بدأت مصر الخميس الفائت 21 يوليو/تموز أعمال الصبة الخرسانية لأول وحدة نووية في محطة الضبعة التي تضم 4 مفاعلات، بقدرة إجمالية 4 آلاف و800 ميغاواط، بواقع 1200 ميغاواط للمفاعل الواحد.
اللافت في الأمر؛ أن الاحتفاء بصب الخرسانة استبق زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مصر بثلاثة أيام، وبمشاركة المدير العام لمؤسسة (روس اتوم) الروسية، أليكسي ليخاتشوف، وسفير روسيا لدى مصر، وعدد من كبار مسؤولي الدولة، وكبار قيادات الشركات المصرية والعالمية العاملة بالمشروع.
الإعلان عن إحراز تقدم مهم في مشروع الضبعة النووي بالشراكة مع شركة روس اتوم الروسية، وإطلاق لافروف لجولته الافريقية بدءاً من القاهرة؛ حمل دلائل مهمة للطرفين المصري والروسي، فالعقوبات على موسكو والصراع في أوكرانيا لن يقف عائقاً أمام تطوير العلاقات الروسية المصرية.
لم يقتصر لافروف على إطلاق جولته الافريقية التي تشمل إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من القاهرة، بل أرفقها بتصريحات تؤسس لهيكلة العلاقة من خلال منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
لافروف عبّر عن هذا التوجه بترحيبه "باهتمام المصريين بالحصول على وضع شريك في منظمة شنغهاي للتعاون"، معلناً أن اتخاذ القرار بهذا الشأن سيكون في القمة الجديدة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سبتمبر/أيلول القادم، كما رحب في الوقت ذاته بمشاركة مصر في عمل قمة "بريكس+" في يونيو/حزيران الماضي بقيادة الصين.
موسكو كما هو واضح لم تصب خرسانة مفاعل الضبعة النووي دون أن تصب دعائم سياسية للعلاقات المصرية الروسية عبر مجموعة دول بريكس وشنغهاي، وعبر تقديم نفسها كوسيط ولاعب أساس في أزمة وادي النيل التي يعتبر سد النهضة الاثيوبي لبّها.
موسكو تسعى لاستعادة نفوذها ومكانتها في وادي النيل عبر تطوير علاقاتها بالسودان ومناجم الذهب فيها، وعبر الوساطة بين القاهرة وأديس أبابا، الأمر الذي دفع الادارة الامريكية إلى المسارعة في إرسال وفد أمريكي لمناقشة تطورات ملف سد النهضة، في محاولة لقطع الطريق على لافروف في وادي النيل الذي يضم مصر والسودان واثيوبيا.
أخيراً؛ فإن إعلان محكمة العدل الروسية حظر الوكالة اليهودية "سخنوت" المسؤولة عن تهجير اليهود الروس الى الكيان الإسرائيلي، وتسمين مستوطناته بالمهاجرين الروس في الضفة الغربية، ورفضها في الآن ذاته تقديم الفيزا لوفد الخارجية الاسرائيلية لمناقشة الملف مع المسؤولين الروس؛ يُعد أهم الرسائل التي سبقت لافروف للقاهرة، ذلك أنها موجهة لشعوب المنطقة قبل قادتها.
رسالة كشفت موسكو من خلالها عن إمكانات القوة الناعمة الكامنة التي تراهن عليها روسيا مستقبلا لتعزيز مكانتها في العالم العربي وافريقيا، في مقابل رسائل أمريكية بائسة بالحديث عن (ناتو شرق أوسطي) تقوده (إسرائيل) واتفاقات تطبيع لا تحظى برضى شعوب المنطقة وأغلب ساساتها، إذ تعزز الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية ولا تردعها في الضفة والقطاع وأراضي الـ48.
ختاماً.. خطاب لافروف أمام مجلس الجامعة العربية، وإشادته بالموقف المحايد للدول العربية وتأكيده سعي روسيا لتوفير الغذاء لمكافحة الجوع وصب خرسانته مفاعل الضبعة وحظر الوكالة اليهودية في روسيا، توضح طبيعة الأوراق التي تملكها روسيا في المنطقة كقوة فاعلة ومؤثرة.
