إحدى علامات النجاح والتفوق هي البحث عن الأفضل، والتماس النصيحة دون كبر، وأكبر دليل هو تبادل "بيل جيتس" و"وارن بافت" النصائح خلال صداقتهما، والتي امتدت لأكثر من ثلاثة عقود.
أحد مكاسب هذه الصداقة، هو درس تمنى "جيتس" لو تعلمه في وقت مبكر، لتنظيم جدول أعماله المزدحم، الأمر الذي ربما جعله أكثر سعادة وإنتاجية.
يقول الملياردير السابع في قائمة "فوربس" لأثرياء العالم في 2024، إنه استغرق وقتًا طويلاً جدًا ليدرك أنه ليس على المرء شغل كل ثانية ليكون ناجحًا، وأوضح أنه كان بإمكانه تعلم ذلك الدرس إذا انتبه لجدول أعمال "بافت" والذي يحرص -عمدًا- على جعله خفيفًا.
ومع ازدحام جدول أعماله عندما كان رئيسًا تنفيذيًا لشركة "مايكروسوفت" وهي الوظيفة التي شغلها لمدة 25 عامًا، اعترف بأنه كان رئيسًا صعب المراس، ولم يكن يخجل من إرسال طلبات للموظفين في الساعة الثانية صباحًا.
وخلال مقابلة جمعت بين الصديقين مع الصحفي "تشارلي روز" عام 2017، قال "جيتس" إن جدول الرئيس التنفيذي لشركة "بيركشاير هاثاواي" علمه درسًا مهمًا مفاده: " أنت تتحكم في وقتك.. ليس دليلاً على جديتك أن تملأ كل دقيقة في جدولك".
وبرر "بافت" ذلك قائلًا: "يمكنني شراء أي شيء أريده، لكن لا يمكنني شراء الوقت".
العمل بشكل أكثر ذكاءً، وليس جهدًا
وجدت دراسة أجرتها "جامعة ستانفورد" عام 2014 أن كفاءة العمال تنخفض بشكل حاد عندما يعملون أكثر من 50 ساعة في الأسبوع.
وكشفت الدراسة أن الأشخاص الذين يعملون لمدة تصل إلى 70 ساعة في الأسبوع ينتجون نفس القدر من العمل الذي يقوم به أولئك الذين يلازمون حواسيبهم الخاصة لمدة 55 ساعة.
وفي نفس الوقت، أظهرت دراسة أجريت عام 2021 أن المقدار الأمثل لوقت الفراغ اليومي في جدول الشخص يصل إلى 9.5 ساعة، وفي حين أشار الباحثون إلى أن هذا الرقم قد يبدو غير واقعي، لكنهم أكدوا أهمية التوازن الصحي بين العمل والحياة.
ولذلك فأوسط الأمور الاعتدال، بحيث يجب أن يكون العمل لعدد ساعات متوازنة أسبوعيًا، لأن الأشخاص يميلون لأن يكونوا أكثر سعادة مع الانشغال، ما يمنعهم من الشعور بالملل، الأمر الذي قد يصيبهم بالتوتر الزائد.
وقال "جيتس" في التغريدة التي نشرها على "ثريدز": "لم أكن أؤمن بالإجازات، لم أؤمن بعطلات نهاية الأسبوع، لا تنتظروا لتتعلموا هذا الدرس، خذ وقتك لتعزيز علاقاتك، والاحتفال بنجاحاتك، والتعافي من خسائرك".