على مدى عامين دراسيين في الولايات المتحدة أثناء برنامج لـ English for Speakers of Other Languages (ESOL) لم نتعلم إلا الشيء القليل من قواعد اللغة الإنجليزية من إجمالي ما كنا نتعلم من محادثات وقراءة ومعاني كلمات وجمل وتركيبها!
وأتذكر بعدها عندما مارست تدريس اللغة الإنجليزية في مدارس خاصة لفترة من العمر، كيف كانت المناهج تحتم علي التركيز في تعليم التلاميذ قواعد اللغة بطريقة تفصيلية، وبما لا يعرفه أهل اللغة انفسهم في ذات المرحلة العمرية بمثل هذه الدقة!! وكم من جهود بذلت، وكم من طالب نفر من اللغة بسبب التركيز الشديد على هذه القواعد، مع معاناه الوقت الطويل لفهم قاعدة قد لا يستخدمها إطلاقا، وحتى لو استخدمها بطريقة خاطئة فلن يتأثر المعنى ولا إمكانية الفهم، وكان بإمكانه بنفس الجهد والتعب أن يحفظ ما يزيد عن خمسين كلمة ويكون أثرها أجدى وأعظم في نظرته للغة ونفسيته تجاهها!
وتزداد المعاناة النفسية في الاختبارات المصيرية كالثانوية العامة، بوجود بعض الأسئلة التي تفرق بين أمور صحيحة ولكنها مضحكة ولا يناسب التركيز عليها لطلاب غير ناطقين باللغة أصلًا، مثل أن ينتهي الحدث دون أن يترك أثرا، أو أنه انتهى قبل فترة قليلة، والفرق بين الاستطاعة والقدرة، وغيرها من فروقات لا تؤثر على جوهر المعنى!
ولذلك لو كنت صاحب القرار في تعليم اللغة الإنجليزية ووضع المناهج فلن يكون تدريس القواعد الا من خلال اللغة والمحادثة Grammar through language، ولجعلت 95% من المادة في معرفة كلمات جديدة وتركيبات وجمل تشعر المتعلم أنه اقترب من اللغة وتكسر حاجز الخوف لديه منها، بدل البقاء في رعب الخطأ في قاعدة ما.
قد لا تتصورون كم من السعادة التي ستصيب الطالب عندما يشعر انه بات قادرا على تركيب الجمل وفهم معنى كثير من الكلام، بسبب حصيلة الكلمات التي اختزنها في عقله واستخدمها في حياته!
وفي هذا الإطار، نستذكر منهجية بيرلتز (Berlitz) في تدريس الإنجليزية، والتي تقوم بما يشبه تعلم الطفل من والدته، وقد كان من بين أساليب تعليم القواعد، التي اضطررت الى تدريسها للتلاميذ، أن أضع القاعدة في جمل متنوعة، وأن اطلب منهم تكرار هذه الجملة أو تلك 20-30 مرة، بما يكسبهم ألفة مع القاعدة الصحيحة ومعرفة أن ما سواه خطأ، فعندما تقول للمتعلم:
He is writing …. He is looking …He is studying، فهو سيفهم أن أسبقية الحرف المساعد is للفعل في حالة المضارع المستمر تحتم اقترانه ب ing، ولا يقول: He is write …. He … he is studys.
ومن بين النصائح التي تقدم كذلك إلى المتعلم أن يعرض نفسه إلى الاستماع إلى اللغة الأجنبية بشكل كبير، وأن يبدأ بمواد سهلة، كأن يستمع الى الأخبار بالعربية، ثم يستمع إليها بالإنجليزية، وبعد أن يتقدم يمكن أن يفعل العكس، بما يجعل اللغة من أجمل المواد وأسهلها.
وعودة إلى كسر حاجز اللغة عند المتعلمين، أذكر أن بعض برامج تعليم الإنجليزية في الخارج تلزم المتعلم بالتحدث باللغة الإنجليزية فقط دون التحدث بلغته، بما يمكنه من كسر الحاجز، حتى لو كان البرنامج في شهر أو أقل، وتساعده على تجاوز رهاب اللغة الأجنبية xenoglossophobia والتعود على التحدث بها دون تردد!
إن هذه المسألة تحتاج إلى نقاش وقرارات رسمية جريئة من وزارات التربية ومدرسي وموجهي اللغة الإنجليزية وأولياء الأمور، بالاستفادة من هذه الأدوات وغيرها، مع معرفة ما الذي يحتاجه الطالب فعلا من هذه القواعد المملة في حياته، وما هي الأضرار التي قد تعود عليه مقابل الفوائد القليلة التي يحصلها بسبب التركيز المفرط عليها!
