اخبار البلد -
قرر رئيس وزراء الاحتلال، ان تجري «مسيرة الاعلام» في البلدة القديمة وباب العامود بالقدس كما هو مقرر لها، أي انها ستمر في الحي الاسلامي رغم كل التحذيرات والتوقعات حول ردود الفعل الفلسطينية ضد هذه الحركة الاستفزازية. وقد اتخذت الحكومة الاسرائيلية وقوى ومؤسسات «الامن العام» عدة خطوات، وأمر قائد شرطة الاحتلال بنشر الآلاف من الوحدات والعناصر الأمنية والتأهب للمواجهة المتوقعة ضد هذه المسيرة التي يشارك فيها أعضاء كنيست من الليكود، وقد دعت اليها أساساً منظمة «لاهافا» المعروفة بعنصريتها وعدائها الشديد لكل ما هو فلسطيني.
اليوم الأحد هو موعد هذه المسيرة قد يكون يوماً هاماً وتاريخياً نتيجة المواجهات المتوقعة، وفيه يثبت شعبنا الفلسطيني انه لن يتساهل ازاء مثل هذه الاستفزازات التي تستهدف وجوده وحقوقه فوق أرضه وفي قلب عاصمتها التاريخية وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
من المتوقع ان يكون رد الاحتلال وقواته والمستوطنين المشاركين في هذه المسيرة عنيفاً للغاية وعدائياً لكل ما هو فلسطيني وتاريخي، ونأمل ألا يسقط الشهداء والجرحى نتيجة ذلك وان تؤدي ردود الفعل الوطنية هذه الى ايصال الرسالة الواضحة لكل اليمين المتطرف بأن شعبنا لن يتنازل عن حقوقه أو يقف صامتاً ازاء هذه الاعتداءات، وان المستقبل لنا مهما طال الزمان.
لكن الموقف الوطني المطلوب رسمياً ليس مجرد الإدانة والانتقاد والرفض، وليس مجرد الاشادة بمواقف شعبنا وتضحياته، وانما يجب على هذه القيادات التي تلتصق بكراسي الحكم، ان تدرك واجباتها وتعمل فعلياً لخدمة الوطن وقضيته، وفي مقدمة هذه الخطوات أمران في غاية الأهمية، الأمر الاول هو استعادة الوحدة بين غزة والضفة وذلك بإنهاء الانقسام البغيض الذي لا يخدم إلا الاحتلال، والامر الثاني وهو مكمل للأول ومرتبط به ارتباطاً قوياً، هو اجراء انتخابات رئاسية وتشريعية لانتخاب قيادات جديدة قادرة اكثر على استعادة الوحدة وخدمة القضية والدفاع عن الحقوق الوطنية ومواجهة اعتداءات الاحتلال وتوسعه بالاستيطان ومصادرة الارض ومحاولة تهجير المواطنين.
ان المسيرة الاستفزازية اليوم هي تعبير عن أطماع اليهود المتطرفين وهم الاغلبية في اسرائيل، ومخططاتهم لتأكيد السيطرة على القدس وتجاهل أية حقوق لنا، والرد بالتأكيد لا يكون بمجرد إصدار البيانات، وانما بالمواقف العملية التي تكررت المطالبة بها، وهي اجراء الانتخابات بأسرع ما يمكن وبدون البحث عن معيقات أو دوافع للماطلة.
والقدس بأهلها ستظل صامدة صابرة رغم كل ما يتعرضون له من اغراءات ومضايقات مادية وسياسية وعلى الاحتلال ان يدرك ان غطرسة القوة لن تستمر الى الأبد والتاريخ أكبر شاهد على ذلك، وان الحق لأصحابه وليس للمتغطرسين بالقوة التي لن تفيدهم الا مرحلياً...!!