زياد الرفاتي
يأتي تأكيد جلالة الملك عبد الله الثاني في مقال لجلالته نشرته صحيفة
الواشنطن بوست الأميركية الثلاثاء بأن حل الدولتين هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام
بين الفلسطينيين والاسرائيليين وأن القيادة الاسرائيلية التي لا ترغب في سلوك طريق
السلام على أساس حل الدولتين لن تكون قادرة على توفير الأمن الذي يحتاجه شعبهاوأن
الأولوية هي بذل جهد دولي متضافر لتطوير بنية اقليمية للسلام والأمن والازدهار
مبنية على السلام الفلسطيني الاسرائيلي على أساس حل الدولتين ، وقبلها الاثنين
بتجديد جلالته القول أن أي سيناريو أو تفكير باعادة احتلال أجزاء من غزة أو اقامة
مناطق عازلة فيها سيفاقم الأزمة مؤكدا أن هذا أمر مرفوض ويعد اعتداء على الحقوق
الفلسطينية ، ويجيء ذلك على ضوء الأصوات
والدعوات التيبدأت تعلو في اسرائيل والولايات المتحدة وأوروبا وتطرح السيناريوهات
والاحتمالات المتعددة التي ترسم ملامح مستقبل قطاع غزة لمرحلة ما بعد الحرب رغم
عدم انتهائها وحسمها على الوجه الذي يأملونه بعد انقضاء أربعين يوما للحرب وتزايد سيل
الانتقادات الدولية للغارات التي تقوم بها اسرائيل على أحياء مكتظة بالسكان في
غزة تظهر أنها تشن حربا أوسع وأكثر شراسة
، والحملة الجوية التي تشنها تعد الأعنف وتنافس أي قصف جوي حدث في هذا القرن مع
ارتفاع عدد الضحايا المدنيين وتفاقم الأزمة الانسانية في غزة .
ووفق صحف بريطانية ، فانها تتسائل فيما اذا كانسينجح حل الدولتين بعد
حرب غزةوان بايدن
سيدعو بعد الحرب الى عملية سلام جديدة
وزعماء العالم يتطلعون للمضي في محاولتهم للتخطيط للمستقبل ، وأن مغادرة اسرائيل
قطاع غزة عام 2005 كانت حيلة ماكرة لترسيخ سيطرتها على الضفة الغربية ،
والفلسطينيون يخشون نكبتهم الثانية فيما يأمل اليمين المتطرف الاسرائيلي اعادة
السيطرة على غزة ، وعدد قليل من المتفائلين من بينهم بايدن يأملون احياء عملية
السلام الفلسطينية الاسرائيلية بعد حرب شرسة ، والمشكلة الأكبر لا تكمن في تفاصيل
الحل بل في الارادة السياسية للتفاوض عليه وتنفيذه..
وتبدي الولايات المتحدة على لسان وزير خارجيتها معارضتها لاعادة
احتلال الجيش الاسرائيلي لقطاع غزة و لا تدعم اعادة احتلاله وأنها أرض فلسطينية
وستبقى كذلك ولا ندعم أي اعادة توطين بشكل قسري للفلسطينيين خارج غزة ويطرح عن ثلاثة لاءات ما بعد الحرب لا لحكم حماس في
غزة ، لا للسيطرة الاسرائيلية على القطاع ، لا للفوضى في غزة . مضيفا أنه يتعين أن يبدأ الان الحديث عن مستقبل
ما بعد أزمة غزة ومن الواضح أن اسرائيل لن تستطيع ادارة غزة الا أنه قد تكون هناك
حاجة لفترة انتقالية ما تنتهي باقامة دولة فلسطينية ، وعلى اسرائيل عدم "
اعادة احتلال " قطاع غزة .
وقد أقر بلينكن الثلاثاء بوجود خلافات داخل وزارته حول طريقة تعامل
واشنطن مع الحرب على غزة ، ونركز على تقليل الأضرار " بحق الفلسطينيين "
.
أما مجلس الأمن القومي الأميركي فقد أعلن في السابع من الشهر الجاري
أن النقاش مستمر مع الاسرائيليين حول طبيعة غزة بعد حماس ، ولا ندعم نقل
الفلسطينيين بالقوة من غزة ولا ندعم هذه السياسة ، وبحثنا خلال اتصالاتنا
الدبلوماسية الأخيرة خيارات لادارة غزة بعد حماس ، وندعم اسرائيل بالكامل وهذا لا
يعني بالضرورة أن نتفق مع المسؤولين الاسرائيليين على اعادة احتلال غزة .
