أخبار البلد - ارتفعت حصيلة عدد القتلى ضحايا ضربة روسية طالت مطعما شعبيا في كراماتورسك،إلى 11 قتيلا وعشرات الجرحى؛ في حين وصف الرئيس الأميركي جو بايدن بـ"المنبوذ" سيّد الكرملين فلاديمير بوتين الذي يؤكد جيشه عدم استهداف أي منشأة مدنية في أوكرانيا.
مساء الأربعاء، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مداخلته اليومية بهجوم "إرهابي" وأعلن توقيف شخص في الموقع "نسّق" الضربات الروسية.
وأعلن جهاز الطوارئ عبر تلغرام "انتشال جثث 11 شخصا (بينهم ثلاثة أطفال) من تحت الأنقاض" في هذه المدينة الكبيرة الواقعة في شرق أوكرانيا والخاضعة للسيطرة الأوكرانية، وحيث طالت الضربات الروسية أنحاء سكنية وتجارية ومكتبا للبريد ومباني أخرى.
وأشار الجهاز إلى إصابة 56 شخصا بجروح (بينهم طفل)، وانتشال سبعة ناجين.
بحسب الشرطة الأوكرانية فإن روسيا أطلقت صاروخي أرض-جو اس-300، وهو سلاح تستخدمه أيضا في الضربات الأرضية، على هذه المدينة التي كانت تعد 150 ألف نسمة قبل الحرب ولا تزال أكبر مدينة بقيت تحت سيطرة أوكرانيا في شرق البلاد.
وروت الطبيبة العسكرية غالينا "كنت في الحي" مع فريقي عندما سمعنا الانفجار و"كانت بحوزتي حقيبة ظهر طبية حملناها وانطلقنا" إلى الموقع.
وقالت، إنها حاولت إسعاف امرأة تعاني من جرح بليغ في الرأس، وتابعت "لم يكن لدي الوقت للنظر".
من جهتها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها استهدفت "نقطة انتشار مؤقت" للواء 56 الميكانيكي لمشاة الجيش الأوكراني.
وأكد الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن روسيا لا تستهدف "بنى تحتية مدنية".
دمرت الضربة مطعم ريا بيتزا في وسط كراماتورسك يرتاده الصحفيون والعسكريون عادة.
وأصيب ثلاثة كولومبيين بجروح طفيفة هم الكاتب الشهير هيكتور أباد والسياسي سيرجيو جاراميو والصحفية كاتالينا غوميز مراسلة قناة فرانس 24 في أوكرانيا، أثناء تناولهم العشاء في المطعم مع الكاتبة الأوكرانية فيكتوريا أميلينا، بحسب بيان.
وأضاف البيان أن الروائية فيكتوريا أميلينا البالغة من العمر 37 عاما التي تُرجمت أعمالها إلى الإنجليزية والألمانية وعدة لغات أخرى "في حالة حرجة".
روسيا "تنتهك" قوانين الحرب
اتّهم الرئيس الكولومبي روسيا بـ"انتهاك" قوانين الحرب.
بحسب مراسلة وكالة فرانس برس في المكان فإن سيارات الإسعاف والشرطة إلى جانب جنود ورئيس بلدية المدينة تجمعوا أمام الموقع مع حشد من السكان.
قال الطاهي رسلان (32 عاما) إنه "كان هناك العديد من الأشخاص" عند وقوع الضربة.
كراماتورسك التي استُهدفت عدة مرات بقصف روسي، تقع غرب باخموت، المدينة المدمرة التي كانت مسرحا لأطول معركة دموية في الحرب.
الضربة الأكثر دموية كانت تلك التي استهدفت محطة كراماتورسك في نيسان/أبريل 2022، وأوقعت 61 قتيلا وأكثر من 160 جريحا بعد أسابيع قليلة من بدء الهجوم الروسي وعندما حاول حشد من المدنيين مغادرة المدينة.
الهجوم المضاد يتواصل
أعلن رئيس الأركان الأوكراني الجنرال فاليري زالوجني أنّه تحدّث السبت، مع نظيره الأميركي الجنرال مارك ميلي وأبلغه بأنّ الهجوم المضادّ الذي تشنّه قواته ضدّ القوات الروسية "يسير وفق المخطّط" ويحقق "تقدّما".
وقال زالوجني لنظيره الأميركي "العدو يبدي مقاومة قوية، لكن في الوقت نفسه يتكبّد خسائر فادحة" في حين لم تتّضح بعد تداعيات تمرّد قائد مجموعة فاغنر على الأوضاع العسكرية وعلى القيادة الروسية.
وأكد بايدن ردا على أسئلة صحفيين في البيت الأبيض تمحورت على احتمال أن يكون التمرد أضعف بوتين "من الصعب البت بذلك، من الواضح أنه يخسر الحرب" في أوكرانيا و"يخسر الحرب في الداخل الروسي".
وفي ما يتعلّق بتداعيات تمرّد فاغنر الذي أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلا عن مسؤولين لم تسمّهم قولهم الأربعاء، إن الجنرال الروسي سيرغي سوروفيكين كان على علم مسبق به، قال المستشار الألماني أولاف شولتس "يتكهن كثيرون بأن الأمر انتهى، ولا نعرف ذلك أيضا، ولكن على أي حال سيكون لذلك بالتأكيد عواقب على المدى البعيد في روسيا".
واعتبر شولتس أن بوتين الذي أكد الأربعاء، أنه "لم يشك" بدعم الروس له، خرج "ضعيفا" من الأزمة.
من كييف التي زارها الأربعاء، مع نظيره الليتواني، أعرب الرئيس البولندي أندريه دودا عن قلقه إزاء وجود ثمانية آلاف من مقاتلي مجموعة فاغنر في بيلاروس.
وقال "يصعب علينا أن نستبعد احتمال أن يشكل وجود مجموعة فاغنر في بيلاروس تهديدا".
بدوره، حذّر الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ من "التهديد" الذي يشكله وجود فاغنر في بيلاروس المحاذية لبولندا وليتوانيا ولاتفيا، والدول الثلاث منضوية في الحلف.
الثلاثاء، استقبلت بيلاروس يفغيني بريغوجين قائد مجموعة فاغنر الذي وصلها في إطار اتفاق وضع حدّاً لتمرّده في روسيا، كما أعلن الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو.
وأكّد الرئيس البيلاروسي أنّه طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين عدم اغتيال بريغوجين، مشدّدا على أنّ بلاده يمكن أن تستفيد من "خبرة" مقاتلي فاغنر.
توارى قائد "فاغنر" عن الأنظار منذ مساء السبت، بعد انتهاء تمرّد سيطر خلاله مقاتلوه على قواعد عسكرية وزحفوا نحو موسكو إلى أن أمرهم بصورة مفاجئة بالعودة أدراجهم.