من محاولات التحريض المكشوفة التي يتم الجوء اليها، تقديم الحركة الاسلامية في الاردن باعتبارها تمثل الاردنيين من اصل فلسطيني، وان الحركة تنتج ممثلين فقط في عمان واربد والزرقاء.
تلوين الحركة الاسلامية بلون سكاني معين، يراد منه القول ان الحركة الاسلامية او الاخوان المسلمين تحديدا هم اخر تنظيم متبقٍّ من التنظيمات الفلسطينية بعد مشاكل ايلول، وان استمرار الجماعة كان بسبب الخدمات ضد اليسار الاردني والتيار القومي، وضد بقية الاتجاهات، وان هذا التحالف ينبغي فكه اليوم، لاعتبارات اردنية ثم لاعتبارات اسرائيلية اقليمية لترابط الاخوان مع حركة حماس.
الكلام بالمناسبة غير دقيق، لان الاخوان المسلمين يضمون في عضويتهم اعضاء من كل المدن والقرى والبوادي، وقد نجح لهم ممثلون عن عشائر معروفة، بعدما حصلوا على الدعم على اساس عشائري وحزبي، كما ان الاستدلال بكون اغلب جسم الاسلاميين هو من الاردنيين من اصل فلسطيني فيما الرموز من عشائر معروفة، او شرق اردنيين، استدلال خاطئ، يمهد لتقديم الحركة باعتبارها فصيلا فلسطينيا يتوجب انهاؤه.
لعبة التقسيم الداخلي الى كتل سكانية، وفصائل تمثل كتلا، لعبة خطيرة جدا، ستودي بالبلاد الى انقسام اكبر، وبحيث يتم فرز البلد اليوم الى عشائر ومخيمات، والى اسلاميين يمثلون الكتلة التي تسمى بالفلسطينية، مقابلهم فصائل الموالاة، تحت مسميات خطيرة، امر يبعث على القلق الشديد، لان لعبة الانشطار واثارة الغرائز بين الناس، لعبة لن تؤدي الى سلامة البلد في نهاية المطاف.
الحركة الاسلامية لا يمكن حصرها في اطار وطني، لان الاخوان المسلمين في الاردن يقولون «آمين» اذا قرأ الاخوان المسلمين في المغرب او تونس الفاتحة، والعكس صحيح، وعلى هذا من العبث حصرهم في قالب تمثيل اصل معين فقط باعتبار انهم يريدون تخريب البلد، وحكمه، واللعب بمستقبله، وبالمقابل تحريض الفصائل الوطنية الاخرى.
ربما تنشط الحركة الاسلامية في مناطق محددة اكثر من غيرها، وعملت عبر جمعية المركز الاسلامي على سد النقص في خدمات لا تعد ولا تحصى، وهذا دليل على تراجع موقع الدولة ودورها، وليس دليلا على سرقة الاسلاميين لكتلة سكانية واختطاف تمثيلها، تحت العنوان الديني من تحرير فلسطين، الى المسيرات من اجل المسجد الاقصى.
الحكومات هي التي قسمت العرب الى عربين، وتركت الحركة الاسلامية تنشط في مواقع محددة، لتقدم الخدمات ولتأخذ الفراغ، وترتاح فيه، فيما اشغلت الاخرين من اهلنا من بقية مناطق المملكة في وظائف بسيطة لا تدر مالا، وتمنح قدرا من الوجاهة المفتعلة، التي لم تعد ترضي احدا اليوم.
بهذا المعنى، يمكن تحليل قصة القالب الذي تم الباسه عنوة للحركة الاسلامية باعتبارها تمثل الاردنيين من اصل فلسطيني، وباعتبار ان على اخرين مواجهتها تحت هذا العنوان، وهذه عناوين يراد افتعالها تعبيرا عن الضعف وقلة الحيلة في حل المشاكل، وكانت ابرز البروفات التحشيد الذي حصل ضد الناس على اساس الاصول والمنابت عند دوار الداخلية.
ثم لماذا يتم التعامل مع الناس والجماعات والرموز، على طريقة زواج المتعة، بحيث يتم استخدامهم في فترة، ثم تحديهم في فترة اخرى، ألم تقف جماعة الاخوان المسلمين تاريخيا مع النظام والدولة، واذا اخطأ الاسلاميون اليوم في بعض التصرفات، فهذا لا يسمح بالتفكير في خيار حل الجماعة، ولا في اشعال الحرب ضدهم، لان الدولة اخطأت ايضا في ادارة العلاقة مع مكون اساس من مكونات البلد.
