بعد انقطاع دام 3 فصول دراسية عن التعليم الوجاهي بسبب جائحة كورونا، تأتي الوعود الحكومية بعودة المدارس مجدداً مع بداية العام الدراسي 2022/2021.
الوعود تأتي بعد تجارب غير مريحة للمواطنين؛ حيث تم أخذ قرار العودة للتعليم الوجاهي بداية العام الدراسي 2020/2021 في شهر 10 من العام السابق وبعد دوام لمدة قصيرة جدًا تراجعت الحكومة عن قرارها وحولت التعليم من مباشر الى عن بُعد، وكانت حجتها أن الأردن دخل في موجة كورونا جديدة وأن الأرقام بدأت ترتفع ولا سبيل للسيطرة على هذه الموجة إلا بمنع التجمعات والاختلاط، وبما أن المدارس أكثر مكان لهذا النوع من الاختلاط فإن التعليم عن بعد هو الحل.
هذه الوعود – بالعودة للتعليم الوجاهي- تأتي ونحن نشهد ظروفا متشابهة لبداية الفصل الاول الدراسي من العام الماضي؛ حيث إننا نلاحظ دخول المملكة في موجه كورونا جديدة، فالأرقام في تزايد ونسب الإصابات ترتفع والحكومة على لسان وزير الصحة قالت إننا دخلنا في موجة ثالثة جديدة.
وبما أن الظروف متشابهة والوعود متشابهة فإن التوجس من أهالي الطلبة هو سيد الموقف؛ فلسان حالهم يقول: سندفع أقساط المدارس وبدل المواصلات وبعدها ستأخذ الحكومه قراراً مستخدمةً قانون الدفاع وتوقف التعليم الوجاهي.
الحكومة أخذت قرارات حاسمة حول موضوع الإغلاقات وقدمت نموذج (الصيف الآمن) والعودة للمدارس والتعليم الوجاهي في شهر أيار من هذا العام، ووضعت تدرجا للفتح بدءاً في شهر حزيران كمرحلة اولى وانتهاءً بشهر أيلول لفتح كل القطاعات، ووضعت شرط تطعيم 4.5 مليون شخص بحلول شهر أيلول وذلك شرط اساسي لفتح المدارس بالذات والعودة للتعليم الوجاهي.
لكن من خلال التتبع لحملة التطعيم والتي تعاني من عدم الاقبال، وبذلك عدم الوصول للمأمول وهو 4.5 مليون شخص -حيث لغاية الآن حصل 2.2 مليون شخص فقط على جرعتين -وهذا قبل 28 يوما فقط من بداية شهر أيلول.
كل هذه التناقضات تقف امام الحكومة – وكذلك أهالي الطلبة -وتشكل هاجسا لفتح المدارس، فالحكومة تقوم بطمأنة الأهالي بأنها ذاهبة للتعليم الوجاهي، حيث قامت بعمل حملة لتطعيم المعلمين ونجحت في تحقيق نسبة 80 %، وتقوم الآن بعمل حملة جديدة لتطعيم الاعمار من 12-18 عاما وذلك لتخفيف نسب الاصابات بين هذه الفئات، وكذلك تؤكد باستمرار وفي كل اللقاءات الإعلامية وعلى لسان كل الوزراء المختصين انه لا يوجد بديل عن التعليم الوجاهي بداية العام الدراسي، وتضع البروتوكولات الطبية وأسس الدوام في حال اكتشاف حالات.
لذلك ومن كل ما ذكرنا سابقاً من تحديات وتخوفات من فتح التعليم الوجاهي فإن أفضل حل هو فتح المدارس وعودة الطلبة، مع التشدد في فرض الإجراءات الصحية من كمامة وتباعد جسدي لمنع انتشار الفيروس وفي نفس الوقت مراقبة شكل المنحنى الوبائي – بحيث إذا زادت النسب بشكل عال- مراجعة الاجراءات.
كذلك لا ننسى أن تفرض الحكومة على المدارس الخاصة خصم نسبة من الرسوم في حال العودة للتعليم عن بُعد وذلك لطمأنة الاهالي وتشجيعهم على الذهاب وتسجيل أطفالهم.
عين على التعليم الوجاهي.. وعين على المنحنى الوبائي
أخبار البلد - اخبار البلد -