وقد أعلن البيت الأبيض أن
حماس لا يمكن أن تكون جزءا من المستقبل في غزة والمشاورات جارية بشأن شكل الحكم
هناك وأننا لا نملك حلا نهائيا لمستقبل غزة بعد انتهاء الصراع، ولا يمكن العودة
الى وضع ما قبل 7 أكتوبر فيما يتعلق بمستقبل غزة ، والقرار سيكون للشعب الفلسطيني
حول شكل الحكم مستقبلا في غزة ، ولا يمكن لحماس أن تكون جزءا من المستقبل في غزة .
وقد ردت حماس بأن مساعي واشنطن للتوافق بشأن ادارة قطاع غزة بعد الحرب
" مرفوضة " ، ولن يحكم غزة سوى أهلهاولا سلطة الا للفلسطينيين فيها .
أما في الجانب الاسرائيلي ، فقد أشار وزير الدفاع الاسرائيلي الى أن اسرائيل
لن تحكم غزة بعد الحرب ولا حماس بالرغم من تصريحات نتنياهو من أن غزة سوف تصبح
منزوعة السلاح ولن نتنازل عن السيطرة الأمنية في أي حال وأن الجيش سيتحكم أمنيا بقطاع غزة بعد الحرب وأن اسرائيل لا تثق
بقوات دولية ، ويستبعد أن تضطلع السلطة االفلسطينية بدور في قطاع غزةبعد الحرب لم
يقم زعيمها بادانة هجمات 7 أكتوبروفق نتنياهو .
فيما تتهم السلطة الفلسطينية اسرائيل بمحاولة فصل القطاع عن الضفة الغربية وتحذر من التداعيات ، وأن نتنياهو يعمل على اطالة أمد الحرب في قطاع غزة ، وأن الحلول الأمنية والعسكرية لانهاء الحرب لن تجدي .
وقد رفضت مصر مقترحا بأن تتم
ادارة غزة بمشاركة اسرائيلية – دولية في المستقبل ، وأنه من المبكر الحديث عن
مستقبل غزة وعلينا التركيز على وقف النزاع وادخال المساعدات ، واعتبرت دعوة وزير
المالية الاسرائيلي االاثنين لتهجير سكان غزة الى دول العالم التي تقبل باستقبالهم
باعتباره الحل الانساني الوحيد وعدم بقاء قطاع غزة بشكل مستقل ماليا واداريا غير
مسؤولة ومرفوضة وتخالف القانون الدولي و نزوح سكان شمال غزة ليس طوعيا ونتاج
أستهداف عسكري متعمد .
وجاء رد السلطة الفلسطينية على دعوة الوزير الاسرائيلي أن الحل
الانساني الوحيد هو اقامة الدولة الفلسطينية وأن الشعب الفلسطيني صامد ولن يرحل .
وهذه الدعوة تبعت دعوة أخرى
من وزير التراث الاسرائيلي الأسبوع الماضي وتبرأ منها نتنياهو ومنعه من حضور
اجتماعات مجلس الوزراء لاستخدام السلاح النووي ضد غزة ، مما جعل الأمم المتحدة
تحذر من أن أي تهديد باستخدام السلاح النووي أمر غير مقبول ، ودعوة الرئيس التركي
الىفتح تحقيق دولي بشأن الأسلحة النووية الاسرائيلية ،
ومطالبة خبراء دوليون بتحديد الدول التي مدت اسرائيل بالنووي وساعدتها باجراء التجارب
النووية مما سيفتح المجال لدول عربية للسعي لامتلاك السلاح النووي لخلق توازن القوى في منطقة مضطربة .
أما أوروبيا ، فيطرح الاتحاد الأوروبيمقترحات حول " مرحلة ما بعد
الحرب على غزة " ومنها نشر قوات دولية في غزة باشراف أممي من الخيارات التي
يجري بحثها ولا مكان سوى لسلطة فلسطينية واحدة ودولة فلسطينية واحدة وغزة جزء لا يتجزأ من أراضي السلطة الفلسطينية
، ونرفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة وندعو الى هدن " ذات مغزى "
في غزة .
وفق وكالة رويتر فان عدة دول أوروبية تبحث تدويل ادارة قطاع غزة بعد
الحرب ، فيما يعكف دبلوماسيون دوليون على رسم تصور للوضع بعد انتهاء حرب غزة ، وتتم مناقشة سيناريوهات مستقبل غزة من
خلال نشر قوات متعددة الجنسيات بغزة بعد
انتهاء الحرب وقد أبدت كل من الأردن ومصر رفضها المشاركة بها ، أو عودة السلطة
الفلسطينية بتشكيل ادارة فلسطينية مؤقتة فيما الرئيس الفلسطيني ردا على ذلك بأننا
نرفض العودة الى غزة الا باتفاق سلام نهائي يشمل الضفة الغربية والقدس وغزة .