وأتذكر بعدها عندما مارست تدريس اللغة الإنجليزية في مدارس خاصة لفترة من العمر، كيف كانت المناهج تحتم علي التركيز في تعليم التلاميذ قواعد اللغة بطريقة تفصيلية، وبما لا يعرفه أهل اللغة انفسهم في ذات المرحلة العمرية بمثل هذه الدقة!! وكم من جهود بذلت، وكم من طالب نفر من اللغة بسبب التركيز الشديد على هذه القواعد، مع معاناه الوقت الطويل لفهم قاعدة قد لا يستخدمها إطلاقا، وحتى لو استخدمها بطريقة خاطئة فلن يتأثر المعنى ولا إمكانية الفهم، وكان بإمكانه بنفس الجهد والتعب أن يحفظ ما يزيد عن خمسين كلمة ويكون أثرها أجدى وأعظم في نظرته للغة ونفسيته تجاهها!
وتزداد المعاناة النفسية في الاختبارات المصيرية كالثانوية العامة، بوجود بعض الأسئلة التي تفرق بين أمور صحيحة ولكنها مضحكة ولا يناسب التركيز عليها لطلاب غير ناطقين باللغة أصلًا، مثل أن ينتهي الحدث دون أن يترك أثرا، أو أنه انتهى قبل فترة قليلة، والفرق بين الاستطاعة والقدرة، وغيرها من فروقات لا تؤثر على جوهر المعنى!
ولذلك لو كنت صاحب القرار في تعليم اللغة الإنجليزية ووضع المناهج فلن يكون تدريس القواعد الا من خلال اللغة والمحادثة Grammar through language، ولجعلت 95% من المادة في معرفة كلمات جديدة وتركيبات وجمل تشعر المتعلم أنه اقترب من اللغة وتكسر حاجز الخوف لديه منها، بدل البقاء في رعب الخطأ في قاعدة ما.
قد لا تتصورون كم من السعادة التي ستصيب الطالب عندما يشعر انه بات قادرا على تركيب الجمل وفهم معنى كثير من الكلام، بسبب حصيلة الكلمات التي اختزنها في عقله واستخدمها في حياته!
وفي هذا الإطار، نستذكر منهجية بيرلتز (Berlitz) في تدريس الإنجليزية، والتي تقوم بما يشبه تعلم الطفل من والدته، وقد كان من بين أساليب تعليم القواعد، التي اضطررت الى تدريسها للتلاميذ، أن أضع القاعدة في جمل متنوعة، وأن اطلب منهم تكرار هذه الجملة أو تلك 20-30 مرة، بما يكسبهم ألفة مع القاعدة الصحيحة ومعرفة أن ما سواه خطأ، فعندما تقول للمتعلم:
He is writing …. He is looking …He is studying، فهو سيفهم أن أسبقية الحرف المساعد is للفعل في حالة المضارع المستمر تحتم اقترانه ب ing، ولا يقول: He is write …. He … he is studys.
ومن بين النصائح التي تقدم كذلك إلى المتعلم أن يعرض نفسه إلى الاستماع إلى اللغة الأجنبية بشكل كبير، وأن يبدأ بمواد سهلة، كأن يستمع الى الأخبار بالعربية، ثم يستمع إليها بالإنجليزية، وبعد أن يتقدم يمكن أن يفعل العكس، بما يجعل اللغة من أجمل المواد وأسهلها.
وعودة إلى كسر حاجز اللغة عند المتعلمين، أذكر أن بعض برامج تعليم الإنجليزية في الخارج تلزم المتعلم بالتحدث باللغة الإنجليزية فقط دون التحدث بلغته، بما يمكنه من كسر الحاجز، حتى لو كان البرنامج في شهر أو أقل، وتساعده على تجاوز رهاب اللغة الأجنبية xenoglossophobia والتعود على التحدث بها دون تردد!
إن هذه المسألة تحتاج إلى نقاش وقرارات رسمية جريئة من وزارات التربية ومدرسي وموجهي اللغة الإنجليزية وأولياء الأمور، بالاستفادة من هذه الأدوات وغيرها، مع معرفة ما الذي يحتاجه الطالب فعلا من هذه القواعد المملة في حياته، وما هي الأضرار التي قد تعود عليه مقابل الفوائد القليلة التي يحصلها بسبب التركيز المفرط عليها!