بدلا من لعبة التلوينات والتقسيمات، مثل القول ان الاخوان المسلمين واجهة للفلسطيينين، وان حراك الكرك واجهة للبعثيين العراقيين، وان حراك الرمثا واجهة للمخابرات السورية، الى آخر القصص التي نسمعها وتؤدي الى تقسيم البلد وهدم بنيانه الوطني، على الحكومة والمؤسسات الاخرى التخلص من شعار فرق تسد، واعتبارنا كلنا اردنيين، ومخاطبتنا على هذا الاساس دون اتهام في النوايا، او تلوين ظالم لا يتفق مع الحقيقة.
اذا كانت الحركة الاسلامية تمثل الاردنيين من اصل فلسطيني فلماذا لم تنجح حتى الان في تحريك مخيم واحد من اصل ثلاثة عشر مخيما في الاردن، ضمن الحراكات؟! هذا دليل ساطع على فبركة القصة كلها، وعلى ان تلوينها بهذا اللون كان حل العجزة لاستثارة بقية مكونات شعبنا ضد بعضنا البعض.
لنصحُ من هذه الالعاب البهلوانية التي تدمر وحدة بلد عزيز، خيره في اعناقنا جميعا، ولا ينكره الا ابناء الحرام والجاحدون، وليتذكر الجميع ان لكل واحد فينا من شمالنا الى جنوبنا، لمسة بناء وعطف وحنو، على وجه البلد العزيز الذي لا يستحق الا الاكرام والدفاع عنه بالدم والروح, وغير ذلك صيد في الماء العكر، لا يليق بنا سواء كنا في الكرك او معان، او عمان او اربد، وما بينهما من مدن وقرى وبوادي ومخيمات.
الاخوان المسلمين تنظيم اردني، ومن فيه اردنيون، ومساحاته الحيوية متنوعة جغرافيا، واذا اردتم شن حرب على الاسلاميين بسبب الانزعاج منهم، فابحثوا عن قصة غير قصة حصرية التمثيل للاردنيين من اصل فلسطيني، لان الاردنيين من اصل فلسطيني يقولون ايضاً ان لا احد يمثلنا الا الدولة، فلا تلعبوا بنا في مرمى الصراع بينكما، فلسنا بكرة القدم بين اقدامكم.
تلوين الحركة الاسلامية بلون سكاني معين، يراد منه القول ان الحركة الاسلامية او الاخوان المسلمين تحديدا هم اخر تنظيم متبقٍّ من التنظيمات الفلسطينية بعد مشاكل ايلول، وان استمرار الجماعة كان بسبب الخدمات ضد اليسار الاردني والتيار القومي، وضد بقية الاتجاهات، وان هذا التحالف ينبغي فكه اليوم، لاعتبارات اردنية ثم لاعتبارات اسرائيلية اقليمية لترابط الاخوان مع حركة حماس.
الكلام بالمناسبة غير دقيق، لان الاخوان المسلمين يضمون في عضويتهم اعضاء من كل المدن والقرى والبوادي، وقد نجح لهم ممثلون عن عشائر معروفة، بعدما حصلوا على الدعم على اساس عشائري وحزبي، كما ان الاستدلال بكون اغلب جسم الاسلاميين هو من الاردنيين من اصل فلسطيني فيما الرموز من عشائر معروفة، او شرق اردنيين، استدلال خاطئ، يمهد لتقديم الحركة باعتبارها فصيلا فلسطينيا يتوجب انهاؤه.
لعبة التقسيم الداخلي الى كتل سكانية، وفصائل تمثل كتلا، لعبة خطيرة جدا، ستودي بالبلاد الى انقسام اكبر، وبحيث يتم فرز البلد اليوم الى عشائر ومخيمات، والى اسلاميين يمثلون الكتلة التي تسمى بالفلسطينية، مقابلهم فصائل الموالاة، تحت مسميات خطيرة، امر يبعث على القلق الشديد، لان لعبة الانشطار واثارة الغرائز بين الناس، لعبة لن تؤدي الى سلامة البلد في نهاية المطاف.
الحركة الاسلامية لا يمكن حصرها في اطار وطني، لان الاخوان المسلمين في الاردن يقولون «آمين» اذا قرأ الاخوان المسلمين في المغرب او تونس الفاتحة، والعكس صحيح، وعلى هذا من العبث حصرهم في قالب تمثيل اصل معين فقط باعتبار انهم يريدون تخريب البلد، وحكمه، واللعب بمستقبله، وبالمقابل تحريض الفصائل الوطنية الاخرى.
