واللافت في هذا التقرير والمتوقع أن معدل البطالة كان مرتفعاً بين حملة الشهادات الجامعية (الأفراد المتعطلون ممن يحملون مؤهل بكالوريوس فأعلى مقسوماً على قوة العمل للمؤهل العلمي نفسه).
ما يطرح التساؤل التالي:
كيف نستطيع الحدّ من هذه المشكلة المتفاقمة التي تسبب في حالة عدم اليقين والقلق على حاضر ومستقبل أبنائنا، الذين هم الأمل وذخر الوطن وسواعده الفتية في البناء وتشييد الصروح، وتولّد هذه المشكلة لدى هؤلاء الأبناء الأعزاء بتداعياتها الكارثية مشاعر الخوف والتوتر وانعدام الثقة حتى بالنفس وفقدان البوصلة لتصل بصاحبها بعد ذلك الى الانتحار أو الجريمة أو العنف أو الانحراف نحو الهاوية، وتُبرز سلوكيات غريبة على الإنسان الأردني ومجتمعنا النبيل.
نعلم أن اقتصادنا الوطني، شأنه شأن اقتصاديات بعض دول المنطقة، يعاني ظروفاً صعبة زادت من انتشار البطالة، وأسهمت في انخفاض مستوى التنمية الاقتصادية، يقف في مقدمتها الصراعات الإقليمية؛ والعلاقات بين الدول؛ ووباء «كورونا» وغيرها. لكن هذا يجب ألاّ يحول دون العمل على إنجاز إصلاحات اقتصادية في مجال قوانين الاستثمار والسياسة النقدية، وغيرها، إضافة إلى محاربة جميع أشكال الفساد الاقتصادي والإداري، وتعزيز مبدأ المساءلة والشفافية؛ وإيجاد مشاريع تنموية حقيقية في المحافظات والمناطق النائية والريفية بمشاركة فاعلة من القطا? الخاص لخلق فرص عمل للسكان في تلك المناطق، وإشراك كافة فئات السكان، ولا سيما الفئات الشبابية: رجالاً؛ ونساءً، في العملية التنموية، وإدماجهم في أسواق العمل المحلية لتحسين ظروفهم المعيشية؛ وتطوير المهارات البشرية من خلال الاهتمام بالتعليم التقني والتكنولوجي؛ وربط سياسات التعليم والتدريب بالاحتياجات الفعلية لسوق العمل؛ والاستغلال الأمثل لمواردنا وإمكانياتنا وما حبانا الله به من نعم وخيرات؛ والالتصاق بالأرض مصدر الخيرات جميعها؛ فأرضنا- والحمد لله- زاخرة بالخيرات والمعادن والموارد الكثيرة؛ » فلا خير في أمة تأكل?مما لا تزرع أو تلبس مما لا تصنع».
دعونا نبحث معاً عن مساحة نزرع فيها بذور الأمل رغم ضنك العيش وقسوة الحياة؛ فالوطن يقوم على جهود أبنائه المخلصين البررة. وما أعظم أن تكون هذه الجهود مميزة وذات رسالة نبيلة؟!