مؤامرة على القمح.. هل المجتمع الأردني زراعي؟

مؤامرة على القمح.. هل المجتمع الأردني زراعي؟
أخبار البلد -   أخبار البلد-
 

لا شك أن نظرية المؤامرة لها مريدوها، فكثيرون ما زالوا يعتقدون أن فيروس كورونا مؤامرة، رغم أن منهم من أُصيب أو مقربا منهم مات بسبب الفيروس.

هذه القناعة، يسوقها من يعتقد أن ثمة مؤامرة على زراعة القمح في الأردن، وأن بالإمكان زراعته وتحقيق الاكتفاء الذاتي.

وهذا يقود للسؤال، هل الأردن دولة زراعية؟ ثمة من يعتقد أن المجتمع الأردني زراعي منطلقا في حكمه على ما كان في الماضي عندما كان الاعتماد على الزراعة بشقيه النباتي والحيواني طاغيا.

لكن ثمة تغييرا كبيرا طرأ على المجتمع وتركيبته، فعدد السكان تضاعف وبقفزات مفاجئة، ومناخ ذلك الزمن ليس كما هو اليوم، والأراضي القابلة للزراعة كانت متوفرة بكثرة بالمقارنة مع عدد السكان وقبل الزحف العمراني الجائر.

يبلغ عدد سكان المملكة اليوم أكثر من 11 مليون نسمة، وتبلغ مساحة الأراضي القابلة للزراعة نحو 9 مليون دونم، بما يعادل 10% من المساحة الكلية للأراضي، وهذه المساحات تحتاج للمياه، فموازنة الأردن من المياه تبلغ نحو مليار متر مكعب سنويا، تستهلك الزراعة نصف الموازنة، ما يعني استحالة زراعة مساحات كبيرة من القمح الذي يحتاج لكميات كبيرة من المياه.

الأردن، ثاني أفقر دولة في العالم من حيث المياه، ويجب الاعتراف أن ثمة فشلا متعاقبا فيما تعلق بمشاريع المياه. لذلك من دون الماء أو التكنولوجيا التي تساعد على تقليل استهلاك المياه، فإن الزراعة ستظل تعاني.

وعليه، يمكن القول إن المملكة ليست دولة زراعية، ومن يتحدث عكس ذلك يعيش في جلباب الماضي وذكرياته التي لن تعود، والدليل أن ثمة من كان يتحدث بإيجابية كبيرة، مثلا، عن كميات انتاج البطيخ ونوعيته في «مزارع البعل» أيام زمان، والسؤال أين هي الزراعة البعلية اليوم؟، وما هي نسبة مساهمتها في الناتج الزراعي العام؟.

ما يعني أن لا مؤامرة على زراعة القمح، ومن يرى غير ذلك محتجا بتوفر المساحات الكبيرة للأراضي، فهي موجودة نعم، لكن كم نسبة الصالح منها للزراعة وزراعة القمح تحديدا؟ وكم نسبة الهطول المطري الذي تأثرت بفعل التغير المناخي الذي بات العالم أجمع يعاني منه؟.

ليس ذلك معناه أن نتخلى عن الزراعة بكل تأكيد، بل يهدف إلى ضرورة حل المشكلات المحيطة بالزراعة وتحديدا المياه، وتوفير التكنولوجيا القادرة على تخفيف الاعتماد على المياه وعلى انتاج محاصيل لا تستهلك كميات كبيرة من المياه وأخرى جديدة يطلبها السوق الدولي، وتشكل قيمة اقتصادية مضافة.

ثمة اهتمام ملكي بالزراعة، وثمة متابعة ومراقبة لاستراتيجية وزارة الزراعة للنهوض بالقطاع، وهو قطاع استراتيجي لا يمكن التخلي عنه، لارتباطه الوثيق بالأمن الغذائي، ويمكن تعظيم الفائدة الكبيرة منه ورفع نسبة مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي، حيث النسبة اليوم مازالت متواضعة جدا وتقل عن 6 في المئة.

في المحصلة، ليس من مصلحة أحد التآمر على القمح، ومجتمعنا ليس مجتمعا زراعيا، بل إن ما يعتقده كاتب هذه السطور أن مشكلة الاقتصاد في الأردن أن لا هوية له، كأن نقول إنه صناعي أو زراعي أو تجاري أو خدماتي، كما في كثير من دول العالم.

القمح، كمحصول استراتيجي مهم، لكن كلفته على مخزون المياه عالية، ويمكن العمل على توسيع انتاجه إذا تم حل مشكلة المياه، لكن إلى ذلك الحين؛ يمكن التركيز على محاصيل أقل استهلاكا للمياه وأكثر فائدة للاقتصاد.

شريط الأخبار البوتاس العربية" تهنّئ المنتخب الوطني لكرة القدم بحصوله على لقب وصيف كأس العرب الملكة تشكر النشامى.. "أداء مميز طوال البطولة" الملك يشكر النشامى.. "رفعتوا راسنا" «لدورهم في 7 أكتوبر»... تحركات إسرائيلية لإعدام 100 من عناصر «القسام» وزير التربية: إرسال مسودة قانون وزارة التعليم وتنمية الموارد البشرية لمجلس النواب الشهر المقبل المنتخب الوطني وصيفا في كأس العرب بعد مشوار تاريخي ولي العهد والأميرة رجوة وعدد من الأمراء يساندون "النشامى" في ستاد لوسيل الإعلان عن تشكيلة "النشامى" في نهائي كأس العرب أمام المغرب القريني يكشف مصير مباراة الأردن والمغرب دور شراب الشعير في علاج حرقة البول مجمع الضليل الصناعي خبران هامان عن الشقاق وحمد بورصة عمان تغلق على ارتفاع بنسبة 0.56 % الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي الأحد المقبل الأردن على موعد مع الانقلاب الشتوي - تفاصيل وزير المالية: النظر في رفع الرواتب خلال موازنة 2027 صوت الأردن عمر العبداللات يمثل الأردن في ختام بطولة كأس العرب 2025 "شركة التجمعات الاستثمارية" لغز الاقالة سيعيد الشركة للمربع الأول مبادرة "هَدبتلّي" تصنع الفرح في الشارع الأردني وبين الجمهور والنوايسة: الشماغ رمز أصيل للهوية الوطنية يعكس لباسه معاني الشموخ خطط واجراءات حكومية قادمة من رئاسة الوزراء مستثمر أردني يقع فريسة عملية تهريب اموال يقودها رئيس وزراء لبناني أسبق