الطريف في طلب ماكرون أن فرنسا لا علاقة لها بملف وراثة عباس، وأن هذا الملف بيد الولايات المتحدة الأمريكية والاحتلال الإسرائيلي، حتى الأطراف العربية المعنية بالملف الفلسطيني لن تستطيع فرض شخص على تل أبيب وواشنطن إذا استخدمتا الفيتو ضد ترشحه.
وزاد من الطرافة أن ماكرون منزعج من حقيقة أن لا شيء يتقدم، وأنه لا يمكن العثور على أي شخص من حول عباس.
وشدد دبلوماسي آخر على أن هناك صعوبات في إيجاد بديل عن محمود عباس بحسب مواصفات الإليزيه الذي يبحث عن شخصية تأتي بأفكار جديدة. فهناك شخصيات فلسطينية خارج المجال السياسي والمؤسسي لديها المكانة لخلافة عباس، لكنها لا تريد ممارسة السياسة، لأنها تعلم أن هناك عملية حزبية ستعيقهم.
سياسيون فرنسيون استغربوا طروحات ماكرون خصوصا أن باريس تفتقر للسلطة على الفلسطينيين لإخبارهم ما يجب عليهم فعله، معتبرين أن فرنسا يجب أن تتعاون مع الولايات المتحدة، لكن المشكلة تكمن في أن واشنطن ليس لديها أي مصلحة في إشراك باريس في عملية كهذه.
ماكرون يريد أن يحقق اختراقا في صراع عمره 100 عام تغيب عنه فرنسا بشكل كامل تبدو فيه نمر من ورق، أو فزاعة طيور لا "تهش ولا تنش"، فقط يريد أن يحدد من سيجلس في رام الله دون أن يقدم مبادة واضحة، وإنما اكتفى بتوبيخ وزيرة خارجيته كاترين كولونا مطالبا إياه بمبادرة لماذا؟ "لأنه سئم اللغة التي تستخدمها الدبلوماسية".
يبدو أن ماكرون سيبقى في حالة سأم طويلة لأنه ليس في بال وخاطر الأطراف المؤثرة في المنطقة.