كاميلا هاريس حذرت الصين من تقديم الدعم والسلاح لروسيا في حربها في أوكرانيا؛ في حين حذر الأمين العام للناتو ستولتنبرغ من أنه في حال انتصر بوتين في أوكرانيا سيؤثر ذلك على القرارات والحسابات التي تجريها بكين في الجزء الذي يخصها من العالم، ملمحا الى إمكانية تكرار ما حدث في أوكرانيا في آسيا في إشارة منه لإمكانية غزو الصين لتايوان، داعيا لتزويد أوكرانيا بالأسلحة وتجاوز الهواجس والمخاوف المترتبة على تقديم طائرات حربية للرئيس الاوكراني زيلنسيكي والتي تحولت الى محور نقاش وخلاف جديد داخل الناتو.
في الوقت ذاته وامام هذه الحملة التي تركزت على الصين برز جون كيري كصوت للعقل بدعوة الإدارة الامريكية والصين لتجاوز ازمة البالونات بين البلدين؛ والعمل على تطوير التعاون فيما بين بكين وواشنطن خصوصا في مجال المناخ والطاقة البديلة.
المؤتمر ملئ بالتناقضات والصراعات، ويغلب على المتحدثين غياب اليقين تجاه ما يقولون او يفعلون كساسة ومسؤولين امنيين؛ فالخوف والقلق سيد الموقف في ميونخ والريبة والشك يكاد يلامس كل شيء داخل الغرف المغلقة والمنفتحة على الفضاء الإعلامي في ميونخ.
الشكوك والريبة تطال الحلفاء والشركاء في الناتو بفعل التقديرات المتباينة لما يمكن اتباعه من استراتيجيات والعواقب المتوقعة للسياسات المتبعة وقدرة الشركاء والحلفاء على الصمود.
انعدام اليقين في مؤتمر ميونخ تغذيه العديد من المسارات لعل ابرزها السياسات العدوانية الامريكية والأوروبية تجاه الصين وايران بل وتركيا وان كان في الخفاء وليس في العلن كحال ايران وروسيا، شكوك وريبة وانعدام يقين تغذيه الخلافات المتصاعدة في السر والعلن بين الحلفاء دخل الناتو والقارة الأوروبية حول الاستراتيجيات الواجب اتباعها في أوروبا والعالم.
ختاما.. رائحة الخوف والقلق التي تفوح من أروقة مؤتمر ميونخ ، لا تتعلق بالصين بل بقدرة الحلفاء على التماسك والصمود في مواجهة روسيا التي أبدت صمودا واستعدادا لمواصلة الحرب لعام اخر ما قد يشجع الصين وايران وتركيا ودول افريقية واسيوية على الانفتاح والتمرد على السياسة الامريكية والغربية بصورة أوضح واكثر جراءة.