تاريخ الصراع الصهيوني العربي والإسلامي يمتد عبر التاريخ مليء بعمليات الخداع وخروقات العهود والمواثيق وتزوير الحقائق وفق ما يخدم مصالحهم فقط .. ولذلك قررت كتابة مجموعة من المقالات تحت عنوان " لا عهد لهم .. " لنتناول موضوع او اكثر كجزء من الصراع وفق حقائق تاريخية موضوعية تدل تؤكد على صحة هذه العبارة ..
اشعال الحرب مجدداً ..
اشرت في المقال السابق بان الكيان الصهيوني يريد الغاء الهدنة من خلال هذه الاعمال في محاولة منه لاطالة امد الحرب والعودة الى ابتزازات المجتمع الدولي وكسب تعاطفهم كما السابق حيث اتضح وبعد الكشف عن جزء من خسائر جيش الاحتلال ان الكثيرين منهم من دول أوروبية ، بهدف إعادة خداع المجتمع حيث مختلفة للهروب من محاكمات الفساد التي تطارد قادته ، فقد قال جيش العصابة الصهيونية إنه تم اعتراض عملية إطلاق صاروخ باتجاه مستوطنات الغلاف ، اطلق من قطاع غزة يوم الجمعة ، تم على إثرها تفعيل منظومة الدفاع الجوي ، وإنه بعد انطلاق صفارات الإنذار قرب القطاع، تم اعتراض الصاروخ بنجاح المنطلق من القطاع. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها حتى الآن عن إطلاق الصاروخ الذي قال الجيش الصهيوني إن نظام القبة الحديدية اعترضه ، جاء ذلك وسط انباء عن نجاح المباحثات بشأن تمديد الهدنة ليوم ثامن وأشار بلينكين في مؤتمره الصحافي الختامي بتل أبيب مساء طلب بلينكن من العصابات الصهيونية ألا تكرر ما فعلته بشمال غزة في جنوبها، وألا تلحق الضرر بالبنية التحتية المهمة في القطاع، مثل المستشفيات ومضخات المياه كما قال إن الفقدان الكبير بالأرواح ومستويات النزوح الكبيرة التي شهدها شمال غزة، يجب ألا يتكرر بجنوب القطاع، وكان قد صرّح بعد لقاءه غانتس أنهما ناقشا إجراءات "تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين .
وفي الواقع ان الكيان الصهيوني ومنذ اليوم الأول للهدنة وهو يحاول نقضها حيث قام الاحتلال بخرق الهدنة بكونه لم يلتزم بإيصال المساعدات إلى شمال غزة مما هدد الاتفاق برمته كما قام كما بخرق واضح للاتفاق عبر إطلاق النار في أكثر من موقع بغزة مما أدى إلى استشهاد فلسطينيين اثنين امام العالم والمجتمع الدولي .
واستمر الاحتلال بخروقاته للهدنة من خلال الاعمال العدائية في مناطق الضفة حيث قام بسلسلة اقتحامات ومداهمات واعتقالات في صفوف الشبان الفلسطينيين وفي اليوم الثالث للهدنة أعلن «الهلال الأحمر الفلسطيني» استشهاد مزارع برصاص الجيش الاحتلال الصهيوني ، شرق مخيم المغازي، وسط قطاع غزة، وأطلق الجيش الإسرائيلي النار على كثير من الفلسطينيين الذين حاولوا العودة إلى الشمال، الجمعة والسبت، ما تسبّب باستشهاد شخص وإصابة العشرات، وفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ، وأيضا أصابة سبعة مواطنين برصاص قناصة الاحتلال يوم الاحد، فيما كانوا يتفقدون منازلهم في محيط مستشفيي «القدس» «والإندونيسي» شمال القطاع ، وفي خروقات إضافية جديدة للهدنة التي في اليوم الثالث أيضا أفادت بعض وسائل الإعلام بسقوط «سبعة شهداء»، في جنين من جهة، والبيرة من جهة أخرى، خلال احدى محاولات اقتحام جيش الاحتلال الصهيوني ومع تمديد الهدنة تصاعدت التوترات في الضفة الغربية المحتلة، حيث اندلعت اشتباكات بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية في مدينة جنين ومخيمها والتي اعلنها منطقة عسكرية مغلقة شمال الضفة وفي منطقة أريحا و قال الرئيس الدولي لمنظمة "أطباء بلا حدود" كريستوس كريستو، اليوم الأربعاء، إن فلسطينيين لقيا حتفهما متأثرين بجراحهما في مخيم جنين بالضفة الغربية بعدما منعت القوات الإسرائيلية عربات الإسعاف من الوصول إليهما ، حدث هذا والمجتمع الدولي يراقب تنفيذ الهدنة دون ان يحرك ساكناً .
ومن ناحيتها فقد حملت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كامل المسؤولية استمرار جرائم الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة من خلال دعمها المطلق لها، ومنحها "الضوء الأخضر" عقب زيارة وزير خارجيتها أنتوني بلينكن للكيان الصهيوني وإعلانه عن نيّة العصابة الصهيونية استئناف العدوان، بموافقة أميركية على الخطط الجديدة، والتي أودت بحياة العشرات من المدنيين والأطفال الأبرياء حتى اللحظة كامل حيث قالت في بيانها إن العصابات الصهيونية رفضت التعامل مع كل عروضها طوال الليل لاستمرار الهدنة لأن لديها قرارا مسبقا باستئناف العدوان، وأكدت الحركة أنها عرضت عليها تبادل الأسرى وكبار السن، وتسليم جثامين القتلى من المحتجزين جراء القصف الإسرائيلي، إضافة لتسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين كما أشارت الحركة إلى أنها عرضت تسليم جثامين عائلة بيباس والإفراج عن والدهم ليتمكن من المشاركة في مراسم دفنهم، إضافة إلى تسليم اثنين من المحتجزين الإسرائيليين ولكن إسرائيل رفضت التفاعل مع جميع هذه الاقتراحات، بسبب اتخاذها قرارًا مُسبقًا باستئناف العدوان الإجرامي كما ختمت بيانها بالتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ومقاومته وعلى رأسها كتائب عز الدين القسام وستواجه العدوان على القطاع في كل الجبهات وتفشل أهدافه، وستستأنف عملياتها لكسر إرادة الجيش الصهيوني .
وهنا لابد من الاشارة الى ان الولايات المتحدة الامريكية لا يمكن ان تكون ضامن او وسيط لانها في الأصل هي جزء من الصراع فهي من تقف وراء جرائم الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء التي تقترفها العصابات الصهيونية على غزة دون ان تقيم وزناً لاي أصوات دولية تدعو الى التهدئة وحقن الدماء ، وهنا لابد من الإشارة الى ان أمريكا هي من تسعى الى نشر الصراع وتوسيعه في مختلف مناطق العالم رغم تصريحات المسؤولين فيها المخادعة حول ضرورة السعي الى عدم توسع الحرب لتصبح حرب إقليمية شاملة في منطقة الشرق الأوسط ولذلك لابد من وجود اطراف دولية أخرى اكثر اتزاناً لتشرف وتضغط باتجاه التهدئة ووقف في العدوان الصهيوني الأمريكي على غزة والضفة الغربية وجرائم قصف الأطفال والنساء والمدنيين التي تحدث امام سمع وبصر المجتمع الدولي واذا لم يكن من اجل وقف الجائم فمن اجل مصالحها الإقليمية كقوى ودول عظمى .