الاجراءات العدائية اطلقها الكونغرس الامريكي من خلال طرح تشريع عنصري يلغي صفة "لاجئ" عن أحفاد اللاجئين الفلسطينيين، الامر الذي يقلص عدد اللاجئين من 6 ملايين لاجئ إلى نحو 800-900 ألف في ابادة قانونية لا مثيل لها في التاريخ لهوية شعب بأكمله.
الاجراءات الامريكية احادية الجانب المتوقع اتخاذها من قبل الكونغرس الامريكي لم تكن وليدة اللحظة او الفراغ؛ فأميركا تعد من اكبر الداعمين للكيان الفاشي المحتل، عبر المساعدات التي تفوق الـ 2 مليار دولار سنويا تقدمها للاحتلال الفاشي عبر الدعم العسكري والأمني والاستخباري الى جانب التبرعات التي يقدمها الامريكان المتطرفون للمستوطنين في الضفة الغربية، فضلًا عن سن قوانين وتشريعات تحول دون ملاحقة الاحتلال او الدعوة لملاحقته وادانته بحجج معاداة السامية كملاحقة حركة المقاطعة B.D.S.
الاجراءات الامريكية العدائية التي تستهدف الشعب الفلسطيني يقابلها دعاية امريكية تقودها الدبلوماسية الامريكية مفادها ان امريكا ترفض الاجراءات الاحادية الجانب وعلى رأسها إجراءات السلطة في رام الله التي سعت من خلالها طلب التصويت على قرار اممي في مجلس الامن لإدانة الاستيطان والمطالبة بتجريمه، علما ان اميركا الدولة الوحيدة التي ستتخذ اجراء احادي الجانب من جهتها لإعاقة القرار بالفيتو الامريكي خلافا للاجماع المتوقع داخل اروقة مجلس الامن.
ختامًا..
النفاق السياسي والدبلوماسي الامريكي الذي يشجع على قتل الفلسطينيين وابادتهم قانونيا وجسديا، وتهجيرهم من ارضهم وسلبهم حقهم بالعودة الى بلادهم لن تخفيه اللغة الدبلوماسية المنمقة او زيارات المبعوث الامريكي هادي عمرو لبلدة حواره في نابلس، فما حدث في حوارة نتاج غياب العقوبات الاممية على الكيان المحتل، ونتاج للفيتو الامريكي احادي الجانب، ونتاج الدعم الامريكي للفاشية الاسرائيلية؛ خلل لا يمكن معالجته إلا بإشراك القوى المقاومة والفاعلة في الساحة الفلسطينية في صناعة القرار الفلسطيني للتحرر من الضغوط الامريكية، الى جانب القوى الدولية المؤثرة كروسيا والصين وحنوب افريقيا والبرازيل، فهي قادرة على خلق التوازن مع الولايات المتحدة وسياساتها احادية الجانب المدمرة.