المتغيرات السياسية والديمغرافية للمستوطنات الإسرائيلية.... الهدف والمآلات

المتغيرات السياسية والديمغرافية للمستوطنات الإسرائيلية.... الهدف والمآلات
أخبار البلد -  
اخبار البلد - 

الجيتو هو منطقة يعيش فيها مجموعة من الناس طوعا اوكرها ويعتبر أيضا شكل من اشكال رسم الحدود الجغرافية بين المستوطن وصاحب الأرض، كان ينطبق هذا على اليهود في دول العالم طوعيا، الصورة هنا مغايرة وهو ان يبقى الشعب الفلسطيني في ارضه وفي مناطق مغلقة ومعزولة عن بعضها البعض، لا يسمح لابنائه بالخروج الا بتصاريح خاصة، وقد استخدم هذا المصطلح المشار اليه في الحالة الافريقية عندما تم رسم حدود فعلية شبيهة بما هو الان في مناطق الضفة الغربية، بحيث يبقى الافارقة في مناطق معزولة نهائيا عن البيض، وهو المستعمر الأوروبي الذي قدم من أعالي البحار طمعا في اقتصاد افريقيا وتسخير شعبها في خدمته، المشابهة العجيبة بين الاستيطان في افريقيا والاستيطان في الضفة الغربية قريبا لحد ما من بعضه من حيث تلاقي المصالح الاقتصادية واستغلال الايدي العاملة، فضلا عن مفهوم اخر للاستيطان الذي يترجم على الأرض اليوم وهو الاستيطان الرعوي في فلسطين، الهدف سياسي لفرض امر واقع على الأرض، لقد حمل مستوطنو شبيبة التلال على عاتقهم استغلال الأرض في الضفة الغربية شمالا وجنوبا مع حرمان أصحابها من رعي اغنامهم، وقد استخدموا شتى أصناف العقاب، منها مصادرة اغنامهم واعتقال أصحابها وتقديمهم للمحاكمة تحت بند أراضي مصادرة او لأغراض امنية وحارس أملاك الغائبين.
لهذا يواجه المزارع الفلسطيني صعوبات جمة في رعي اغنامه وفلاحة ارضه، ليجد نفسه امام معضلة حقيقية تضطره للبحث عن أماكن رعوية أخرى بعيدا عن بطش المستوطنين المحميين من جنود الاحتلال، لقد سجل في السنوات السابقة خروقات امنية للمستوطنين ضد الفلاح الفلسطيني حتى يومنا هذا، منها إبادة المواشي ومصادرتها أحيانا، وقلع الأشجار المثمرة وخصوصا أشجار الزيتون، كما يحدث في شمال الضفة الغربية بشكل مستمر.
الهدف المعلن من هذه الحرب الضروس ضد رعاة الأغنام خاصة والمزارع الفلسطيني عامة هو تحقيق هدف استيطاني خبيث، وجعل المستوطن متفوقا عليه من حيث الدعم العسكري وحماية جنود الاحتلال له، فهذا الأسلوب الإقصائي العنصري جعل من مقومات صمود المزارع الفلسطيني كالقابض على الجمر، وقد قال هرتزل في كتابة (دولة اليهود) يجب تأصيل المستعمر الغريب وتغريب المستعمر الأصلي، بهذا النهج الاحلالي العنصري اطلق العنان للمستوطنين ليعيثوا في الأرض فسادا وخرابا، اذن هنالك تعليمات للمستوطنين صارمة من الحاخامية الدينية تتمثل في النيل من الشعب الفلسطيني وارضه، مدعوما بقيادته السياسية والعسكرية يقول ارائيل شارون رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق بان احتلال الأرض لا يكفي لغرض السيادة الإسرائيلية على فلسطين، بل ان الحضور اليهودي الفعلي على الأرض هو الضمان الأكيد.
الفلسفة التفكيكية وتأويل النص شبع بها قيادات الصهيونية، صهيونية المنتمية الى اليمين الإسرائيلي المتطرف التي اولت النص حسب معتقدها ارض الميعاد وشعب بلا ارض لأرض بلا شعب، هرتزل مثلا كان ضد الدين، لكن استخدمه مطية لتحقيق غرضه وهو استعمار فلسطين، حفاظا على الهوية القومية الصهيونية، وجاء بعده شارون ونتنياهو بنفس النهج والفكر، اما اليسار في إسرائيل الخجول والذي كان مخالفا لسياسة اليمين واليمن المتطرف في إسرائيل، يجد نفسه اليوم في أحضان اليمين، وان ثمة طفرة فكرية حصلت له في السنوات السابقة فأصبح قريبا من التعصب الديني التوراتي في إسرائيل رغم الاختلاف في الطرح الأيدولوجي.
فهذا التحول الفكري جعل اليسار الذي يمثل الحمائم في الدرك الأسفل من الخارطة الحزبية في إسرائيل وبهذا النقلة الفكرية فقد كثيرا من مناصريه والداعمين له، فالكل الصهيوني انصهر في بوتقة واحدة يعمل جاهدا على طمس هوية وجود الشعب الفلسطيني، ومحو مقترح حل الدولتين، والمبتغى هو السيطرة على الضفة الغربية كاملة تحت مسمى إعادة التوازن ومبدأ تبديد الديمغرافية الفلسطينية في الضفة الغربية، والذي يشكل فيه المستوطنون نسبة قليلة مع حجم الفلسطينيين، ما تريده حكومة الاحتلال هو ابراز مفهوم القومية اليهودية في الضفة الغربية بحيث يطغى العنصر اليهودي اكبر من خلال مصادرة الأراضي، وجلب عناصر صهيونية تحل محل السكان الأصليين وتبني العنف أسلوبا للبطش والتهجير والقتل وغيره.
لقد لعب صعود اليمين الإسرائيلي دورا كبيرا في دعم حركة الاستيطان في الضفة الغربية، ومصادرة الاف الدونمات بحجج امنية وعسكرية، ونتيجة هذا الدعم ارتفع عدد المستوطنين في الضفة الغربية بدون القدس من 198 الفا الى 441 الفا عام 2019 موزعين على اكثر من مئة وثلاثين مستوطنة في جميع انحاء الضفة الغربية، ما تروم به إسرائيل زيادة حجم الاستيطان التوسعي، حسب نظرية راتزل الجيوبولتيكية، لا توجد حدود صلبة البقاء للأقوى فالدولة كائن عضوي يكبر وتزداد احتياجاته باستمرار، وان الحدود اشبه بجلد الكائن العضوي الذي يجب ان يتمدد باستمرار مع نموه، وهو المفهوم البيولوجي للحدود، والذي يعرف الحدود بأنها متحركة تعتمد على احتياجات الدولة، فان كبرت الدولة وزادت احتياجاتها زادت من رقعتها على حساب الدولة المحيطة، وفعلا هذا النهج الذي تسير عليه إسرائيل بخطى حثيثة وهو المحافظة على كتل المستوطنات الكبرى والمحافظة على القدس الكبرى من خلال التمدد في مدينة القدس ومحيطها.
لقد اعتبر تيار اليمين الديني النصر الذي حققته إسرائيل عام 1967 مساعدة من الرب، في تجميع اليهود من منافيهم وتطبيق حلم أرض إسرائيل الكاملة. ومن أجل ذلك أسست بعد عام 1974 حركة غوش إيمونيم بقيادة الحاخام تسفي يهودا كوك (ابن الحاخام الرئيسي لإسرائيل الذي أصدر فتوى دينية بشرعية دولة إسرائيل قبل عام 1948 والأب الروحي للمفدال)، بهدف الاستيطان في أية منطقة بالضفة الغربية، وفرض حقائق على الأرض تحدد في نهاية المطاف الحل الذي يجب أن يكون، وهو خلق أغلبية يهودية في الضفة الغربية مع إجبار الفلسطينيين على الرحيل منها وقامت حكومات إسرائيل باتباع سياسات ممنهجة ومشجعة لهجرة المستوطنين لضفة الغربية بمنح مكافآت ومحفزات اقتصادية، لرفع مستوى المعيشة لديهم، وفي الفترة الأخيرة صنفت المستوطنات في أراضي 67 على انها مناطق تطوير لها حق الأفضلية عن غيرها.
الثابت ان عملية ضم الضفة الغربية مستمرة بنهج توراتي ادواته حكام إسرائيل بجميع اطيافهم الحزبية والايدولوجية، وتلعب الدعاية الانتخابية للكنيست الإسرائيلية دورا مهم للترويج لتطويق الضفة الغربية والتي كانت عصية على هذا المخطط، لهذا فشل قادة الاحزاب في إسرائيل في تشكيل حكومة حسب القانون، و التي شهدت خلال سنوات قليلة خمس عمليات اقتراع فكان برامج جل الأحزاب المتنافسة هو المد الاستيطاني وزيادته والامعان في اذلال الشعب الفلسطيني، فنحن مع سباق استيطاني مرعب في ظل صمت عربي واسلامي، وموجة تطبيع عربي مع اسرائيل، يبقى الرهان على تشبثنا بالأرض رغم ما يمارس ضدنا من قهر وتنكيل.

