قرر الفيدرالي
الأميركي بالاجماع في اجتماعه بالسابع من ايار الجاري تثبيت معدلات الفائدة دون تغيير
ضمن نطاق 4،25%- 4،5% مطابقا لتوفعات
المحللين ، وللمرة الثالثة على التوالي في
2025 .
وقد استند
في قراره الى مجموعة من العوامل الرئيسية ، أبرزها ما يلي :-
1-
استمرار نمو النشاط الاقتصادي في الولايات المتحدة بوتيرة قوية رغم تقلبات الصادرات التي أثرت على الناتج المحلي الاجمالي .
2-
الاستهلاك الأساسي تأثر
بالطلب القوي على الواردات في الربع الأول استباقا لدخول فرض الرسوم الجمركية حيز
التنفيذ ، ولن يؤثر ذلك على قراراتنا .
3-
الاقتصاد الأميركي قوي ومرن وبحالة جيدة مقارنة بالفترة السابقة ، وهناك الكثير من الغموض
وبامكاننا الانتظار في ظل الاقتصاد المرن .
4-
استقرار معدل البطالة عند مستوى منخفض ومقبول في الأشهر
الأخيرة ونعمل على تحقيق التوظيف الكامل ، وظروف سوق العمل مستقرة وهو ليس مصدرا لأي ضغوط تضخمية ، والرواتب
والأجور في وضع جيد ولا توجد تسريحات كبيرة والاقتصاد سليما ، ولا يمكننا الحفاظ
على ظروف عمل قوية وقد نواجه بعض التحديات ، واذا شهدنا تدهورا كبيرا في سوق العمل عندها سوف
نتدخل .
5-
التضخم ما زال مرتفعا تسبيا وقريبا من مستهدف 2% ،
والضغوط التضخمية ستكون لمدة أطول
6-
زيادة حالة عدم اليقين حول
التوقعات الاقتصادية ومخاطر ارتفاع البطالة والتضخم ، وتوقعات التضخم على المدى
الطويل متوافقة مع أهدافنا ، والتضخم اليوم أعلى من المستهدف منذ أربع سنوات
والتوقعات تشير الى ارتفاعه .
7-
زيادة التعرفات الجمركية أكبر مما نتوقع وتأثيراتها على الاقتصاد غير واضحة .
8-
لجنة السياسة النقدية تسعى
لتحقيق أقصى قدر من التوظيف ، والوصول الى مستهدف التضخم 2% على المدى الطويل ، ومواصلة تقليص الفيدرالي
حيازاته من سندات الخزانة .
9-
مرتاحون في موقف السياسة
النقدية ولسنا بحاجة للاستعجال ، واستعدادنا لتعديل السياسة النقدية في حال ظهور مخاطر تعيق
تحقيق الأهداف ، وبناء على تطور الأمور واذا شهدنا ارتفاع التضخم والبطالة عندها سنأخذ القرار المناسب .
10-
توصيات ترمب بخفض الفائدة لن
تؤثر على قراراتنا ، ولم أطلب الاجتماع مع
أي رئيس أمريكي ولا نأخذ مثل هذه المبادرة ، ولن أعلق على موضوع اقالتي من قبل ترمب ، ونحن لا نقدم للكونغرس أي نصيحة
مالية ولا نضع تكهنات ولسنا بحاجة لنصيحتهم .
11-
لا يمكننا تقديم أي توقعات حاليا ، وعلينا
الانتظار حتى اجتماع حزيران المقبل .
12-
نترقب قرارات الادارة الأميركية بشأن المحادثات
التجارية ولا نتدخل بقراراتهم .
واتهم ترمب
رئيس الفيدرالي بخلق التضخم بعد قرارات تثبيت الفائدة ، وأنه لن يقيله من منصبه
حتى اكمال ولايته في ايار 2026 ولكن عليه خفض الفائدة وأنه يعلم بالتضخم أكثر منه ، وأن الاقتصاد
الأميركي يمر في مرحلة انتقالية ولا يستبعد حدوث ركود في الولايات المتحدة على
المدى القصير وسيخرج منها في حالة ممتازة .
وقد انكمش
الاقتصاد الأميركي بنسبة 0،3% على أساس سنوي في الربع الأول 2025 وقبل تطبيق حزمة
الرسوم الجمركية ، ويتوقع المتعاملون في الأسواق أن يقدم الفيدرالي على خفض
الفائدة بمجموع 1% قبل نهاية العام الحالي
رغم أن صانعي السياسات فيه قد لا يبدون
اهتماما كبيرا بانكماش الاقتصاد ، ويتوقع المستثمرون أن تظهر في الربع الثاني
مؤشرات أوضح على تباطؤ الاقتصاد الأميركي مما سيدفع الفيدرالي الى استئناف خفض
أسعار الفائدة لدعم النمو .
