هذا ما صرح به قادة حزب (الحرية الوطني) الجنوب إفريقي بعد تصويت الجمعية العامة؛ (البرلمان الجنوب افريقي) في العاصمة بريتوريا على قرار تخفيض التمثيل الدبلوماسي للكيان الاسرائيلي؛ وهي خطوة متقدمة تعني إفقاد الكيان ركناً مهماً من أركان الاعتراف به كدولة .
موقف حزب الحرية يمثل كافة الأحزاب التي صوتت على القرار وعلى رأسها حزب المؤتمر الوطني الحاكم؛ الذي قال زعيمه الراحل نيلسون مانديلا " إن حريتنا غير مكتملة دون حرية الفلسطينيين" ؛ عبارة تنطبق على الواقع العربي أكثر من انطباقها على جنوب إفريقيا؛ خصوصا وأن الحياد يفقد العالم العربي حريته وقدرته على مواجهة الارث الاستعماري وإرث التبعية الذي يعد الكيان الإسرائيلي أبرز معالمه وآخر قلاعه في المنطقة.
مقارنة موقف الحكومة والأحزاب والمؤسسات التشريعية والتنفيذية في جنوب إفريقيا مصدر حرج كبير لدول التطبيع خصوصاً الموقعة على الاتفاقات الابراهيمية؛ فبريتوريا لم تكتفي بتخفيض تمثيل الاحتلال الدبلوماسي بل و تصدت إلى جانب الجزائر لمحاولات الكيان اختراق الاتحاد الافريقي عبر الحصول على مقعد مراقب فطردت وفده الكيان المحتل من قاعات المؤتمر قبل اسابيع قليلة في حين لازال قادة الكيان يحظون بالترحاب والتبجيل في العواصم العربية وبدعم ورعاية أمريكية .
جنوب افريقيا لا تقدم نفسها وسيطا بين الاحتلال والفلسطينين بل داعم ومتعاطف ؛ وهو موقف تجاوز السلطة في رام الله التي تتمسك تقف مكتوفة الايدي امام الاقتحامات والاغتيالات بتمسكها بالتنسيق الامني مع الاحتلال وبالمبادارت الامنية الامريكية لا حتواء المقاومة تحت عنوان التهدئة ؛ الى جانب سحبها مشروع ادانة الاحتلال والاستيطان من مجلس الامن واشتباكها مؤخرا مع المشيعين لجنازة الشهيد عبد الفتاح خروشة في نابلس.
ختاما .. موقف جنوب افريقيا من الاحتلال أحرج المطبعين والسلطة بوضع النقاط على الحروف لرفضه اتخاذ موقف الحياد او لعب دور الوسيط اذ صرحت على لسان حزب الحرية "بصفتنا مواطنين في جنوب أفريقيا، فإننا نرفض الوقوف مكتوفي الأيدي بينما تُرتكب جريمة الفصل العنصري مرة أخرى" .