أخبار البلد ــ ليس للأفكار حدود، ولا حواجز، إنها تحلق عالياً، وذلك يشبه تماماً فكرة النهضة التي تنطلق بلا شروط وقيود، وتستشرف المستقبل، وتحرز التقدم في جميع المجالات، تقدماً أساسه الابتكار، وعماده التضامن والعمل بروح الفريق الواحد.
من هذا المنطلق، وبعد عام من العمل مع العديد من القيادات النسائية، تقف شبكة نساء النهضة في المؤتمر الأول للشبكة الذي عقد السبت 8 كانون الثاني/ يناير 2022 لعرض المنجزات ومناقشة الطموحات وآفاق المستقبل. وفي الحديث عن أهمية المؤتمر، قالت المديرة التنفيذية لمنظمة النهضة العربية للديمقراطية والتنمية (أرض)، سمر محارب: "إن الحوارات والنقاشات الحماسية التي تمخض عنها المؤتمر لربما تكون بمثابة الضوء الذي سينير لنا الطريق في العام الحالي وما يليه"، مؤكدة أن المؤتمر يهدف لتقييم المرحلة السابقة والاستفادة منها للتطوير، وتقييم حجم رأس المال البشري الذي نمتلكه، والسُبل الأفضل للاستثمار فيه.
جاءت فكرة إنشاء شبكة نساء النهضة عام 2018، ضمن خطة التطوير والتغيير التي أطلقتها منظمة النهضة العربية (أرض). وفي عام 2019، كانت البداية بلقاءات ومبادرات متفرقة في أنحاء المملكة ضمت نساء قياديات من مختلف الخلفيات والتخصصات عملن على تعزيز قيم التماسك والتضامن المجتمعي وساهمن في التصدي في عام 2020 للجائحة، وغيرها من قضايا أثرت على مجتمعاتهن.
وفي نيسان 2021، تأكدت ضرورة العمل على مأسسة شبكة نساء النهضة لتضم سيدات من مختلف القطاعات، لتكون الشبكة منبراً للتغيير والحوار والتواصل بين النساء لتبادل الخبرات وتعزيز أدوارهن في مجتمعاتهن، والعمل معاً نحو نهضة المرأة في الأردن والعالم العربي. هذا وتنوعت أنشطة المرحلة التجريبية للشبكة، التي تناولت القضايا الجدلية على الساحة المحلية وألقت الضوء على إنجازات المرأة الأردنية في مجالات متعددة.
في المؤتمر الأول لشبكة نساء النهضة، بدا الاتفاق بين الأعضاء واضحاً على أن ما يجمعهن من آمال وآلام وقضايا مشتركة أكبر بكثير مما يفرقهن من اختلافات فكرية. حيث عملت الشبكة على تعزيز الوجود الإعلامي الإيجابي للنساء، وطرح مواضيع ملحة على الساحة الوطنية من وجهة نظر المرأة، كما سلطت الضوء على الفرص والتحديات التي تواجه المرأة في قطاعات عديدة؛ السياسة والصحة والدراما والرياضة والنقابات المهنية، واستمزاج آراء الخبراء في ذلك.
كان المؤتمر بمثابة عصف ذهني للمقترحات والنشاطات والخطوات العملية للمرحلة القادمة، ربما كان أهم ما جاء فيه هو التأكيد على عدم حصر نشاطات الشبكة بقضايا النساء فقط في المرحلة القادمة، بل الاشتباك مع القضايا الاستراتيجية ونبض الشارع وكل ما يجري على الساحتين الأردنية والعربية، ولعل الأهم النهضة المجتمعية، لأن النهضة مصطلح كبير تنطوي تحته كل متطلبات الحياة، وتحقيقها يتطلب الإنجاز والمتابعة الدائمة لكل مجالاتها.
المشاركات أكدن أن المرأة في الأردن والعالم العربي وخلال كل مشاريع النهوض كانت تعاني من تجاذبات السياسة والدين والأزمات المتتالية من حروب وكوارث وفقر وضعف سياسات الحماية الاجتماعية. كما أكدن على ضرورة بذل المزيد من الجهد مطلوب لتوحيد الأولويات والمطالب، وإيصال الصوت لصناع القرار لإحداث التغيير المطلوب.
كما شددت المشاركات على أهمية الشبكة والتشبيك في رفع وتيرة العمل النسوي والتضامن والاستناد إلى العمل المؤسسي والتنظيم المجتمعي لتأطير العمل وتوحيده وتعزيز الجهود التي تبذلها النساء جنباً إلى الجنب مع الرجال بطريقة أكثر رسمية ومهنية، مع البعد عن مواطن الاختلاف والنأي عن اختصار قضايا المرأة على مواضيع الأحوال الشخصية، وتوسع مطالباتها لكل ما يهدد أمنها وأمن مجتمعها المعيشي والإنساني.
خلص المؤتمر إلى بذل مزيد من الجهود نحو المأسسة، وقياس الأثر بشكل تتابعي لرصد التقدم المحرز في مساندة المجتمع والأسرة وحماية كرامة المرأة، وإتاحة الحوار والتجديد فيه مع كل مكونات المجتمع.