تعددت وتنوعت أزياء الفنانين وصيحاتهم الغريبة في اللبس والتأنق على مر العقود، من شارب سلفادور دالي الغريب إلى قبعة رينيه ماغريت مرورًا بثياب فريدا كاهلو، وغيرهم كثيرون، ظهر الفنانون كأشخاص يتمتعون بالموهبة وسعة الخيال ويعانون منها أيضًا.
ويختلف المحللون فيما بينهم حول الدافع الذي يجعل الفنانين أكثر ميلا لارتداء ثياب فظة أو غريبة والظهور أمام الناس بأشكال وهيئات مختلفة عن المألوف، إلا أن التفسير الوحيد المنطقي الذي يمكن أن يفسر تلك النزعات هو أن الرسام أو الفنان يرى جسده مساحة يُمكن أن يُعمل فيها فنه.
فريدا والجماليات المكسيكية
تظهر الرسّامة المكسيكية فريدا كاهلو (Frida Kahlo)، التي عاشت ما بين 1907 و1954، على نفس المنوال فكانت إحدى الفنانات اللاتي عُرفن بأزيائهن الغريبة. كانت كاهلو تعاني من شلل الأطفال وهو الأمر الذي أبطأ كثيرًا من حركتها، إلا أنها فقدت القدرة على الحركة تماما، بعدما صدمتها سيارة وهي تعبر الطريق وتركتها تعاني من شلل نصفي بقية حياتها.
أزياء كاهلو التي جمعت بين الألوان الحارة والجريئة والنقوش الثرية والمتعددة كانت محاولة منها للتعويض عن البهجة والسعادة التي تفتقر لهم في حياتها الشخصية.
كذلك أرادت كاهلو الظهور بثياب مستوحاة من الثقافة الشعبية المكسيكية لا من دور الأزياء العالمية، بسبب معارضتها الواضحة والصريحة للسياسات الإمبريالية الأوروبية والأميركية. كانت كاهلو في هذا الصدد كمن ضرب عدة عصافير بحجر واحد؛ فأتت ثيابها مفعمة بالأنوثة والبهجة والخصوصية الثقافية في آن واحد.
شارب دالي التجاري
كان الرسام الإسباني سلفادور دالي (Salvador Dali)، الذي عاش ما بين 1904 و1989، واحدًا من أبرز الرسّامين السرياليين على مدار القرن العشرين. وقد امتاز بشارب أثار تعجب النقاد والمعجبين؛ فالرسّام الذي عُرف بالغرور الشديد والعجرفة أطلق شاربًا بطول الأنا النرجسية التي تمتع بها.
اتفق العديد من النقاد أن سبب غرور دالي المفرط هو والدته التي كانت تمدحه طوال الوقت، في حين كانت علاقته بوالده سيئة ومتوترة. وأن نرجسيته الشديدة هي ما دفعته نحو هذا الشارب الأيقوني حيث كان يستخدم الشمع طوال الوقت ليُبقي شاربه منتصبًا.
وبالفعل، ظل شاربه كذلك لنحو 30 عامًا.
"الشارب هو جزء كبير من زِيّ دالي بوصفه فنانا غريب الأطوار"، وفق قول المؤرخ الفني ميشيل إلسون روز.