فشل مزدوج وقعت به المستعمرة وقادتها وبات نتنياهو عنوانها وسيدفع ثمنها، هذا ما قاله موشيه يعلون، الذي سبق وشغل مواقع عديدة من رئيس هيئة الأركان لجيش المستعمرة، إلى وزير الدفاع، ونائب رئيس الوزراء، بعد عضويته في الكنيست عن قائمة الليكود، وشغل هذه المواقع مع رئيسه نتنياهو، واعتماداً على الخبرة والمواقف يقول أن نتنياهو فشل في: 1- إدارة المعركة طوال الستة أشهر من القصف والاجتياح، 2- و الفشل الذي أدى إلى عملية السابع من أكتوبر، إذن من وجهة نظر الجنرال يعلون أن نتنياهو فشل مرتين: المرة الأولى في عملية 7 أكتوبر غير المسبوقة التي سببت المفاجأة والصدمة للمجتمع الإسرائيلي ومؤسساته الأمنية والعسكرية، والمرة الثانية في معالجة نتائج 7 أكتوبر وتداعياتها، من قتل للفلسطينيين والتدمير.
في قراءته للوقائع والنتائج لعملية 7 أكتوبر وتداعياتها، يصف يعلون حكومة نتنياهو على أنها:
«حكومة تُضحي بالأسرى وتتخلى عن المناطق والمهجرين، وترسل الجنود إلى المعركة دون هدف، وتؤدي إلى تدهور الأمن والاقتصاد والنسيج الاجتماعي والعلاقات مع الجيران والأصدقاء، وليس لها تفويض لمواصلة الحكم» .
ولذلك يصل الجنرال يعلون إلى نتيجة مفادها كما يقول:
«سنخرج إلى الشارع للتغيير»
ما زالت احتجاجات الشارع الإسرائيلي محدودة بعشرات الالاف، ولم تصل إلى مستوى لتشكل خطورة وتأثيراً نحو رحيل حكومة نتنياهو التي مازالت تملك 64 مقعداً في الكنيست يُؤهلها إلى مواصلة إدارة المستعمرة، طالما أن الأئتلاف مازال متماسكا بين الأحزاب التي شكلت الحكومة منذ 29/12/2022، وهي الأكثر تطرفاً وعدوانية وشراسة، وتشكلت من الأحزاب: 1- الليكود، 2- يهودية التوراة، 3- شاس، 4- الحزب الصهيوني الديني، 5- عوتسما يهوديت، 6- نعوم، برئاسة نتنياهو.
الخروج إلى الشوارع خيار مهم مجرب وأسقط حكومات إسرائيلية سابقة، ولكنها تحتاج لمئات الالاف حتى تشكل قوة ضغط جماهيرية، تقف ضد الأئتلاف الحكومي.
حركة الشارع تحتاج لإعادة الائتلاف بين قوى المعارضة: يائير لبيد مع ليبرمان وأن ينفض بيني غانتس وجماعته عن دعم حكومة الأئتلاف، وأن يعود لصفوف المعارضة، كما كان سابقاً قبل 7 أكتوبر.
انضمام قيادات ليكودية مثل موشيه يعلون لديها مصداقية وخبرات يدفع باتجاه ازدياد الانحيازات نحو المعارضة وتعرية حكومة نتنياهو ومن معه، ويؤدي إلى فقدانها الغطاء الشعبي وهذا ما يجب الدفع به وتعزيزه.
حكومة نتنياهو متطرفة استعمارية يجب العمل على إسقاطها لما تسببه من أذى مضاعف للشعب الفلسطيني سواء في مناطق 67 أو مناطق 48.
الشراكة الفلسطينية الإسرائيلية مهما بدت متواضعة بسبب ضعف القوى اليسارية والتقدمية الإسرائيلية المعادية للصهيونية، لكن يجب إبرازها والتحالف معها، لتكون الشراكة ضد الاحتلال والعنصرية، هي العنوان العملي الواقعي نحو البديل لما هو سائد من تسلط وهيمنة القوى المتطرفة لدى المجتمع الإسرائيلي، وهو الذي يفتح على بوابات الأمن والاستقرار لطرفي المعادلة الفلسطينية الإسرائيلية.