لن أقوم بدور الواعظ ،ولكنني سأتحدث بحقائق تدمي وتؤلم إن لم يتم الوقوف على حيثياتها ؛قبل أيام ركبت الحافلة وكان السائق يدور المذياع وإذ ببرنامج على محطة أردنية يتم خلاله استضافة متخصصون من دار الإفتاء دعوت الله أن يبطئ السائق ليتسنى لي سماع البرنامج بأكمله الاتصال الأول والثاني وتداعت الاتصالات وتهافتت الأسماع حول السؤال والإجابة وكأنهم يستمطرون الغيث من السماء فراعني اتصال بعض الأوانس حيث قالت للشيخ : يا سيدي الشيخ نحن خمسة أخوات عند والدنا وهو شيخ كبير لا يستطيع الإنفاق علينا ولم تتزوج ولا واحدة منا فقد أصبحنا عوانس ، أما من دعاء ليفرج الله كربنا ....
تألمت كثيرا عندما طرحت قضيتها وكما هو كان الشعور نفسه عند الشيخ وقال لها ستسمعين الإجابة أي بنيتي ... كم تألمت للفظ كلمة عانس في مجتمعنا الأردني ، ما بين العانس من الصبايا والعازف من الشباب مقابل العنوسة حيث يقولون شاب عازف وفتاة عانس! إني أستهجن هذا اللفظ الذي عودنا أسماعنا عليه .
لماذا يتواجد في الأردن حسب الإحصائيات أكثر من مئة ألف عانس ؟؟؟ لماذا انخفضت معدلات المواليد ؟؟؟ لماذا ارتفعت معدلات الطلاق؟؟؟ كل هذه الأسئلة تحتاج لإجابات من الدولة ؛ليس لأننا لا نملك الإجابة لا بل لاتخاذ التدابير اللازمة للوقوف على هذه المعضلة وناهيكم عن ارتفاع معدل البطالة بالأردن .. والله لأنني صرت أكره كلمة أكثر حيث هذا الفعل تميز به الأردن على المستوى العالمي ، يقولون أكثر نسبة متعلمين بالوطن العربي في الأردن مقارنة مع عدد السكان .
أكثر شعب مثقف هم الأردنيون .
أكثر دولة تفتقر للماء على الصعيد الأسيوي هي الأردن.
أكثر دولة تمتلك موارد بشرية شابة هي الأردن .
أكثر دولة فيها غلاء معيشي هي الأردن حيث تحتل المركز الثالث عربيا .
أكثر دولة تقتني أجهزة خلوية مقارنة مع عدد السكان هي الأردن .
وكم من أكثر سأعدد لكم ستسأمون اسم التفضيل أكثر ... الفقر، البطالة، العنوسة ،والعزوف. هذا هو واقع الحال عند الشباب في الأردن ، كيف ستحل الدولة مشكلة العنوسة ؟؟ هل ستطرح حلولا منطقية؟
هل تفكر أصلا بالمشكلة ؟لا أدري ماذا ينقص الفتاة الأردنية
تعليم فهي تنافس مثيلاتها في الدول الأوروبية حيث ترقى لأعلى الشهادات
الجمال ... الأردنيات جميلات الخلق والخلق .وبلا سيليكون وتجميل ..
الأصل ... كلهن ن أصول ومنابت متجذرة في الوطن كلهن بنات عشائر وأصول ماذا ينقص الفتاة الأردنية ؟ لماذا تبقى تنتظر وإلى متى ؟؟ إلى أن يفوتها قطار الزواج والأمومة
هل ستبقى عبئا على ذويها ؟ونحن نعرف بأن الحياة هذه الأيام تكاليفها لا تطاق فلا طاقة لأي أب بأن يقوى على التحمل ؟؟
ما مصير المئة ألف اللواتي أدركهن قطار الزواج ؟
ما أراه هو اهتمام أبناء جلدتي بالمرأة اللبنانية والسورية والغربية .مع مبررات لهم لا تغني ولا تسمن من جوع
يتسلحون بكلمات فارغة مثلا كلمة النصيب . الظروف المالية والأردنية تريد طلبات لا يمكن توفيرها برأيي حجج لا يقبلها عاقل انظروا إلى بعض الدول العربية مثلا تمنع زواج الفتاة من غير بلدها على سبيل ذلك اليمن يمنع فيها زواج الفتاة من غير بلدها وقلما يحصل العكس ؟؟
لا تعجبوا فقد رأينا ونرى كل يوم مصاهرة البعض بغير الأردنيات .فلنرحم أنفسننا ونستر بناتنا وأخواتنا بالقليل من التفكير والمهر والتدبير ولا تدري البركة أين ؟
هل الفتاة التي تحضر من أوروبا هي أفضل ؟ ما المقومات التي عندها وتفتقر لها فتياتنا الأردنيات....فلايغرنكم أيها الشباب ... ليس كل ما يلمع ذهبا .... في نهاية الأمر نقول هذه خصوصية ونحترمها ولكن التذكير واجب ومن الدين
من هنا أتمنى على كل شاب أردني أن يعيد تفكيره وليكن جادا في اختيار شريكة حياته ولتكن الأردنية لأنها عروس على طبق من ذهب في التربية والعلم وكل ما يتمناه الشاب فلتكن اختيارك الأول ......والله من وراء القصد