التقى رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة نظيره المصري الدكتور مصطفى مدبولي، بمقر الحكومة المصرية في العاصمة الإدارية الجديدة، في إطار زيارته الرسمية لمصر بهدف تعزيز فرص التعاون الثنائي بين البلدين، ليعدُ أول استقبال مصري لمسؤول رسمي في المقر الجديد.
وترأس الخصاونة ومدبولي اجتماعاً شهد استعراض كافة عناصر مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، بما شمل خطوات التنفيذ في هذه المرحلة ومعدلات الإنجاز، والآفاق المستقبلية للمشروع، وتم التحاور والتناقش بين مسئولي الجانبين حول التجربة المصرية فى هذا المشروع.
وعبّر الخصاونة، عن مشاعر الود التي دوما ما يلمسها والترحيب الكبير من جانب المسؤولين في جمهورية مصر العربية، وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، وجميع أعضاء الحكومة، موجها الشكر بالإنابة عن الوفد المرافق له، وكذلك عن الدبلوماسيين الأردنيين الذي يعيشون على أرض مصر على حسن الاستقبال، وكرم الضيافة الذي يلقونه من جانب المسؤولين المصريين.
وقال رئيس الوزراء إنني أستطيع القول بالإنابة عن الدبلوماسيين الأردنيين إنهم يشرفون بالعيش على أرض الشقيقة جمهورية مصر العربية، وأن هذا الشعور كان يختلجه أيضا عندما كان مندوبا دائما للأردن في جامعة الدول العربية لمدة 5 سنوات، وكذلك عندما كان سفيرا لبلاده في مصر.
وأكد أن هذا التمثيل الدبلوماسي للمملكة يختلف كثيرا عن كل أنماط التمثيل الدبلوماسي في أي مكان آخر، حيث إنه يشعر بأنه خرج من بلده ليأتي إلى بلده أيضًا، وبأن الأبواب المصرية مفتوحة أمامنا دوماً، وهذا ما نشرُف به ونستشعره جميعا في الأردن، بدءا من صاحب الجلالة الهاشمية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مرورا بكل مسؤولي الحكومة الأردنية والدبلوماسيين، وأيضًا شعبيْنا الشقيقيْن.
وأشار الخصاونة أن لمصر مكانة كبرى في قلب جلالة الملك عبد الله والأردن؛ قيادة وشعبا، كما تحظى مصر بمكانة الشقيقة الكبرى في قلب كل مواطن أردني.
ولفت إلى العلاقة الطيبة التي تجمعه بالدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، مؤكدا اعتزازه بهذه العلاقة، كما عبر عن اعتزازه أيضًا بالعلاقة الطيبة ومشاعر الأخوة مع اللواء محمد أمين، الذي لم يبخل عليه بالنصيحة، وقدم له يد العون في الأمور التي تطلبت ذلك، كما لم يبخل عليه بالمشورة الطيبة.
وتطرق إلى اللقاء الذي جمع بين قيادتي البلدين؛ الملك عبد الله ابن الحسين، والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، منذ ما يزيد على الشهر ونصف الشهر، وحضره كل من رئيسي وزراء البلدين، مشيرا إلى أنه جرى الحديث بين قيادتي البلدين، في هذا اللقاء، حول التجربة المصرية الرائدة في تنفيذ المشروعات القومية الكبرى، ولاسيما المشروعات الإنشائية، وكان الحديث منصبًا بصفة أساسية على مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والذي اعتُمد كنموذج مصري، والذي لم يكن سوى حبر على ورق في 2016، لكن ذُهلت اليوم وأنا أرى هذه المشروعات العملاقة، ونحن نغبطكم على ما وصلت إليه العاصمة الإدارية الجديدة من مراحل متقدمة.
كما عبر عن انبهار جميع مرافقيه من حجم البنية التحتية الذى يتم تنفيذه حاليا في ربوع مصر، والمستوى المتقدم للغاية الذي يتم تنفيذها به، وخاصة الطرق والمحاور الكبرى الجديدة المؤدية إلى العاصمة الإدارية، ونحن نحاول أن نستدعي ونستفيد من هذه التجربة العملاقة، ولا سيما في ضوء التحديات التي تواجه المدن الكبرى في المملكة الأردنية، ومنها العاصمة عمّان ومدينة الزرقا، التي أصبحت الزيادة السكانية مضطردة بها، والتي من المتوقع أن تتطلب أن ننتقل إلى مركز حضري.
