على طريقة مشي النجوم وتختلهم في المهرجانات الفنية وهم يختالون على السجادة الحمراء التي تقصفها عدسات الصحافة والمصورين بريقا ووميضا، وتتناقل ألسنة المندوبين والأعلاميين بنهم حركات الفنانين بـ»التكة» كان العام 2011 عام السجادة الحمراء للشعوب العربية بامتياز..
هو مهرجان المسير نحو الحرية نحو المصير، السجادة لم تكن فارسية بالضرورة ولا منسوجة من أفخم الخيوط لكنها محبوكة بخيوط الدم والأعصاب ومرصوفة في درب من آمن بالحرية حقا لا اكتسابا ..
الصور التي وثقت اللحظات التاريخية والشعوب تعبر السجادة الحمراء قد تعد بالملايين، ولم تتبارز الشعوب حينها بأحدث الأثواب وقصات المصممين، ولم تعط الشعوب حركات الظهر الاستعراضية لالتقاط أدق الاطلالات وتوثيق نتائج الحميات الغذائية التي كان النجوم يتبعونها من أجل أطلالة تلك الدقائق على تلك السجادة الحمراء...
أطفال ونساء وشيوخ وشباب عبرو سجادة العروبة الحمراء هذا العام، وأموا نحو تكسير الأصنام السياسية، وأقسم ان لو قرأت لي أهم عرافة بنيويورك أن في عام 2011 سيحصل لهؤلاء الزعماء ما حصل من قتل واغتصاب وحرق وخلع لسحبت دولارتي ومضيت نحو أقرب متجر !! فمن يصدق يا جماعة أن هذا كله حصل في أقل من عام ؟!!
ما كان لخيال عربي اعتاد أن يمشي الحيط الحيط وسلم أن مكان الرأس هو بين الرؤوس وقولة يا قطاع الرؤوس أن يجنح نحو هذه السيناريوهات التي كادت ان تكون أشبه بالخيال العلمي بل السياسي لو قيلت قبل 1/1/2011
مهرجان دام وصاخب وتراجيدي كان يحتاج لرعاة لاشك.. رعاة من الحقيقيين من الكتاب والمثقفين والشعراء والرسامين وكل من كان يتقن عمله بدءأ من ذاك الأسكافي الذي دق كعب ذاك الشاب الذي أعد عدته من حب الحياة ونوى أن يسري حجيجا معتصما مرتديا روحه على كتفيه وقدماه ضاربة بالأرض ..حتى ذاك الخياط الذي نسج آلاف الأعلام واليافطات ..وذاك الطباخ الذي بث في عين القدر «لإيلاف قريش إيلافهم « .. وتلك السيدة التي ودعت وحيدها وقرة عينها ومسحت جبينه بثالوث الصليب وهو يودعها في طريقه لقول كلمة حرية يراد بها حرية ..
لكل الأستديوهات السياسية التحليلية التي أندلعت منذ ان أشعل دولة «البوعزيزي» النار في جثته حتى تاريخ نشر المقال ..أرجوكم أقبل أيديكم توقفوا عن تشويه فرحتنا ودس الاشواك في أشواقنا للعروبة الجديدة والوسوسة بأن الوطن العربي تحت مؤامرة.. فلو كانت الحرية مؤامرة فأنا أول المتأمرين، ولو كان الوقوف في وجه صنم خيانة أنا أول الخائنين..
ما حصل هونضوج ثمرة تفاحة عربية لا شرقية ولا غربية ..وليست «نيوتينية» .. تفاحة سقطت بفعل جاذبية الحرية وتضخم كتلة الظلم وتناسبت طرديا مع الكتلة ..
بصراحة أنا «بلطجية» في حب الحرية .. و»شبيحة» جدا في صون حقي في الحرية، ولو نسيت دقيقة أن حق الحياة صنو حق الحرية؛ لتملكني «فلول» نظامي الأزلي وطالبوا بخلعي فحينها لا أستحق الحياة. وأقول أن شاء الله لو كان «القرد» هو بادئ تلك الثورات فلا أبالي!
أرجوكم أرفعوا الأعناق عاليا...ليست مشكلتنا ان أعناقهم قصيرة !!
فخامة الشعب العربي يمشي على السجادة الحمراء !
أخبار البلد -