المقربون والعارفون بخالد مشعل، يذكرون أنه عندما جاء للأردن أول مرة بعد المنع، كان يظن أن شارع المطار سيمتلئ بالمستقبلين الذين سيرفعون اعلام حماس، وهناك من سيقرأ له ترحيبا به؛ يليق بأبهة الأبطال، ولا شك انه بذلك التخيل كان يعيش حلما جميلا، يراود أي بطل، لكنها نهاية لا ترتسم إلا بالأفلام، أو في شكل درامي لانتصارات تجار الأفيون، أو كدكتاتور القارة الأفريقية روبرت موغابي.
وبمناسبة العودة والتسريبات التي صدرت عن حتمية وصول مشعل إلى عمان هذا الإسبوع، يمكن القول ان مسألة الزيارة ستتم بشكل سريع، لا تعتبر إيذانا بالعودة أو رفع القيد، ولعل تصريحات رئيس الحكومة عن الخطأ الدستوري في أمر الخروج من الاردن كانت لها نتائج سلبية أكثر بكثير مما كانت تبتغيه التنصريحات من ترطيب الأجواء مع جماعة الإخوان والحكومة، وهو ما ادخل الحكومة في مأزق كانت في غنى عنه.
التسريبات التي تحوم حول عودة مشعل، تكشف عن قلق وامتعاض من الزيارة من مختلف دوائر القرار، ولكن الزيارة ستغطى بقميص التشارو بين الفصائل والقيادات الفلسطينية والذي يلي اجتماع الرباعية الدولية في عمان، وهنا تكون عمان مجرد أرضية حوار يشارك به مشعل، وبعد اللقاء التشاوري ستأتي طائرة قطرية بها مسؤول رفيع يرافق خالد مشعل إلى الدوحة.
الخيارات في الزيارة ستكون محدودة، والبقاء مطولا لن يتم، والنهاية التي يريدها انصار حماس لحالة الخروج الأول لن تنتهي بسفر العودة المبتغى الذي يريد الإخوان ان يسجلوا عبره انتصارا جديدا، بعدما آلت إليهم في شبه المؤكد جمعية المركز الإسلامي. وهذا خطأ الحكومة الثاني في مسألة العلاقة مع الإخوان والرهان عليهم.
السؤال الذي يرتسم محليا لماذا التهافت الحكومي على الإخوان، ولماذا يصور الإخوان أنفسهم أنهم الضحية أو الطرف الضامن لأي استقرار؟ وقد نجحوا في الفصل بين الحكومة واجهزة الدولة، في رأيي أن هناك تواطؤا ساذجا اقتنع بان الإخوان يواجهون نظاما كنظام مبارك او زين العابدين قبل الثورة، فتخيل ان المواجهة ستكون مماثلة، في حين ان خصم الإخوان ليس القصر ولا النظام السياسي، بل مجاميع وتيارات سياسية قومية ويسارية ترى ان مسألة توظيف الدين في السياسة مرفوضة بتاتا أو تختلف مع مسألة تفضيل الإخوان عليهم، فيما يروق للإخوان ذلك التفضيل على قاعدة «المفضول أولى من الأفضل».
لذلك، والحركة الإسلامية بغض النظر عن أصليتها او أصالتها او أنها مكون طارئ او غير طارئ، او راسخة الجذور أو وافدة متأسلمة، هي مثلها مثل أي حزب او مجموعة سياسية أخرى، لذا نحن بحاجة هنا إلى التذكر أن الإخوان هم من قبضوا أثمان مواقفهم مع كل الحكومات، وهو ما يعدينا لسيناريو 1989 عندما منحوا الثقة لحكومة مضر بدران مقابل السماح لهم بفتح جامعة خاصة مع تلبية مطلبهم بفتح كلية شريعة في جامعة اليرموك وإطلاق الحريات؛ وهم في ذلك حققوا مكسبا ذاتيا ووطنيا، يحسب لهم فيه نصيب ويؤخذ عليهم فيه نزر يسير من البراغماتية.
وبمناسبة العودة والتسريبات التي صدرت عن حتمية وصول مشعل إلى عمان هذا الإسبوع، يمكن القول ان مسألة الزيارة ستتم بشكل سريع، لا تعتبر إيذانا بالعودة أو رفع القيد، ولعل تصريحات رئيس الحكومة عن الخطأ الدستوري في أمر الخروج من الاردن كانت لها نتائج سلبية أكثر بكثير مما كانت تبتغيه التنصريحات من ترطيب الأجواء مع جماعة الإخوان والحكومة، وهو ما ادخل الحكومة في مأزق كانت في غنى عنه.
التسريبات التي تحوم حول عودة مشعل، تكشف عن قلق وامتعاض من الزيارة من مختلف دوائر القرار، ولكن الزيارة ستغطى بقميص التشارو بين الفصائل والقيادات الفلسطينية والذي يلي اجتماع الرباعية الدولية في عمان، وهنا تكون عمان مجرد أرضية حوار يشارك به مشعل، وبعد اللقاء التشاوري ستأتي طائرة قطرية بها مسؤول رفيع يرافق خالد مشعل إلى الدوحة.
الخيارات في الزيارة ستكون محدودة، والبقاء مطولا لن يتم، والنهاية التي يريدها انصار حماس لحالة الخروج الأول لن تنتهي بسفر العودة المبتغى الذي يريد الإخوان ان يسجلوا عبره انتصارا جديدا، بعدما آلت إليهم في شبه المؤكد جمعية المركز الإسلامي. وهذا خطأ الحكومة الثاني في مسألة العلاقة مع الإخوان والرهان عليهم.
السؤال الذي يرتسم محليا لماذا التهافت الحكومي على الإخوان، ولماذا يصور الإخوان أنفسهم أنهم الضحية أو الطرف الضامن لأي استقرار؟ وقد نجحوا في الفصل بين الحكومة واجهزة الدولة، في رأيي أن هناك تواطؤا ساذجا اقتنع بان الإخوان يواجهون نظاما كنظام مبارك او زين العابدين قبل الثورة، فتخيل ان المواجهة ستكون مماثلة، في حين ان خصم الإخوان ليس القصر ولا النظام السياسي، بل مجاميع وتيارات سياسية قومية ويسارية ترى ان مسألة توظيف الدين في السياسة مرفوضة بتاتا أو تختلف مع مسألة تفضيل الإخوان عليهم، فيما يروق للإخوان ذلك التفضيل على قاعدة «المفضول أولى من الأفضل».
لذلك، والحركة الإسلامية بغض النظر عن أصليتها او أصالتها او أنها مكون طارئ او غير طارئ، او راسخة الجذور أو وافدة متأسلمة، هي مثلها مثل أي حزب او مجموعة سياسية أخرى، لذا نحن بحاجة هنا إلى التذكر أن الإخوان هم من قبضوا أثمان مواقفهم مع كل الحكومات، وهو ما يعدينا لسيناريو 1989 عندما منحوا الثقة لحكومة مضر بدران مقابل السماح لهم بفتح جامعة خاصة مع تلبية مطلبهم بفتح كلية شريعة في جامعة اليرموك وإطلاق الحريات؛ وهم في ذلك حققوا مكسبا ذاتيا ووطنيا، يحسب لهم فيه نصيب ويؤخذ عليهم فيه نزر يسير من البراغماتية.