وفي السياق، أشار الخصاونة إلى أن الانتقال إلى مركز حضري جديد في المملكة الأردنية يتطلب توفير إطار ممكن وجاذب، مؤكدا أن النموذج المصري شجع على إقامة هذه الأنماط العمرانية الناجحة، مستغلاً بشكل أساسي المورد الطبيعي السيادي للدولة وهو أراضي الدولة وتنمية قيمتها لتصبح تجربة ناجحة في إطار استدعاء الاستثمار بعد ذلك، وارتفاع القيمة العقارية لهذه الأراضي، بعد تطوير الخدمات الأساسية والبنية التحتية من قبل الدولة.
وقال: نرى اليوم برؤى العين نموذجاً فيه إنجاز واضح ملموس ومثير للإعجاب، ونود أن نتعلم من هذه التجربة ونستفيد منها، موجها كل الشكر لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي عبر لأخيه جلالة الملك عن كل الاستعداد لوضع التجربة المصرية الناجزة والمستمرة أمامنا لنستفيد منها ولنستطيع أن نوائم عناصرها، ونستفيد من الخبرات المصرية في مجال المشروعات الكبرى.
وكان رئيس الوزراء المصري رحّب، في مستهل الاجتماع، بزيارة رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة للعاصمة الإدارية الجديدة، باعتبارها أول زيارة لمسؤول عربي على هذا المستوى للاطلاع على المشروع، وبما يؤكد متانة التنسيق بين الأردن ومصر والحرص على تبادل الخبرات والاستفادة من التجارب في كلا البلدين الشقيقين.
وأشار رئيس الوزراء المصري إلى استراتيجية التخطيط والتمويل والتنفيذ، التي يقوم عليها مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، والمرافق والأحياء الحكومية والسكنية والثقافية والخدماتية التي يتضمنها، ليكون بمثابة مدينة متكاملة على مساحة تبلغ 170 ألف فدان، ويشرف على تنفيذها هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة والقوات المسلحة المصرية.
وأشار مدبولي الى أن العاصمة الادارية الجديدة تخلق طفرة حقيقية من خلال ما يسمى "مدن الجيل الرابع” والمدن الذكية، فكل مناطق العاصمة الإدارية الجديدة وخدماتها وبنيتها الأساسية، وكافة المباني الرئيسية بها تدار بمنظومة ذكية بالكامل، حيث تم العمل على مجموعة كبيرة من موظفي القطاع الحكومي في التدريب ورفع الكفاءة وبناء القدرات، ليشكلوا فريق مؤهلا ينقل الخبرات والمعلومات لبقية العاملين في الوزارات والمؤسسات الحكومية، التي ستنتقل جميعها إلى مقارها في العاصمة الادارية الجديدة.
كما قدّم وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الدكتور عاصم الجزار عرضاً تفصيليا عن المشروع منذ بدء تطبيق فكرته، مروراً بإنجاز مراحل البنية التحتية واحتياجات الخدمات العامة وإنشاء العديد من المرافق والمقار الحكومية التي تعمل اليوم وتوفير الفرص الاستثمارية للقطاع الخاص. ولفت إلى حجم الإنجاز في المشروع وأبرز المعالم والمرافق التي تم الانتهاء منها، وتطلع مصر لتحقيق نقلة في العاصمة الادارية الجديدة لتكون مركزا اقتصاديا ورياديا إقليميا جاذبا من خلال التكامل مع المحاور اللوجستية والربط في شبكة النقل والطرق مع المنافذ البرية والبحرية والجوية، وتوفير مدينة المعرفة ومراكز الأعمال.
وقام الخصاونة ومدبولي بجولة ميدانية شملت أبرز المشروعات والمرافق والمعالم التي تتضمنها العاصمة الإدارية، قدّم خلالها المعنيون شرحاً حول هذه المشروعات وسير العمل فيها ومستوى الإنجاز والمراحل المستقبلية للمشروعات التي منها ما هو قيد الإنشاء. وشملت الجولة الحي الحكومي الذي يضم مقار الوزارات والمؤسسات الحكومية وحي المال والأعمال ومقر مجلس النواب والمركز الثقافي الإسلامي، وغيرها من المرافق التي يتم إنجازها داخل حرم العاصمة الإدارية الجديدة.
وحضر الاجتماع وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس يحيى الكسبي ووزير الدولة لشؤون رئاسة الوزراء الدكتور ابراهيم الجازي ووزير العدل الدكتور أحمد زيادات، والسفير الأردني في القاهرة أمجد العضايلة، ومدير عام شركة المساهمات الحكومية وعدد من المدراء العامين، وعن الجانب المصري الدكتور عاصم الجزار، وزير الاسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، واللواء محمد أمين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون المالية، واللواء إيهاب الفار، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وعدد من مسؤولي الوزارة والهيئة وجهاز العاصمة الإدارية الجديدة، وممثلي شركة العاصمة الإدارية وعدد من مستشاري رئيس الوزراء.