أظن الجميع يعرف قصة المثل القائل " بين حانة ومانة ضاعت لحانا " ، على كلا سأخبركم بالقصة .
يقال بأن رجل وقور ومعروف بوقاره بين أهله ، تزوج بامرأتين واحدة اسمها "حانة" وأخرى اسمها " مانة " ، وكانت "حانة" صغيرة بالسن على خلاف "مانة" التي كانت تفوق الخمسين عاما .
كلما دخل الرجل الوقور على حجرة زوجته "حانة" تنظر الى لحيته وتنزع منها كل شعرة بيضاء فيها وتقول : " يصعب علي أن أرى الشيب يلعب بهذه اللحية الجميلة وانت ما زلت شابا . بينما كلما يدخل على زوجته الثانية " مانة " ، تنظر الى لحيته وتمسك فيها هي الأخرى وتبدأ بنزع كل شعرة سوداء فيها وتقول : " يكدرني ان أرى شعرا أسودا بلحيتك وانت رجل كبير السن جليل القدر والمكانة " .
بقي الرجل المسكين على هذه الحال ، واحدة تنزع الشعر الابيض واخرى تنزع الشعر الأسود ، الى ان جاء يوما فنظر فيه الى المرآة ، فوجد لحيته قد تناقصت الى حد التلاشي ، فقال بغضب عبارته الشهيرة التي صارت مثلا الى اليوم " بين حانة ومانة ضاعت لحانا " .
أنا لا أتحدث عن قصة لما قبل النوم ، انما أريد ان أتحدث عن شيء مهم جدأ في الدولة وللدولة ، هو هيبة الدولة ، فأشكال " مانة " و" حانة " كثر هذه الأيام ، وخوفي أن تضيع بينهما ليس " اللحى " انما الهيبة والوقار .
للعلم .... هيبة الدولة من هيبتنا جميعا .
المحامي خلدون محمد الرواشدة
Khaldon00f@yahoo.com