلة القانون لكنت أبدعت ووجدتني أحمل اليوم النياشين والجوائز التقديرية ويحظى بلقائي وزراء ورؤساء حكومات وصبايا حسناوات ويتسابق رؤساء العرب لعلاجي على حسابهم-دعاية جماهيرية-وآه يا زمن..
الوفاء أيها السادة في هذا الزمن للرصيد البنكي وليس لرصيد العلم الإنجازات ولذلك خسر نجيب الرشدان معركة تنافس على التكريم-لم يطلبها - فقد تبين بعد وفاته أن رصيد حسابه في بنك الاردن فرع جبل الحسين ثلاثة وثمانون دينارا ونصف فقط لا غير ومع ذلك فنجيب الرشدان ملياردير لرصيده في تاريخ القضاء الأردني وعند رب العالمين.. وآه يا زمن.
شريط الأخبار الملخص اليومي لحركة تداول الاسهم ف بورصة عمان لجلسة يوم الاثنين ... تفاصيل مشروع قانون الموازنة الأردنية لسنة 2025 - رابط في سابقة .. مجلس النواب يختار أعضاء لجانه كافة بالتوافق أردني يطلق النار على طليقته في الشونة الشمالية الصفدي من روما: غزة أصبحت مقبرة كبيرة للأطفال والقيم الإنسانية الطاقة وشركة صينية توقعان مذكرة تفاهم لإنتاج الهيدروجين الأخضر بالفيديو والصور.. الرئيس البولندي يتوقف بموكبه لتناول العشاء في مطعم "طواحين الهوا" الدولية للسيليكا تقر بياناتها وتخفض عدد مجلس الادارة وسهم العضوية و"الطراونة" يوضح الكساسبة يكتب... "إذن من طين وإذن من عجين" !! "ربما أعود" عبارة من الحسين عموتة تحسم عودته لقيادة المنتخب الأردني بعد إطلاق شركة للذكاء الاصطناعي.. إيلون ماسك يصبح أغنى شخص في التاريخ موعد انتهاء الكتلة الهوائية الباردة وتطورات الطقس الحرارة أقل من معدلاتها العامة بـ7 درجات مئوية اليوم وفيات الاردن اليوم الاثنين 25/11/2024 مجلس النواب يشرع بانتخاب لجانه الدائمة الاثنين بوادر أزمة.. أول تعليق من الاتحاد العراقي بشأن لعب مباراته أمام فلسطين في الأردن مديرية الأمن العام تجدد تحذيراتها من الحالة الجوية تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة.. مدن إسرائيلية تحت نيران هجوم كبير لحزب الله وفاة ثلاثينية إثر تعرضها لإطلاق نار على يد عمها قرض ياباني بقيمة 100 مليون دولار لدعم الموازنة العامة