آن أوان وضع النقاط على الحروف دون تردد أو مجاملة أو تحسب ٍ من اساءة الفهم، فالأردني أردني كما هو السوري أو المصري أو العراقي أو المغاربي والفلسطيني فلسطيني كما هم باقي شعوب الأمّة الذين يعتز ويفخر كل منهم بهويته التاريخية وتراثه الوطني وبمساقط الرأس .
الجغرافيا و الحدود ليست دائمًا هي المعيار الذي يحكم هوية الانسان السياسية و إنما مصالحه حيث تكون وأين هو يعيش وجنسيّة أية دولة يحمل أو ينتمي حتى وإن ظل وجدانه معلّقا بهوية وطنه الأم، هذا اذا كان ذاك الوطن مسقطًا للرأس أو مكانًا لمرتع طفولته أو شبابه، لكن الأمر يختلف وحتمًا يجب أن يختلف لغيره من الذين ولدوا على تراب رقعة جغرافية اخرى واكتسبوا جنسيّتها وفازوا بخيراتها ونعموا بأمنها واعترفوا بالولاء لها علانية لسانًا وممارسةً.
هذا النوع من الناس يجب أن يكون شاكرًا حامدًا ربه على ما هو عليه من النِعم وعليه أن يكون منتميًا انتماءً حقيقيًا بالقول والفعل والعمل للوطن الذي يأويه، الوطن الذي فوّزه هويته وأكسبه جنسيّةًلم يحظى بها غيره من أبناء جلدته ووفر له حمايًة ورعايةً ومعيشةً يحسده عليها ويتوق اليها غيره .
وعلى ما فات من كلام، المطلوب منا هنا في الاردن من " شتى الاصول والمنابت " أن نكون نسيجًا متلاحمًا نشد أزر بعضنا بعضًا وألّا نكون صدىً للمارقين المتصيّدين المتربصين بوطن صابر صامد ماكان يومًا إلّا ملاذًا آمنًا وموئلًا وحضنًا دافئًا لأبناء الامة شرقها وغربها وشمالها وجزيرتها، الوطنيّة الحقة النبيلة تحتم علينا ألّا نكون ألعوبةً بأيدي عملاءٍ يقبضون أجر اثارة الفتن والنعرات كيفما يشاء أسيادهم سواء المستترين بين صفوفنا أو المجاهرين بعدائهم ممن ارتضوا أن تكون المنافي دار اقامة .
بحت أصواتنا ونحن نقول " الوطن للجميع وكفاه ما تلقى ويتلقى من نكرانٍ للجميل وطعناتٍ في الظهر والصدر بأيدٍ آثمةٍ من بعض أبنائه الضالين "
كفانا فوضى تلبس أثواب احتجاجاتٍ استهوت بعض " المؤلفة قلوبهم " لكنها تستفز أبناءنا الصابرين القابضين على الجمر والكاتمين الغيظ الذين قد لا يطول زمن صبرهم .
كثُر اللغط واشتد الجدل وطفى على السطح العمالة والهوان واللامبالاة ورغم ذلك سيظل الوطن بخير ولن تضيره عنتريات بثقل فقاعات ٍ سرعان ما تتلاشى في فضائه الرحب .
.. ومجددًا نقول لابد من وضع النقاط على الحروف دون وجل أو مجاملة ٍ أو محاباة فالأمر أصبح ضرورة حتميّة وملحة .