أخبار البلد - التقى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجنرال هرتسي هليفي ورئيس الشاباك رونين بار مدير المخابرات المصرية، عباس كامل، ورئيس أركان الجيش اللواء المصري اسامة عسكر في القاهرة، الأربعاء.
الموقع الأمريكي "أكسيوس" أفاد أن المسؤولَين الإسرائيليين زعما أن عملية عسكرية إسرائيلية في رفح لن تؤدي إلى تدفق السكان من قطاع غزة إلى الأراضي المصرية؛ وأن جيش الاحتلال بات جاهزا لاجتياح رفح بانتظار قرار من رئيس حكومة الاثتلاف بنيامين نتنياهو.
التنسيق المصري الاسرئيلي يعد شرطا أمريكيا أساسيا للمضي قدما في العملية العسكرية، ما يفرض على نتنياهو تفعيل دبلوماسية الجنرالات، فالولايات المتحدة تشترط على الكيان الإسرائيلي ضرورة التنسيق مع القاهرة لادارة شؤون النازحين، وتوجيه ضربات محدودة ومدروسة لما يسمى محور فيلادلفيا (صلاح الدين)، بما يضمن سيطرة الاحتلال على المعابر، وتدمير الأنفاق المزعومة على جانبي الحدود، والحفاظ على العلاقات المصرية الإسرائيلية في أفضل حالاتها في الآن ذاته.
لقاء هيلفي وبار في القاهرة بات ممكنا بعد ان خصصت أمريكا 26 مليار دولار امريكي لدعم المجهود الحربي الإسرائيلي في المنطقة، وهي الجزرة الامريكية للكيان المحتل، إذ خصص 14 مليارا منها لجيش لاحتلال، و2 مليار للقواعد الامريكية في المنطقة، و9 مليارات لإدارة المساعدات والمعابر.
اللقاء المصري الإسرائيلي هو الثاني من نوعه منذ شباط/فبراير الماضي، غير أنه اتخذ طابعا تقنيا هذه المرة لإطلاع المصريين على تفاصيل العملية، فالولايات المتحدة ترغب بإشراك قوات تتبع لسلطة رام الله تم إخضاعها لعملية تأهيل أمريكية للسيطرة على مخيمات النزوح ومناطق توزيع المساعدات التي خصصت لها إدارة بايدن 9 مليارات دولار، ومن ضمنها الميناء العائم الذي ستباشر في تجهيزه أيار/مايو المقبل.
استعدادات جيش الاحتلال لاجتياح رفح، واللقاءات التي اتخذت طابعا فنيا؛ قابلها الجانب المصري بإرسال وفد يصل فلسطين المحتلة عام 48 يوم غد الجمعة للقاء المسؤوليين الإسرائيليين بحسب القناة 12 الإسرائيلية، في مناورة لإحياء صفقة تبادل الأسرى، فالظروف بحسب التقديرات الامريكية والإسرائيلية مواتية لمحاولة الضغط على المقاومة وإجبارها على القبول بالشروط الامريكية الإسرائيلية، وتفعيل الوساطة المصرية الأكثر اشتباكا مع ملف المعابر البرية في رفح، وهي أفضلية لا تمتلكها الدوحة التي تجاوزتها إدراة بايدن بتخصيص 9 مليارات دولار لإدارة الشؤون في القطاع.
يتوقع أن يعيد الوفد المصري طرح الشروط الامريكية الإسرائيلية على المقاومة الفلسطينية التي أبدت موقفها مرارا وتكرارا رفض التوصل لصفقة لا تفضي لوقف العدوان وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة، ما يجعل منها الخطوة الاخيرة قبل إطلاق جيش الاحتلال عدوانه على رفح؛ بحجة رفض المقاومة للعرض المعاد تدويره.
سيناريو يبدو منطقيا في ظل الحراك والاستعدادات الإسرائيلية والامريكية، لن يمنعه سوى صمود المقاومة واتساع نطاقها في الضفة الغربية وشمال فلسطين، والأهم إشعال الجبهة الامريكية بمزيد من الاحتجاجات على الحرب الاجرامية التي تمولها النخبة العنصرية البيضاء الحاكمة في أمريكا.
دبلوماسية الجنرالات والمال الامريكي
حازم عياد