شريط الأخبار 120 ألفا أدوا صلاتي العشاء والتروايح في الأقصى 8 مليارات دقيقة مدة مكالمات الأردنيين في 3 أشهر العيسوي يشارك في تشييع جثمان مدير المخابرات الأسبق طارق علاء الدين "نُفذت بسلاح السلطة".. كشف هوية منفذ عملية الأغوار هؤلاء هم أطفال غزة! المقاومة الفلسطينية تعجز جيش الاحتلال قوات الاحتلال أعدمت 200 فلسطيني داخل مستشفى الشفاء مستشار قانوني: جميع مخالفات قانون العمل مشمولة بالعفو العام ارتفاع الإيرادات المحلية أكثر من 310 ملايين دينار خلال العام الماضي البنك الدولي يجري تقييما لشبكة خطوط تغذية الحافلات سريعة التردد في الأردن جيش الاحتلال يعلن إصابة 8 جنود في معارك غزة الأردن وإيرلندا يؤكدان ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الداعي لوقف إطلاق النار في غزة اختفاء صحفية في غزة يثير القلق.. ومطالب بالكشف عن مصيرها تحويلات مرورية مؤقتة على طريق المطار فجر السبت الزميل الصحافي أسامة الرنتيسي يدرس الترشح للانتخابات النيابية اكتظاظ مروري وأزمات سير خانقة في معظم شوارع العاصمة عمّان العرموطي يوجّه سؤالا نيابيا للحكومة عن الخمور ضاغطة نفايات تخطف سيدة وطفلها بشهر رمضان في الأشرفية القوات المسلحة وبمشاركة دولية تنفذ 5 إنزالات جوية على غزة مركز الفلك الدولي يحدد أول أيام عيد الفطر