وأعلن نائب الرئيس الأميركي أن ترمب أجرى
اصلاحات طال انتظارها لكبح جماح البيروقراطية الحكومية ، ومقياس نجاح الادارة
الحالية هو القضاء على الهجرة غير النظامية وسيتم ترحيل أي مهاجر غير نظامي .
وحسب خبراء
اقتصاديون فان اقتصاد أميركا يستحيل عليه التغريد المنفرد دون شراكات تجارية و طرح
تساؤلات من يتحكم بدفة التجارة ، وأن رسوم
ترمب ضد العالم لن يربح أحد فيها .
مع دعوات متواصلة من ترمب للصين لاجراء مناقشات
حول الرسوم الجمركية التي رفعها عليها بشكل متواصل وصولا الى 145% مقابل تصعيد صيني
الى 125% ، وأن الرسوم الجمركية على الصين
ستنخفض بشكل كبير وسيتوصل الى اتفاق عادل .
وقد بدأ يتراجع بخطى ثابتة أمام قوة الصين ، ونتيجة لتلك الدعوات ستبدأ في سويسرا مفاوضات
تجارية بين البلدين الأسبوع المقبل ، و طلبت
الصين من أميركا الغاء جميع الاجراءات الأحادية الجانب اذا أرادت حل المشكلة .
ووفق
غولدمان ساكس فان ما يقارب 36% من الواردات الأميركية من الصين و70% من الواردات
لا يمكن تعويضها من خارج الصين ، مضيفا أن البنوك المركزية تقبل على عملات الصين
وكوريا الجنوبية وسنغافورة .
وأعلنت
الحكومة الصينية أنها ستطرح أدوات نقدية جديدة لدعم الابتكار التكتولوجي والصادرات
، وتقديم أموال من صندوق التأمين للشركات المتضررة من الرسوم الجمركية ، وستجري
عملية تجديد للأحياء العشوائية لدعم قطاع العقارات , وتسهيلات لاعادة الاقراض بهدف
دعم الاستهلاك في قطاع الخدمات .
وقد عصفت
سياسات ترمب التجارية وضبابية الرسوم
الجمركية بالشركات في أول 100 يوم من
ولايته باجراءات تسريح وخفض للتوقعات ، حيث أعلنت شركات أمريكية وأوروبية ولا سيما السيارات أنها تخطط لألغاء الاف الوظائف بهدف خفض التكاليف وسحب
توقعات المبيعات والربحية للسنة المالية
2025 وخفض الانفاق واعادة هيكلة .
وفيما يتعلق بالذهب قانه أسعاره تتراجع من أعلى
قمة له بسعر 3500 دولار للأونصة ، لكنه يظل فوق مستوى 3300 دولارا مع انحسار الطلب
وهدوء التوترات التجارية وتقييم
المستثمرون لافاق مفاوضات محتملة بين أميركا والصين .
وسيواصل الذهب تسجيل أرقام قياسية بسبب حالة الضبابية
وعدم اليقين وفق غولدمان ساكس ويوصي المستثمرين بشراء الذهب مع استمرار ارتفاع
مخاطر الركود الاقتصادي , ويفضل الذهب على سندات الخزانة الأميركية للتحوط من
مخاطر عدم استقرار الحكومة , ويرى احتمالية 45% لدخول الاقتصاد الأميركي في حالة
ركود خلال الاثني عشر شهرا القادمة ، ويتوقع
استمرار انتعاش الذهب وقد ارتفع سعره
بنسبة 21% منذ بداية العام الجاري حتى نهاية نبسان .
وحسب مجلس الذهب العالمي ، فان مشتريات العالم
من الذهب بلغت 1200 طن تقريبا خلال الربع الأول 2025 ، ولم يشهد مثل هذه المستويات
منذ عام 2016 وجزءا كبيرا كان بهدف
الاستثمار .
أما بنك اليابان فقد ثبت الفائدة عند 0،5% وفق التوقعات والأعلى في 17 عاما وتراجع الين بأكثر من 1% أمام الدولار عقب قرار التثبيت ، ويؤجل موعد الوصول الى مستهدف
التضخم 2% حتى السنة المالية 2028 بدلا من
2026 بسبب الحرب التجارية مع تراجع معنويات المستهلكين باليابان لأدنى مستوى لها
بنيسان في أكثر من عامين ، وأن حيازاته من سندات الخزانة الأميركية أداة متاحة في
المحادثات التجارية الثنائية مع الولايات المتحدة .
وثبت
بنك انجلترا معدلات الفائدة عند 4،25% ، وأبدى المركزي السويسري استعداده لخفض الفائدة الى
المستويات السالبة .
وأعلن الاتحاد الأوروبي أنه يحرز تقدما في
مفاوضات الرسوم مع الولايات المتحدة لكنه
لن يقبل بكل شروط ترمب ، وقدم عرضا له بقيمة 50 مليار يورو لشراء سلع ومنتجات أميركية .
فيما وتيرة نمو النشاط الخدمي بمنطقة اليورو في
نيسان بأدنى مستوى في خمسة أشهر .