وظهر الشخص الذي يقول رواد مواقع التواصل إنه توفي ساجدا، وهو في حالة ثبات ومغطى بسجادة الصلاة، وبجانب جثمانه عدد من المصلين ورجال الأمن.
وانتشرت الصور على منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، وأبدي مغردون تأثرهم بالمشهد، واعتبروه حسن خاتمة للشخص المتوفي.
ونَعَى زوار وقاصدي المسجد النبوي الشريف بالمملكة العربية السعودية، مصليا سودانيا مقيما منذ عقود طويلة في المدينة المنورة، وكان أحد أشهر منظمي سفر إفطار الصائمين في الحرم المدني.
وبحسب صحيفة «البيان» الإماراتية، فإن الحاج مدني العلي كان يقيم في المدينة المنورة منذ أكثر من خمسة عقود، وبرز كأحد منظمي سفر الإفطار للصائمين، وهو طقس شهير في المكان المقدس يتسابق فيه المنظمون على دعوة الزوار للإفطار في شهر رمضان المبارك أو أيام الصيام الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن نايف الأحمدي، وهو ناشط في مجال التعريف بالمدينة المنورة، نعيه الحاج السوداني مدني، وقال عبر تويتر: «توفي بالمدينة المنورة المواطن السوداني الحاج مدني الرجل الإنسان الذي تعهد بإعداد موائد الصائمين، اللهم اغفر له وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله».
وذكرت الصحيفة أن الأحمدي كان قد نشر مقطع فيديو، عبارة عن تقرير تلفزيوني يتحدث عن سفر الإفطار، ويظهر فيه المنظم المعروف العم مدني كما يسميه رواد المسجد الشريف الذين اعتادوا الإفطار على سفره.
وسيفتقد زوار الحرم المدني، في رمضان الذي سيحل بعد نحو أسبوعين، الرجل المسن والنشيط في التنقل بين المصلين ودعوتهم للانضمام إلى السفرة التي ينظمها ويشرف عليها بنفسه منذ العام 52 عاما.
وفي خطبة اليوم، قال فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان ، إن كتاب الله من أصدق الحديث وأوثق العرى كلمة التقوى وخير الملل ملة إبراهيم وأحسن القصص كلام الله وأفضل الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ظلالة ، ثم أعلموا أن طاعة الله خير مغنم ومكسب ورضاه خير ربح ومطلب والجنة حفت بالمكاره وحفت النار بالشهوات قال تعالى ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز ) .
وأضاف إن من نعم الله وفضله ومنحه وعطائه أن شرع لعباده مواسم للخير والطاعات وضاعف لهم فيها الثواب والأجر على العبادات وحثهم على اغتنام الفرص وإعمار الأوقات والتعرض للنفحات والمسارعة إلى الطاعات ن فاستبقوا الخيرات وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها الأرض والسموات ، فعن محمد بن مسلمة الأنصاري رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” إن لربكم عز وجل في أيام دهركم نفحات فتعرضوا لها لعل أحدكم أن تصيبه منها نفحة لا يشقى بعدها أبدا ” .
وواصل الشيخ البعيجان الخطبة قائلاً إن شهر شعبان موسم مبارك من مواسم الطاعات ونفحة من النفحات فأكثروا فيه من القربات وتخففوا من أثقال التبعات وتوبوا من مقارفة المعاصي والسيئات ، شعبان توطئة لشهر رمضان شهر الصيام والقيام فهو مقدمة لركن من أركان الإسلام وهو من رمضان بمثابة السنن الرواتب من الفرائض تجبر الخلل وتكمل النقص وهو شعبان شهر الاستعداد والتأهب وتدريب النفوس وتمرين الأبدان وإصلاح القلوب فالارتياض يخفف المشقة ويزيد من النشاط والقوة ويعين على تذوق حلاوة الطاعات ولذتها فالاجتهاد في شهر شعبان هو سبيٌل معين للاجتهاد في رمضان .
وأوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الناس بالاستعداد لشهر رمضان فإنه شهر طاعة وعبادة يتطلب استقباله تنظيم الوقت وتهيئة النفس والإخلاص والعزم على الوفاء بحقه وصيانته والدعاء بإدراكه وتقبله وإن من أهم ما يستعان به على استقبال الطاعات التوبة والإنابة إلى الله والتخلص من الحقوق والتبعات والابتعاد عن الشبه والشهوات والاستغفار من الذنوب والخطيئات ، كما أن من أهم ما يستعان به أيضاً على استقبال رمضان التمرن على الطاعة فالنفس تحتاج إلى ريَّضة وتدرج ومقدمات وإلى سلم وممهدات فإن عدم التدرج قد يسبب الفتور وجموح النفس ويحرم من لذة العبادة وربما لا يستطيع المرء المواظبة والمداومة فيفوته بذلك خير كثير .
وأكد الشيخ البعيجان في خطبته أن نظام المملكة العربية السعودية حريص على تطبيق الشريعة الإسلامية وتوطيد دعائم الأمن والاستقرار وإرساء قيم العدل ومحاربة الإرهاب والفكر الضال وتبذل كل الجهود في سبيل أمن واستقرار المواطنين والمقيمين ولا تقبل أي مساومة تتعلق بالمساس بالأمن والاستقرار ، داعياً الله تعالى أن يحفظ هذه البلاد بحفظه ويكلأها برعايته ويحماها من شر الأشرار وكيد الفجار وأن يوفق ولاتها لكل خير اللهم اجعلها آمنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين.