وبينت الدراسة وهي بعنوان "تكلفة زواج الأطفال على مدى دورة حياة الفتيات والنساء"، واقع زواج "القصّر" في: العراق ومصر والأردن وتونس، وانخفاض هذا الزواج في العقود الأخيرة عالميا، مع استمرار تقدم الانخفاض ببطء عربيا، والإشارة إلى زواج نحو 15 مليون فتاة قاصرة في العالم، متنوعات الثقافة والدين سنويا.
وأشارت إلى أن أعلى معدلات لهذا الزواج، سجلت في العراق ومصر بالتوالي بين الدول الأربع، موضحة، أن نسبة الانتشار في هذه الدول تتراوح بين 33.80 % في العراق إلى 20.45 % في مصر و13.42 % في الأردن، بينما سجلت تونس، أدنى معدل لانتشاره بين هذه الدول بنسبة 3.06 %؛ مؤكدة أن معدل انتشاره، انخفض منذ منتصف السبعينيات.
وكشفت الدراسة أيضا، عن زواج 24 % و17 % من النساء في العراق ومصر بالتوالي، وتتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاما قبل سن الـ18 عاما، وتشهد الأردن وتونس معدلات أقل لهذا الزواج، إذ يبلغ 10 % و2 % من النساء في الفئات العمرية المماثلة، ممن يتزوجن قبل الـ18 عاما.
وتهدف الدراسة لبيان تكلفة هذا الزواج تنمويا، ورسم خريطة طريق لتحديد كلفته برصد الأوضاع المعيشية وسوق العمل والصحة، وآثاره على "دورة الحياة" من الحمل حتى الشيخوخة، وفقا لـ6 محددات هي؛ الخصوبة واستخدام وسائل المنع الحديثة، والصحة، ووفيات الأطفال دون الـ5، أو توقف نمو بين المواليد، واتخاذ القرارات، ووقوع العنف الزوجي، والأثر على التحصيل الأكاديمي والعلمي، ونتائج سوق العمل من حيث المشاركة في القوى العاملة والأجور، مع الوصول لاستنتاجات حول انتقال "الحرمان" من جيل إلى جيل، في حال تزايد مؤشرات المحددات سلبا، إذ تعود جذور هذا الزواج للتمييز ضد الفتيات في القوانين والممارسات، كما أن الفقر وانعدام الأمن والصراعات، فاقمت الظاهرة.
وتبين الدراسة، أن هذا الزواج له تأثير سلبي ودلالة إحصائية على إكمال الدراسة الابتدائية والثانوية في العراق ومصر والأردن، فمن تتراوح أعمارهن بين 20 و 34 عاما أو 35 و49 عاما في العراق وتزوجن قبل الـ18 عاما أقل احتمالا بـ20 نقطة مئوية تقريبا لإكمال المدرسة الثانوية ممن تزوجن في الـ18 عاما أو أكثر. والمصريات ممن تتراوح أعمارهن بين 20 و34 عاما أو 35 إلى 49 عاما وتزوجن في الـ18 عاما أو قبل ذلك، يقل احتمال إكمالهن للتعليم الابتدائي بنحو 18 و19 نقطة مئوية عن المتزوجات في الـ18 عاما أو أكثر.
في حين أن انخفاض مشاركة الإناث في القوى العاملة، يشكل مصدر قلق لمعظم البلدان العربية، فإن زواج الأطفال له تأثير سلبي كبير على من تتراوح أعمارهن بين 20 و49 عاما في مصر والأردن وتونس، إذ تشير نتائج الدراسة، إلى أن من تزوجن في سن الطفولة ينخرطن في مهن منخفضة الأجر، ولديهن أجور حقيقية متوقعة أقل بشكل عام.
واعتبرت، أن هناك فجوات في التشريعات بشأن زواج "القصر"، ونبهت إلى أن قانون الحماية من العنف الأسري لعام 2017، لا يتناول هذا الزواج، وربطت بأنه في المقام الأول يرتبط بمصائد الفقر التي تكاد تضمن انتقال الفقر بين الأجيال، وأن معدلات الخصوبة عربيا، آخذة بالانخفاض منذ الثمانينات.
وقالت، إن بلدانا شهدت ارتفاعا في الخصوبة ابتداء من العقد الأول من القرن الحالي، ومع ذلك، فإن هذا الانعكاس في اتجاهات الخصوبة امر نادر في المنطقة العربية، وأنه تحدد السبب الرئيس لهذا التغيير، على أنه العودة إلى ممارسة الزواج المبكر واستقرار مستويات منع الحمل.
وفي الأردن، تشير الدراسة لارتفاع وفيات هذه الفئة حتى الثمانينات، منوهة إلى أن الانخفاض بدأ باضطراد منذ التسعينيات، وأن انتشار وفيات الأطفال بين من تزوجن قبل الـ18 عاما "طفيفة"، قائلة إن "هذه النتائج تتوافق مع الخطوات التي قطعتها الحكومة الأردنية بتحسين أوضاع الأطفال في الصحة والتغذية".