الشريط الإعلامي

هل سمم الاحتلال القائد خازم وكيف أدخل السم؟!

آخر تحديث: 2023-01-12، 09:24 am
علي سعادة
أخبار البلد-
 
يكاد أن يكون سيناريو مشابهاً لما جرى في وفاة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات (أبو عمار)، ولما جرى مع رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) سابقا خالد مشعل في عمان. وكما حدث في ظروف وفاة القيادي في "حماس" عمر البرغوثي بعد تسارع في تدهور وضعه الصحي، وكذلك ما حصل للقيادي وصفي قبها.

تسميم بطريقة جهنمية يصعب اكتشافها طبيا أو تحديد مصدرها، هذا ما يبدو عليه وضع العقيد الفلسطيني المتقاعد فتحي خازم "أبو رعد" المطارد من جيش الاحتلال الإسرائيلي والذي ظهرت عليه علامات المرض في تشرين الثاني الماضي، وفي هذه الأيام دخل في حالة صحية حرجة ومتقلبة.

ولم تستبعد عائلة العقيد المتقاعد وقوف أجهزة أمن الاحتلال خلف تردي الوضع الصحي له والذي يلاحقه جيش الاحتلال منذ أشهر، حيث عمل خازم على دعم المقاومة ضد الاحتلال في الضفة الغربية المحتلة وخاصة في مخيم جنين.

ويعاني المناضل فتحي من العديد من المشاكل الصحية مثل انتفاخ وتورم في مناطق مختلفة في جسمه، كما أجريت له عملية قسطرة في القلب، إضافة إلى التهاب في الدم. ويوجد حاليا في مستشفى الاستشاري العربي بمدينة رام الله.

ووفقا لآخر التقارير الطبية فإن حالته تشهد في بعض الأوقات تحسنا قليلا، وفجأة يسوء وضعه الصحي دفعة واحدة، وحتى اللحظة لم يتمكن الأطباء بعد إجراء العديد من التحاليل والفحوصات الطبية من تحديد السبب خلف تردي وضعه الصحي.

ولا نستبعد أبدا إمكانية قيام الاحتلال بتسميم أو إيصال أي عدوى أو فيروس أو غيره لجسد "أبو رعد"، ولا يستبعد أن يكون الاحتلال عبر أكثر من وسيلة، من بينها الجواسيس والعملاء، قد تمكن من تنفيذ عملية اغتيال صامت أو بطيء لـ"أبو رعد"، فوفقا للخبراء يمتلك الاحتلال القدرات العلمية والتكنولوجية التي تساعده في تنفيذ مثل هذه الجرائم التي يصعب كشفها.

وأثار تجاهل الاحتلال لتحركات "أبو رعد" في الفترة الأخيرة التكهنات بأنه هو من قام بتسميم "أبو رعد" عبر عميل قد يكون صافح أو لامس أو رش عطرا على العقيد المطارد، إذ أن العقيد يتحرك بسيارته حاليا وغادر جنين باتجاه رام الله، وكان بالإمكان اعتقاله بسهولة خلال تنقله في الطريق، فلماذا لم يعتقله الاحتلال وهو مطلوب لها وكانت تريد اعتقاله؟

واضح أن الاحتلال بعد أن ضمن تدهور حاله "أبو رعد" الصحية اطمأن أنه في طريقه إلى القضاء على حياته بطريقة هادئة ودون إحداث ضجة.

ويعد "أبو رعد" أيقونة وطنية، وسطع نجم خازم بعد تنفيذ نجله رعد في نيسان الماضي عملية إطلاق نار في شارع "ديزنكوف" بتل أبيب أسفرت عن مقتل 3 مستوطنين.

وعقب العملية ألقى أبو رعد خطابا أمام المتواجدين إلى منزله في جنين يؤكد صبره وصموده، ويدعو لمقاومة الاحتلال بكل الوسائل دفاعا عن المسجد الأقصى.

ومنذ ذلك الحين، واصلت قوات الاحتلال ملاحقته، حتى أصبح أبرز المطاردين لديها، نظرا لتأثيره الواضح على الحالة النضالية في جنين وعموم الضفة.

واستشهد عبد الرحمن، النجل الثاني لـ"أبو رعد"، في أيلول الماضي خلال اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال في مخيم جنين.

وفي أواخر تشرين الثاني الماضي، نقل "أبو رعد" إلى مستشفى برام الله إثر مرض ألّم به، وما زال منذ ذلك الحين يعاني من آثاره دون أن يتمكن الأطباء من تشخيص أسبابه.

ويستبعد نقله للعلاج في الأردن، إذ تؤكد السلطة الفلسطينية إبقاءه في المستشفى برام الله، بحجة أن العلاج الذي يتلقاه كافٍ.

يبدو المناضل الكبير أمام اختبار صعب جدا، ففيما يعلن الأطباء عن عجزهم عن تحديد سبب مرضه، تبدو أصابع وبصمات الاحتلال بالتعاون مع العملاء وربما عملاء التنسيق الأمني، واضحة في هذه الجريمة التي ندعو الله عز وجل أن يشافي ويعافي الرمز الوطني الفلسطيني، وأن ينجيه من براثن هذا العدو الذي لم يوجد عدو بعنصريته وجرائمه على مر التاريخ.