اخبار البلد -
أنا لا ألوم متعهد الحفلات الذي أحضر محمد رمضان إلى الأردن ليقدم بعضا من تفاهته واستعراضاته التي يتعرض فيها لانتقادات في كل مكان، فالمتعهد في النهاية يبحث عن الربح، ولا تهمه أية اعتبارات أخرى.
ولا ألوم الفنان رمضان، فهو في النهاية يبحث عن زيادة أرصدته البنكية، وزيادة مساحة انتشاره عربيا وعالميا. كما لا ألوم الحكومة أيضاً، فهي لم تقل في برنامجها الوزاري أنها ستحافظ على القيم والتقاليد الأردنية، وليست وظيفتها تقييم أي فن يقدمه أي فنان.
لكن ألوم من ذهب إلى تلك الحفلة، وشاهد استعلاء الفنان رمضان على الجمهور، وشاهد فنه الذي لا يرقي إلى أي نوع من الفنون التي عرفها الإنسان الحديث، فهو ليس مغنيا وليس مقلدا وليس فنانا استعراضيا وليس راقصا، كما أنه ممثل من الدرجة الثانية.
ألوم كل من حضر الحفلة وألقى بمبلغ يصرف على عائلة لمدة شهر في سلة القمامة، سيسأله الله عنه يوم القيامة، فيمَ أنفقت كل هذا المال؟ لماذا أنفقته على رجل ظهر إلى المسرح بسيارة لامبرغيني مطلية بالذهب، قيمتها ربما تطعم قرية فقيرة في أي مكان على أرض مصر الحبيبة؟
ألوم من ذهب إلى الحفلة وهو يعرف تاريخ الفنان محمد رمضان، ولقاءه مع مطرب إسرائيلي في دبي، وهو يعرف أنه إسرائيلي، قام بلقاء تطبيعي موثق بالصور مع أعداء الأمة الذين يستبيحون المسجد الأقصى كل يوم، ويقومون بعمليات إعدام ميدانية علانية للفلسطينيين، ويقتلون الصحفيين على مرأى من العالم. ويعذبون آسرانا وحرائرنا.
كل ذلك لم يمنع هؤلاء من حضور الحفلة التي لم يفهم فيها شيء، فلا هي موسيقى تريح النفس والأعصاب، ولا هي كلمات يرقص المرء على وقع بيانها، ولا هو يمتلك صوتاً يجعلك تسبح في فضاء اللحن والصوت.
لماذا ذهبتم إلى هناك؟ ما هي المتعة التي حصلتم عليها من كل هذا العبث بالقيم والمبادئ الوطنية؟ أنا لا أسأل هنا، أنا فقط أعبر عن عجزي على الفهم واستيعاب ما جرى.