ربما تنشط الحركة الاسلامية في مناطق محددة اكثر من غيرها، وعملت عبر جمعية المركز الاسلامي على سد النقص في خدمات لا تعد ولا تحصى، وهذا دليل على تراجع موقع الدولة ودورها، وليس دليلا على سرقة الاسلاميين لكتلة سكانية واختطاف تمثيلها، تحت العنوان الديني من تحرير فلسطين، الى المسيرات من اجل المسجد الاقصى.
الحكومات هي التي قسمت العرب الى عربين، وتركت الحركة الاسلامية تنشط في مواقع محددة، لتقدم الخدمات ولتأخذ الفراغ، وترتاح فيه، فيما اشغلت الاخرين من اهلنا من بقية مناطق المملكة في وظائف بسيطة لا تدر مالا، وتمنح قدرا من الوجاهة المفتعلة، التي لم تعد ترضي احدا اليوم.
بهذا المعنى، يمكن تحليل قصة القالب الذي تم الباسه عنوة للحركة الاسلامية باعتبارها تمثل الاردنيين من اصل فلسطيني، وباعتبار ان على اخرين مواجهتها تحت هذا العنوان، وهذه عناوين يراد افتعالها تعبيرا عن الضعف وقلة الحيلة في حل المشاكل، وكانت ابرز البروفات التحشيد الذي حصل ضد الناس على اساس الاصول والمنابت عند دوار الداخلية.
ثم لماذا يتم التعامل مع الناس والجماعات والرموز، على طريقة زواج المتعة، بحيث يتم استخدامهم في فترة، ثم تحديهم في فترة اخرى، ألم تقف جماعة الاخوان المسلمين تاريخيا مع النظام والدولة، واذا اخطأ الاسلاميون اليوم في بعض التصرفات، فهذا لا يسمح بالتفكير في خيار حل الجماعة، ولا في اشعال الحرب ضدهم، لان الدولة اخطأت ايضا في ادارة العلاقة مع مكون اساس من مكونات البلد.
بدلا من لعبة التلوينات والتقسيمات، مثل القول ان الاخوان المسلمين واجهة للفلسطيينين، وان حراك الكرك واجهة للبعثيين العراقيين، وان حراك الرمثا واجهة للمخابرات السورية، الى آخر القصص التي نسمعها وتؤدي الى تقسيم البلد وهدم بنيانه الوطني، على الحكومة والمؤسسات الاخرى التخلص من شعار فرق تسد، واعتبارنا كلنا اردنيين، ومخاطبتنا على هذا الاساس دون اتهام في النوايا، او تلوين ظالم لا يتفق مع الحقيقة.
اذا كانت الحركة الاسلامية تمثل الاردنيين من اصل فلسطيني فلماذا لم تنجح حتى الان في تحريك مخيم واحد من اصل ثلاثة عشر مخيما في الاردن، ضمن الحراكات؟! هذا دليل ساطع على فبركة القصة كلها، وعلى ان تلوينها بهذا اللون كان حل العجزة لاستثارة بقية مكونات شعبنا ضد بعضنا البعض.
لنصحُ من هذه الالعاب البهلوانية التي تدمر وحدة بلد عزيز، خيره في اعناقنا جميعا، ولا ينكره الا ابناء الحرام والجاحدون، وليتذكر الجميع ان لكل واحد فينا من شمالنا الى جنوبنا، لمسة بناء وعطف وحنو، على وجه البلد العزيز الذي لا يستحق الا الاكرام والدفاع عنه بالدم والروح, وغير ذلك صيد في الماء العكر، لا يليق بنا سواء كنا في الكرك او معان، او عمان او اربد، وما بينهما من مدن وقرى وبوادي ومخيمات.
الاخوان المسلمين تنظيم اردني، ومن فيه اردنيون، ومساحاته الحيوية متنوعة جغرافيا، واذا اردتم شن حرب على الاسلاميين بسبب الانزعاج منهم، فابحثوا عن قصة غير قصة حصرية التمثيل للاردنيين من اصل فلسطيني، لان الاردنيين من اصل فلسطيني يقولون ايضاً ان لا احد يمثلنا الا الدولة، فلا تلعبوا بنا في مرمى الصراع بينكما، فلسنا بكرة القدم بين اقدامكم.
التاريخ : 06-01-2012