اللافت في الأمر؛ أن الاحتفاء بصب الخرسانة استبق زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى مصر بثلاثة أيام، وبمشاركة المدير العام لمؤسسة (روس اتوم) الروسية، أليكسي ليخاتشوف، وسفير روسيا لدى مصر، وعدد من كبار مسؤولي الدولة، وكبار قيادات الشركات المصرية والعالمية العاملة بالمشروع.
الإعلان عن إحراز تقدم مهم في مشروع الضبعة النووي بالشراكة مع شركة روس اتوم الروسية، وإطلاق لافروف لجولته الافريقية بدءاً من القاهرة؛ حمل دلائل مهمة للطرفين المصري والروسي، فالعقوبات على موسكو والصراع في أوكرانيا لن يقف عائقاً أمام تطوير العلاقات الروسية المصرية.
لم يقتصر لافروف على إطلاق جولته الافريقية التي تشمل إثيوبيا وأوغندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من القاهرة، بل أرفقها بتصريحات تؤسس لهيكلة العلاقة من خلال منظمة شنغهاي للتعاون ومجموعة بريكس.
لافروف عبّر عن هذا التوجه بترحيبه "باهتمام المصريين بالحصول على وضع شريك في منظمة شنغهاي للتعاون"، معلناً أن اتخاذ القرار بهذا الشأن سيكون في القمة الجديدة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سبتمبر/أيلول القادم، كما رحب في الوقت ذاته بمشاركة مصر في عمل قمة "بريكس+" في يونيو/حزيران الماضي بقيادة الصين.
موسكو كما هو واضح لم تصب خرسانة مفاعل الضبعة النووي دون أن تصب دعائم سياسية للعلاقات المصرية الروسية عبر مجموعة دول بريكس وشنغهاي، وعبر تقديم نفسها كوسيط ولاعب أساس في أزمة وادي النيل التي يعتبر سد النهضة الاثيوبي لبّها.
موسكو تسعى لاستعادة نفوذها ومكانتها في وادي النيل عبر تطوير علاقاتها بالسودان ومناجم الذهب فيها، وعبر الوساطة بين القاهرة وأديس أبابا، الأمر الذي دفع الادارة الامريكية إلى المسارعة في إرسال وفد أمريكي لمناقشة تطورات ملف سد النهضة، في محاولة لقطع الطريق على لافروف في وادي النيل الذي يضم مصر والسودان واثيوبيا.
أخيراً؛ فإن إعلان محكمة العدل الروسية حظر الوكالة اليهودية "سخنوت" المسؤولة عن تهجير اليهود الروس الى الكيان الإسرائيلي، وتسمين مستوطناته بالمهاجرين الروس في الضفة الغربية، ورفضها في الآن ذاته تقديم الفيزا لوفد الخارجية الاسرائيلية لمناقشة الملف مع المسؤولين الروس؛ يُعد أهم الرسائل التي سبقت لافروف للقاهرة، ذلك أنها موجهة لشعوب المنطقة قبل قادتها.
رسالة كشفت موسكو من خلالها عن إمكانات القوة الناعمة الكامنة التي تراهن عليها روسيا مستقبلا لتعزيز مكانتها في العالم العربي وافريقيا، في مقابل رسائل أمريكية بائسة بالحديث عن (ناتو شرق أوسطي) تقوده (إسرائيل) واتفاقات تطبيع لا تحظى برضى شعوب المنطقة وأغلب ساساتها، إذ تعزز الاستيطان والانتهاكات الاسرائيلية ولا تردعها في الضفة والقطاع وأراضي الـ48.
ختاماً.. خطاب لافروف أمام مجلس الجامعة العربية، وإشادته بالموقف المحايد للدول العربية وتأكيده سعي روسيا لتوفير الغذاء لمكافحة الجوع وصب خرسانته مفاعل الضبعة وحظر الوكالة اليهودية في روسيا، توضح طبيعة الأوراق التي تملكها روسيا في المنطقة كقوة فاعلة ومؤثرة.