كتبت لي تقول، بعد نشري للفتوى العاجلة بشأن تحريم أخذ راتب عن يوم اضراب أو اعتصام: هذا مقال لا يليق باسم حلمي الأسمر !! كل الحب و التقدير لطلابنا الأعزاء و كل الألم على ما أضطر المعلمون إليه للوصول إلى حقهم المشروع بحياة كريمة ، دعائي بان تعود الدراسة فقط للثانوية العامة ، سلامي للمصالح الشخصية !
وقالت أيضا بسخرية كبيرة: .. خاصة وأننا كمواطنين عاديين ندرك أن الكل بدأ ينظر إلى مصلحته الشخصية، مستفيدا من أجواء الربيع العربي، لتحقيق مآرب، ومطالب، ندرك كلنا أن البلد أعجز من أن تلبيها !! بحق و الله !! البلد غير قادرة، على بالي ال 18 مليارا اللي طلعوا مديونية آخر 10 سنين بس !! و كل المشاريع المنهوبة بمئات الملايين في آخر 3 سنين !
رددت مستهجنا ومتسائلا: اي مصالح شخصية؟ وإلا لأنك معلمة لازم نعتنق رأيك؟ فجاءتني كلماتها كالقذائف: .. ثانيا انا معلمة خمس نجوم، يعني لو علي لازم أكون مش سائلة بأحد، طالما راتبي و تأميني و البدلات نازلة على راتبي عال العال !!
أولا.. الصحافة و الإعلام على مدار 6 سنين - فلعوصة صح - بس علمتني اني لازم أكون منحازة للناس ، وإن اخطأوا فممكن التوجيه والنصح الأنيق ..
ثالثا : كلامي بس مشانك لأنك كاتب كبير وقلمك مش إلك قلمك إلنا ، للناس الموجوعة للناس اللي مش لاقية ، آسفة كتير بس ما رح اتعود عليك هيك وما بصدق انو بطلع هاد الكلام منك وتحملني رح أضل أهاجمك لحد ما ترجع حلمي الأسمر اللي بيكتب عن الناس التعبانة واللي كانت زاويته في «الدستور» لفترة طويلة جدا لقضاياهم و قصصهم و دموعهم! ليش بدك المعلمين يضلوا عاقلين؟ يعني بتعترف انو الحكومة مجانين !! ومرفوع عنهم القلم والعقل لازم يجي من طرف المعلمين !! يا سيدي لو بدهم ينجنوا هالمرة هم كمان شو رح يصير !!!!!!!!!! بتصور حقهم بكفي عقل، كم من إنسان دنيء وسارق وفاسد صفق لمقالك !!! كم متواطىء ضد المعلمين انبسط وهو يقرأ اتهامك للمعلمين أن اضرابهم فوضى ومصالح شخصية !
اللي بدي اقوله كتير بس بتخيل وصلك ..... تحياتي!
آه صحيح نسيت أن أقول لك ان الكرامة و لقمة العيش مش مصالح شخصية !
هذه القذائف الكلامية لم تكن يتيمة، فقد حفل المقال بتعليقات شبيهة، واتهامات مبطنة حينا ومباشرة أحيانا...
حسنا.. المعلمون على رؤوسنا والله، واحترامنا لهذا القطاع بلا حدود، ومن يتابع هذه الزاوية، قرأ هنا عشرات المقالات المدافعة عنهم، والمنتصرة لهم، ما لفت نظري بقوة هنا قولها، أن علي أن أنحاز للناس حتى ولو أخطأوا، وهو ما يلزمني أن أنصح وأوجه بأناقة، حسنا، فماذا فعلت غير هذا؟ هل الكاتب حارق بخور لأصحاب الآراء والمواقف، مهما قالوا، ومهما اتخذوا من مواقف؟ لم لا نسمح بموقف مغاير، آخر؟ خاصة وأن في الأمر فتوى دينية واضحة، بعدم أخذ حق ليس لك؟
لم أزل أعتقد أن كثرة الاضرابات والاعتصامات على النحو الذي رأيناه ليست ظاهرة صحية، بل ثمة مندوحة للتعبير عن الرأي بشكل آخر، أقل إضرارا بالمصلحة العامة، أنا لا أدافع عن الرسميين، بل أحاول أن أبحث عن مصلحة وطن، حتى لو اضطرني الأمر لقراءة ردود فعل قاسية جدا، واتهامات ليس لها أساس من الصحة!